إنفلونزا الخنازير يصل أوروبا.. واستنفار عالمي يصل لآسيا والشرق الأوسط

منظمة صحة الحيوان تقول إن الفيروس ليس إنفلونزا الخنازير.. وإسرائيل تسميه «إنفلونزا المكسيك»

عاملة صحة في سنغافورة تعاين طفلا في المطار للتأكد من أنه غير مصاب بأنفلونزا الخنازير (إ.ب.أ)
TT

مع وصول إنفلونزا الخنازير إلى أوروبا، أمس، بعد أن تأكد وجود حالة في إسبانيا واثنين في اسكوتلندا، ووصول عدد الحالات التي كشف عنها في الولايات المتحدة إلى 40، وارتفاع عدد الضحايا إلى أكثر من 100 في المكسيك، استنفر العالم أمس في محاولة لعزل أو إيقاف المرض قبل تحوله وباء عالميا. ودعا مفوض الصحة في الاتحاد الأوروبي إلى تفادي السفر إلى الولايات المتحدة والمكسيك، التي تعتبر بؤرة المرض. وقال أندورا فاسيليو، أمس: «على الناس أن تتفادى السفر إلى المكسيك والولايات المتحدة إلا في الحالات الطارئة». وأعلنت الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبي أن وزراء صحة الاتحاد سيعقدون اجتماعا استثنائيا بعد غد على الأرجح لدراسة التهديد الذي تشكله إنفلونزا الخنازير.

وفي إسبانيا، قال وزير الصحة ترينيداد جيمينيز، إن شابا يبلغ من العمر 23 عاما عاد من المكسيك الأربعاء الماضي، وتبين أنه مصاب بإنفلونزا الخنازير. وقال إن هناك 16 حالة أخرى يشتبه بأنها إنفلونزا الخنازير. ولكنه أشار إلى أن إسبانيا ليست في حالة طوارئ صحية، ولكنها تعمل على منع انتشار المرض وتطوره ربما. وقد دفع الهلع الذي يلف الولايات المتحدة، خصوصا بعد أن أعلنت وزيرة الصحة، أمس، حالة الطوارئ الصحية في البلاد، بالرئيس الأميركي باراك أوباما إلى توجيه نداء للأميركيين بالهدوء، وقال إن المرض «يدعو إلى القلق» ولكن ليس إلى الهلع. وفي تصريحات أمام تجمع في الأكاديمية الوطنية للعلوم، قال أوباما إن المرض «يتطلب رفع حالة التأهب، ولكنه لا يستدعي الإصابة بالهلع».

وفي المكسيك، مهد الوباء، قال مسؤولون في الصحة، أمس، إن هناك سبع حالات وفاة حدثت أمس يشتبه في أنها ناجمة عن إصابتهم بإنفلونزا الخنازير. وبلغ عدد الوفيات التي تأكد أن سببها إنفلونزا الخنازير نحو 20 وفاة، ومن المرجح أن يرتفع العدد إلى 149، حسب ما صرح متحدث باسم وزارة الصحة المكسيكية لوكالة الصحافة الفرنسية. وقد ظهرت أيضا، أمس، أول حالة إنفلونزا الخنازير في البيرو، ولا تزال هناك حالات يشتبه بأنها إنفلونزا الخنازير في نيوزيلاند والبرازيل وإسرائيل وبلدان أخرى. وأصاب الوباء كندا مع ست حالات مؤكدة.

وفي آسيا بدأت عدة دول اتخاذ إجراءات وقائية. وعلقت الصين كافة وارداتها من لحوم الخنازير ومشتقاتها من المكسيك وثلاث ولايات أميركية هي تكساس وكنساس وكاليفورنيا وذلك للحيطة من دخول الوباء، دون أن تسجل أية إصابة فيها. وقررت اليابان تشديد المراقبة على المسافرين القادمين إلى مطاراتها من الخارج. كما قررت إندونيسيا تعليق كافة واردات لحوم الخنازير وتعزيز مراقبة المسافرين في مطاراتها الدولية للوقاية من الإنفلونزا. وأوضح أكبر بلد مسلم في العالم أن وارداته من لحوم الخنازير قليلة.

