عباس يهاجم حماس وإسرائيل ويختصر مهمة حوار القاهرة بتشكيل حكومة أطياف

الحركة اعتبرت حديثه تراجعا عن اتفاقات سابقة وترويجا للشروط الأميركية

TT

أقر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بوجود «هموم ومصاعب»، تواجه الحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة، معتبرا أن للحوار مهمة واحدة، هي تشكيل حكومة تدير شؤون البلاد، وتشرف على إعادة الإعمار، لكنه أكد مجددا على أن هذه الحكومة، يجب أن تلتزم بالتزامات منظمة التحرير. وألقت تصريحات عباس، ورد حماس، شكوكا كبيرة حول فرص نجاح الحوار في القاهرة، بينما استمرت في رام الله مشاورات تشكيل حكومة موسعة يرأسها سلام فياض، رئيس الحكومة الحالية المستقيلة، استعدادا لاحتمال فشل الحوار على أن تشارك فيها هذه المرة فصائل من منظمة التحرير، كما أكدت لـ«الشرق الأوسط» مصادر مسؤولة في السلطة.

وقال عباس أمس، في رام الله، أثناء لقائه اللجان التحضيرية لمؤتمر الشباب البرلماني الفلسطيني، «نحن نريد حكومة من جميع الأطياف، من جميع المشارب والفئات، والمنظمات». وأضاف «نحن نريد إعادة بناء غزة، ولا نستطيع ذلك إلا بوجود هذه الحكومة التي ستعمل على تسيير أمور الوطن والإشراف على التحضير لانتخابات رئاسية وتشريعية».

وتابع عباس «ما نريده الآن من كل هذه المباحثات هو فقط هذه القضية، (الحكومة) لأن انتظار حل كافة القضايا صعب». وأضاف قائلا «علينا الآن أن نرمم حياتنا، أن نعيد الحياة لأهلنا في غزة.. هناك ما زال نحو 100 ألف إنسان في العراء بعد أشهر (على العدوان الإسرائيلي) ولا أدري إلى متى سينتظرون. إن علينا أن نعيد بناء البيوت والمدارس، والمساجد، نريد إعادة بنائها ولا نستطيع ذلك من دون حكومة».

وهاجم عباس بشكل ضمني حماس، بقوله «ننتظر أن يوحد الشعب كله تحت راية منظمة التحرير، التي حاولوا أن يمزقوها ولم يستطيعوا لأنها البيت الشرعي للشعب الفلسطيني، وهي التي بدأت النضال الشرعي منذ أكثر من نصف قرن، وهي مستمرة بنضالها حتى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس». وعقب على رفض حماس، الالتزام بالتزامات المنظمة، بقوله «الحكومة تلتزم وليس أي أحد آخر» وتابع «لن يكون مطلوبا من أي تنظيم أو فصيل أو حزب فلسطيني، الاعتراف بالاتفاقات الموقعة أو بإسرائيل، هذا مطلوب من الحكومة وأفرادها». ويرى عباس أن إعادة البناء سيتم من خلال مؤسسات دولية، وقال «من خلال الحكومة تقوم مؤسسات دولية بالبناء، إذن الحكومة تسير الحياة ثم تقول للعالم: نحن نمثل هذا الشعب، والأموال تأتي إلى المنظمات الدولية وتعيد بناء قطاع غزة».

وردت حماس بعنف، على تصريحات عباس، وقالت في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة عنه «إن حديث عباس عن حوارات القاهرة هو تراجع عن اتفاق الرزمة وتسويق رخيص للشروط الأميركية، وهي محاولة لتهرب أبو مازن وحركة فتح من كافة استحقاقات القضايا الرئيسية المتعلقة بالشأن الفلسطيني، وقد حاول اجتزاء اتفاق الرزمة الذي اتفقت عليه كافة الفصائل الفلسطينية». وقال فوزي برهوم الناطق باسم حماس «نعتبر حديث عباس عن المفاوضات مع الاحتلال الصهيوني تأكيد على فشل هذا الخيار وحالة الإفلاس التي مُنيَ بها عباس ووفده المفاوض على مدار السنوات الطويلة في مفاوضاته مع العدو الصهيوني، رغم ذلك نرى عباس يسوق من جديد لمشاريع التسوية العبثية مع الاحتلال، ويشترط على الحكومة المقبلة أن تلتزم بالاتفاقيات الموقعة مع العدو الصهيوني الذي لم يلتزم بأي منها وهذا ما أكده عباس في حديثه».

وفي مسألة المفاوضات مع الإسرائيليين، قال عباس «نحن قمنا بواجبنا وإسرائيل لم تقم بشيء». وأعرب عن استعداد الفلسطينيين للتفاوض مع إسرائيل على أساس المبادرة العربية، التي قال إنها صارت مبادرة عربية وإسلامية وجزءا من خطة خارطة الطريق للسلام. وقال عباس إن الفلسطينيين فاوضوا إسرائيل على أساس مبادئ مؤتمر أنابوليس الذي عقد في تشرين الثاني (نوفمبر) 2007، وأشار إلى أنه أبلغ الوسيط الأميركي جورج ميتشل أنه قرأ تقريره (حول الاستيطان) قبل أسبوع من لقائهما ثلاث مرات، وأن التقرير ينص على الأمن لإسرائيل والعدالة للفلسطينيين، وعلى وفاء الطرفين بالتزاماتهما المحددة في خارطة الطريق. واستدرك أبو مازن قائلا «نحن أوفينا بالتزاماتنا وإسرائيل لم تلتزم، فأين العدالة؟».

وهاجم عباس الحكومة الإسرائيلية الجديدة، بقوله «لقد اخترعوا لنا أنهم لا يقبلون بحل الدولتين. إذن ماذا يريدون؟». وقال «يبنون مستوطنات ويقولون هذا أمر واقع.. القدس الشرقية محتلة ولا يحق للإسرائيليين البناء فيها وإنها أرضنا». وحول موضع المياه، قال «إنهم يسرقون (إسرائيل) المياه من أرضنا ويبيعونها لنا». وفي ما يتعلق بالقدس.