الانتخابات اللبنانية: المرّ يعلن «لائحة الإنقاذ المتنية» بمشاركة «الكتائب» و«القوات»

«الجماعة الإسلامية» تتهم «المستقبل» بنقض اتفاقهما الانتخابي

TT

وضع إعلان لوائح المرشحين للانتخابات النيابية اللبنانية المقررة في 7 يونيو (حزيران) المقبل على نار حامية. وكان أحدث الفصول أمس، حين أعلن النائب ميشال المرّ وأمين الجميل رئيس حزب «الكتائب اللبنانية»، «لائحة الإنقاذ المتنية» التي ضمّت 7 مرشحين هم بالإضافة إلى المرّ، سامي أمين الجميل وإيلي كرامة (عن الكتائب)، ادي أبي اللمع (عن القوات اللبنانية)، سركيس سركيس، الياس مخيبر، إميل كنعان، وذلك بعدما أعلن المرشح عن اللائحة بيار الأشقر انسحابه من المعركة.

وفي موازاة إعلان اللائحة، التي قال عنها المرّ إنها «ستكون الركيزة الأولى للوائح الإنقاذية في كل لبنان»، برز كلام لأمين سر حركة «التجدد الديمقراطي» مستشار الوزير نسيب لحود، أنطوان حداد الذي لفت إلى «وجود ثغرات في الإدارة الانتخابية لقوى 14 آذار، تتجسد في إفراطها في إعطاء الدور في بعض الدوائر إلى قوى تنتمي إلى المجتمع التقليدي والأهلي والطائفي على حساب قوى التحديث والمجتمع المدني»، مبديا خشيته من أن يكون لـ«هذا الأمر انعكاسات سلبية على جمهور «14 آذار» غير الحزبي».

وأشار حداد إلى أنه «لا يعيب في المطلق على «14 آذار» إعطاءها دورا للأحزاب التقليدية تبعا لحجمها أو السعي إلى توسيع التحالف نحو أطراف أخرى غير منضوية في 14 آذار من أجل تعزيز الوضع الانتخابي في بعض الدوائر الصعبة... لكن الخطأ يكمن في إعطاء دور احتكاري لهذه الأحزاب والأطراف، وإطلاق يدها سواء في تأليف اللوائح أو في تفريغ المعركة من محتواها السياسي المتعلق ببناء الدولة وتحويل تلك المعركة النبيلة نزاعا داخليا على المقاعد لا يعني الغالبية العظمى من جمهور 14 آذار». وأكد أن الوزير نسيب لحود الذي كان قد انسحب من المعركة قبل أيام «ركن من أركان المتن وباق في المعركة رغم سحب ترشيحه وباق أيضا على ثوابته السياسية، لكنه لم يحدد بعد بدقة موقفه الانتخابي».

من جهة أخرى، أكد الرئيس الجميّل، خلال زيارة قام بها أمس للنائب نقولا فتوش في زحلة، أن «14 آذار في زحلة والبقاع ليس في حاجة إلى شد العصب الانتخابي» وقال: «لا شك أننا في 7 حزيران (يونيو) المقبل سنحتفل مع أهالي زحلة بالانتصار الكبير». وأضاف: «نحن متضامنون ومتكافلون مهما كانت الظروف والصعاب التي نمر بها ومهما كانت الطموحات والمصالح. نحن في حزب الكتائب لنا طموحات ومصالح متناقضة أحيانا، فكيف إذا كان الموضوع يتعلق بتحالف قوى 14 آذار: الاشتراكي، المستقبل، القوات، الكتائب، المستقلون الذين مروا بتاريخ غير متضامن».

من جهته، قال فتوش إن «كل لائحة 14 آذار أصبحت جاهزة، إنما هناك عمليات تشاور في انتظار ما سيجد. الاستراتيجية انتهت وننتظر التكتيك». وفي السياق الانتخابي، استقبل نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم المرشح عن دائرة بعلبك ـ الهرمل الدكتور حيان حيدر الذي حضر لإعلان سحب ترشّحه عن المقعد الشيعي في دائرة بعلبك ـ الهرمي. وقال قاسم «سنبقى في الموقع الذي يتعامل بإيجابية مع كل الأطراف لبناء لبنان مهما كانت نتائج الانتخابات النيابية، بل سنصر على المشاركة من موقعنا الأقوى عندما نحصل على الأكثرية النيابية. فنحن لا نتقوى لنسيطر ونلغي بل لنقوم المسار نحو المشاركة والاستقلال». وفي ما يتعلّق بدائرة عاليه، قال رئيس «الحزب الديمقراطي اللبناني» الوزير طلال أرسلان أن لائحة المعارضة ستعلن الجمعة المقبل. وفيما أكد إصراره على الترشح في عاليه لأنها «الموقع الطبيعي للأمير مجيد أرسلان»، قال إن ترشحه يأتي «بناء على قاعدة 11 أيار حين جنبنا البلاد الفتنة والحرب الأهلية»، لافتا إلى أنها «ليست قاعدة إلغاء الآخر، إنما مشاركة الآخر». كذلك، برز كلام لافت لـ«الجماعة الإسلامية» على لسان مرشحها عن المقعد السني في دائرة البقاع الغربي وراشيا الشيخ سامي الخطيب الذي قال إن «الجماعة أعلنت مرشحها في وقت مبكر وأعلنا أننا نعطي الأولوية في هذا الاستحقاق للتحالف مع تيار المستقبل، لكن إيجابيتنا لم تكن تقابل بأكثر من الكلام المعسول والتراجع المتكرر عن الوعود. رضينا على مضض بأن يكون لنا مرشحان اثنان فقط، تمت تسميتهما على لائحتين مشتركتين في صيدا وبيروت، مع حق الترشح الانفرادي في مناطق أخرى، لكن الاتفاق نقض قبل أن يجف حبره بترشيح الرئيس (الحكومة فؤاد) السنيورة في مدينة صيدا». وقال: «أغلقوا في وجهنا الأبواب وأوصلونا إلى الأفق المسدود بعدما قطعنا كل علاقة إلا بهم، ولكننا أصحاب مبادئ نأبى الهوان ونرفض أن نكون متسولين نرضى بالفتات».