وفي السعودية أكدت وزارة الصحة تعزيزها لإجراءات احترازية للوقاية من مرض إنفلونزا الخنازير منذ الإعلان أخيرا عن تفشيه في المكسيك والولايات المتحدة وكندا، وعدد من البلدان، فيما أكد الدكتور عبد الله الربيعة وزير الصحة السعودي في بيان صدر أمس في الرياض، أنه لم يتم تسجيل أي حالات مشتبهة بمرض إنفلونزا الخنازير في جميع القطاعات الصحية الحكومية المختلفة في بلاده، وبيّن أن الوزارة بادرت إلى عقد اجتماع طارئ للجنة الوطنية العلمية للأمراض المعدية المكونة من أعضاء ممثلين من القطاعات الصحية الحكومية المختلفة، ولم يتم تسجيل أي حالات مشتبهة بالمرض في جميع القطاعات والمرافق الصحية المختلفة.

وقال الوزير إن وزارته قامت أيضا بمراجعة كميات العقار العلاجي والوقائي المضاد لفيروسات الأنفلونزا والتأكد من توفره في جميع مستودعات التموين الطبي.

وفي لبنان تم وقف استيراد الخنازير الحية، ومنتجاتها لمواجهة انتشار هذا المرض في بعض الدول. ونص القرار الذي أصدره وزير الزراعة إلياس سكاف على «إتلاف أي شحنة دخلت من بلد أعلنت المنظمة العالمية للصحة الحيوانية أو المنظمات الصحية الدولية المختصة وجود إصابات فيه بمرض إنفلونزا الخنازير».

وفي المغرب، قالت ياسمينة بادو، وزيرة الصحة المغربية، إنه منذ ظهور الأعراض الأولى للإصابة بفيروس إنفلونزا الخنازير على المستوى العالمي، اتخذت الوزارة كافة الإجراءات الضرورية للحيلولة دون دخول محتمل لهذا الداء إلى المغرب. وأعلنت بادو أن خلية على مستوى وزارة الصحة عقدت اجتماعا لتتبع آخر تطورات هذا المرض على الصعيد العالمي، بتنسيق مع كافة القطاعات الوزارية المعنية. وأكدت وزارة الصحة المغربية، أمس، أنها لم تسجل في المغرب أية حالة تتعلق بهذا الوباء، مشيرة إلى عدد من الإجراءات المتخذة من لدنها في هذا الصدد. وذكرت المنظمة العالمية لصحة الحيوان ومقرها باريس، أن الفيروس المنتشر حاليا في المكسيك والولايات المتحدة، الذي أودى بحياة 20 شخصا على الأقل، ليس إنفلونزا الخنازير. وذكرت منظمة صحة الحيوان في بيان صحافي أن «الفيروس لم يتم عزله في الحيوانات حتى الآن. ومن ثم فإنه ليس هناك مبرر لنقول إنه إنفلونزا الخنازير». وقالت المنظمة إن الفيروس «تشتمل سماته على عناصر من فيروس (إنفلونزا) الخنازير والطيور والبشر» ودعت إلى أن يطلق عليه «إنفلونزا أميركا الشمالية» حسب أصله الجغرافي.

وبالفعل، قررت إسرائيل أن تطلق على المرض اسم إنفلونزا المكسيك، ولكن لأسباب مختلفة. وقرر نائب وزير الصحة الإسرائيلي المتشدد ياكوف ليتسمان اعتماد تسمية «إنفلونزا المكسيك» بدلا من «إنفلونزا الخنازير» إذ إن الدين اليهودي يعتبر أن الخنزير حيوان نجس. وقال ليتسمان خلال مؤتمر صحافي «أفضل استخدام كلمة إنفلونزا المكسيك حتى لا أضطر إلى التلفظ بكلمة خنزير». والدين اليهودي يحظر أكل لحم الخنزير ويعتبر هذا الحيوان نجسا في التقليد اليهودي.