المالكي يتجه إلى لندن لتوقيع اتفاقية شراكة مع بريطانيا

250 شركة دولية تشارك في مؤتمر الاستثمار في العراق هذا الأسبوع

TT

يتجه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الى لندن هذا الاسبوع على رأس وفد عراقي ضخم يضم نائب رئيس الوزراء برهم صالح ووزير الخارجية هوشيار زيباري ووزير النفط حسين الشهرستاني مع عدد كبير من الوزراء والمسؤولين والتجار العراقيين. وتتضمن زيارة رئيس الوزراء العراقي الرسمية الى بريطانيا جوانب عدة، على رأسها مشاورات مع رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون التي من المتوقع ان تتوج بتوقيع اتفاقية شراكة موسعة بين البلدين. وقال السفير البريطاني لدى بغداد كريستوفر برنتيس في لقاء عبر القمر الصناعي مع مجموعة من الصحافيين امس ان «رئيسي الوزراء سيوقعان اعلان شراكة ونحن نعمل حاليا على إنهاء المفاوضات حول هذا الاعلان الذي يشمل قطاعات عدة وشاملة للعلاقة بين البلدين». واضاف ان وزير التجارة العراقي عبد الفلاح السوداني سيوقع اتفاقا للتعاون الاقتصادي والتقني مع وزير الاعمال البريطاني اللورد بيتر ماندلسون، موضحاً ان هذه الاتفاقية ستتضمن بنوداً حول شراء المعدات العسكرية البريطانية. وعلى الرغم من ان الاتفاق الاخير يتضمن بنوداً عن التعاون العسكري وشراء الاسلحة العسكرية الا انه من غير المتوقع الاعلان عن اية صفقات اسلحة في الوقت الحالي، على الرغم من ان العراق اعلن في السابق عن ابرام عقود اسلحة مع كل من الولايات المتحدة وفرنسا. ومن المتوقع ان يلقي رئيس الوزراء العراقي كلمة رئيسية في مؤتمر الاستثمار في العراق الذي تستضيفه وزارة التنمية الدولية البريطانية والتي قال مسؤول منها امس ان 500 شركة دولية قدمت طلباً للمشاركة فيه. الا انه تمت الموافقة على 250 شركة فقط بسبب ضيق المساحة في المؤتمر. وشدد المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه ان اختيار الشركات المشاركة، ومنها شركة «شل» النفطية و«بنك الكويت الوطني»، بحسب مقدرتها على الاستثمار، بدلاً من هويتها او البلد التي تتخذ مقراً منه. وتأمل بريطانيا التي استثمرت 740 مليون جنيه استرليني في العراق منذ حرب 2003 ان يساهم هذا المؤتمر في تقوية الاقتصاد العراقي الذي ما زال يعاني من تضخم وبطالة واسعة. وقال المسؤول البريطاني ان موجة التفجيرات التي هزت العراق في الآونة الاخيرة لن تؤثر على المؤتمر او حرص المستثمرين على الاستثمار في العراق، موضحاً: «الصورة عند الشركات الاجنبية سلبية في الوقت الحالي وعلى العكس هناك مجال لتحسين هذه الصورة». ويذكر ان بريطانيا في السابق كانت تركز اهتمامها على البصرة حيث تمركزت قواتها منذ حرب 2003. وكان رئيس الوزراء البريطاني اعلن عن تشكيل هيئة تنمية البصرة برئاسة مايكل ويرنغ في خريف عام 2007، الا ان حكومته تسعى الآن الى توسيع النشاطات الاقتصادية مع كافة ارجاء البلاد. وسيشمل المؤتمر، الذي يستمر يوماً واحداً يوم الخميس المقبل، نقاشات حول قطاعات عدة في مختلف ارجاء العراق. ويركز المالكي على جانب التعليم في العراق، حيث من المرتقب ان يزور المجلس الثقافي البريطاني لبحث سبل التعاون مع المجلس وتزويد المنح الدراسية التي تمولها الحكومة العراقية للطلاب العراقيين في بريطانيا. كما ستكون له زيارة الى المكتبة البريطانية الوطنية. وقال برنتيس امس: «الوفد الزائر سيعمل على دفع التعاون التعليمي الى الامام وتحسين التبادل الثقافي بين البلدين». وافاد السفير البريطاني ان العراق والمملكة المتحدة يقتربان من توقيع اتفاق عسكري ينظم العلاقات العسكرية بين البلدين، بعد انتهاء انتشار القوات القتالية البريطانية في العراق. وسيتضمن الاتفاق تفاصيل التعاون العسكري بين البلدين وتدريب الضباط العراقيين بالإضافة الى مساهمة بريطانيا في دعم وزارتي الداخلية والدفاع في تدريب كوادرها المدنية والامنية. وبعد انتهاء زيارته الى بريطانيا، من القرر ان يتوجه المالكي الى باريس. وقال علي الدباغ الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية في بيان إن المالكي سيبدأ زيارة رسمية للجمهورية الفرنسية الاثنين القادم يلتقي فيها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون في زيارة هي الأولى من نوعها لرئيس وزراء عراقي لفرنسا.  وأشار الناطق الى أن زيارة فرنسا سوف توفر فرصا كبيرة لتطوير العلاقات بين البلدين في المجالات كافة.