قوات يمنية تحرر 4 سفن نفط وطنية.. في معركة استمرت 18 ساعة

الخارجية المصرية: أطراف صومالية طلبت من القاهرة تبني عملية مصالحة.. ونجري اتصالات

عناصر من البحرية اليمنية يرافقون أمس قرصانا صوماليا في ميناء المكلا على البحر العربي ألقي القبض عليه مع آخرين بعد إنقاذ ناقلة نفط مختطفة من قبلهم (رويترز)
TT

نجحت قوات يمنية أمس في استعادة السيطرة على 4 سفن نفط وطنية استولى عليها القراصنة أول من أمس قبالة الشواطئ اليمنية، في عملية استمرت 18 ساعة وأسفرت عن مقتل ثلاثة من المهاجمين واعتقال 11 منهم.

وأعلن ناطق باسم وزارة الدفاع اليمنية أن «قوات أمنية نجحت في تحرير ناقلة النفط التي تحمل اسم، قانا، التي استولى عليها قراصنة صوماليون واعتقلت أحد عشر قرصانا» أمس، بعد تحرير 3 سفن قبلها بساعات مساء أول من أمس. وأضاف الناطق أن العملية أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص في صفوف القراصنة وذكر أن الناقلة اتجهت بعد الإفراج عنها إلى مرفأ المكلا في جنوب شرق البلاد. ولقي قرصانان صوماليان مصرعهما وأصيب ثالث فيما اعتقل أربعة آخرون في العملية التي نفذتها قوات يمنية مشتركة من البحرية وخفر السواحل اليمنيتين في المياه الإقليمية الوطنية، ونجحت في تحرير ثلاث من أصل أربع سفن شحن نفط يمنية كان القراصنة استولوا عليها قبيل ساعات قليلة من تحريرها.

وقالت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن السفن الأربع التي استهدفت من قبل القراصنة، ثلاث منها تتبع شركة «عبر البحار للملاحة» اليمنية التي يمتلكها رجل الأعمال اليمني أحمد صالح العيسي، رئيس الاتحاد العام لكرة القدم ومقرها الرئيسي في محافظة الحديدة بغربي البلاد وتسمى السفن الثلاث «دوكن، سيمفوني والهلال» فيما السفينة الرابعة تسمى «قنا» وهي تتبع ـ حسب المعلومات الأولية ـ شركة مصافي عدن الحكومية اليمنية.

وتتراوح السعة التخزينية للسفن الثلاث بين ألف واثني عشر ألف طن، فيما تصل السعة التخزينية للسفينة قانا إلى 3500 طن من النفط.

وقال مصدر في خفر السواحل اليمنية لـ «الشرق الأوسط» إن ملف هذه العملية بيد القوات البحرية اليمنية التي من المتوقع أن ترفع تقريرا عن العملية إلى السلطات المختصة. رافضا الإدلاء بأية معلومات إضافية في الوقت الراهن. وتعد عملية القرصنة هذه هي الأولى من نوعها التي تستهدف أربع سفن يمنية في آن واحد، كما تعد عملية نوعية للقراصنة الذين اخترقوا المياه الإقليمية اليمنية، خاصة في ظل تنامي ظاهرة القرصنة في خليج عدن رغم تواجد سفن عسكرية كبيرة وعديدة تتبع قوات التحالف في المنطقة.

إلى ذلك أكدت مصر أمس أنها تجري حالياً اتصالات مع الفرقاء الصوماليين، بهدف دفع عملية الوفاق الوطني هناك، فضلاً عن مساع تقوم بها القاهرة لدى الدول العربية، والأطراف الدولية المعنية بالتعاطي مع الوضع في الصومال لدعم عملية التنمية في الصومال، باعتبارها الطريق الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في هذا البلد الذي لم يعرف شعبه غير الحرب طوال 19 عاماً.

وقالت السفيرة منى عمر مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون الأفريقية «إن وزير التخطيط الصومالي أبلغها أن الشعب الصومالي ضاق ذرعاً بالحرب، ولم يعد مستعداً لمزيد من الحروب». وأكدت السفيرة عمر في تصريحات صحافية أمس بالقاهرة «أن مصر تلقت طلبات من أطراف عدة في الصومال لكي تتبنى مصر عملية المصالحة الصومالية لأنهم يرون أن مصر وجه أكثر قبولا من أي دولة أخرى في العالم لتحقيق هذه المصالحة». وأوضحت «أن الهدف هو أن يكون ذلك تحت إطار شرعية شيخ شريف وفي إطار من المصالحة والتوافق حتى تقوم حكومة وطنية هناك، يشارك فيها الجميع بشكل فعال ومن خلال تمثيل للجميع». وأضافت «أن هناك العديد من الأطراف الصومالية على اتصال مع مصر ومع الجهات المصرية المسؤولة حيث نحاول أن ندفعهم لطريق الوفاق».

وأشارت إلى «أن وزير الخارجية أحمد أبو الغيط بعث برسائل لنظرائه العرب للنظر في كيفية توفير دعم حقيقي لمساعدة الصومال على تحقيق السلام والتنمية». وقالت منى عمر «إن مصر تجري اتصالات كذلك مع الشركاء الدوليين في هذا الإطار، حيث شاركت مصر في مؤتمر الدول المانحة بالصومال بوفد برئاسة السفيرة وفاء بسيم مساعد وزير الخارجية»، وأضافت «هناك اتصالات جارية بين مصر وعدد من الدول المانحة لتطبيق فكرة التعاون الثلاثي في الصومال من خلال إقامة مشروعات تتطلبها عملية التنمية هناك في ضوء إيمان مصر بأن التنمية هي الطريق الوحيد لتحقيق الأمن والسلام في الصومال».