حملة اعتقالات في الجولان السوري المحتل للسيطرة على أراض

بعد مواجهات سببها منع إسرائيل إعادة زرع بساتين التفاح

TT

نفذت السلطات الإسرائيلية في هضبة الجولان السورية المحتلة، حملة اعتقالات واسعة ضد سكان بلدتي مجدل شمس ومسعدة كانت تصدت لمحاولات تخريب واقتلاع مغروسات زراعية في أراضيهم. وتعود هذه الاعتقالات الى صراع قائم بين السلطات الاسرائيلية من جهة وأهالي الجولان من جهة ثانية على خلفية رغبة اسرائيل في السيطرة على الأرض العربية الواقعة ما بين مسعدة ومجدل شمس. وكما يقول أيمن أبو جبل، مسؤول جمعية التنمية في الجولان، لـ«الشرق الأوسط»، فإن الدوريات الخضراء التابعة لوزارة شؤون البئية تحاول نهب الأرض والقضاء على مصدر رزق السكان العرب في الجولان لأهداف غير مفهومة.

يذكر انه من مجموع 138 قرية عربية في الجولان، هدمت اسرائيل بعد احتلالها عام 1967، 133 والبلدات الباقية هي مجدل شمس ومسعدة وعين قنيا وبقعاثا والغجر. وهي مجمعة في المنطقة الشمالية من الجولان، على سفوح جبل الشيخ. ويعيش فيها نحو 21 ألف نسمة فقط، في حين يبلغ عدد سكان الجولان اللاجئين في الشق الشرقي من الوطن نحو 600 ألف نسمة. وأهل الجولان الباقون في القرى الخمس، ورغم قلة عددهم وشراسة احتلالهم، فإنهم متمسكون بالوطن السوري ويرفعون العلم السوري على مدار السنة. ويقول أبو جبل ان اسرائيل تسيطر على ما يضاهي 90% من الأراضي السورية في الجولان، 40% منها تحت سيطرة الجيش مباشرة و50% تحت سيطرة المستوطنات البقية 10% بأيدي المواطنين. واعتاد الفلاحون السوريون في الجولان غرس أراضيهم بأشجار التفاح والكرز والاجاص وغيرها من هذه الفاكهة. ويقومون باقتلاعها مرة كل عدة سنوات وغرسها من جديد بالأشتال. وفي هذه السنة، بدأت الدوريات الخضراء تهاجم الأرض المذكورة بين القريتين، وتقتلع كل غرس جديد فيها. وفي الأسابيع الأخيرة بدأ أهالي الجولان يحرسون أراضيهم ليمنعوا الدوريات الخضراء من اقتلاع أغراسهم. وفي نهاية الأسبوع اشتبكوا مع رجال الدورية، وعندما هددهم هؤلاء بالسلاح، ضربهم المواطنون واحتجزوهم نحو ساعتين محذرينهم من العودة مرة أخرى. وردت السلطات بشن حملة اعتقالات، ضمت أصحاب الأرض من عائلة حمد صادر الولي في مسعدة وكلا من سامي صالح صبح وشقيقه مؤيد وسلمان صالح صبح وشقيقه غالب ورفعت محمود عماشة وغيرهم. ويقول أيمن أبو جبل ان سبب هذه الهجمة غير معروف بوضوح، لأن «هذه الأرض قائمة بين بلدتين ولا تصلح للاستيطان اليهودي الاستعماري ولا للتدريبات العسكرية وأغلب الظن أنه محاولة لكسر شوكة السكان وضرب قواهم الوطنية المسيطرة. وفي كل الأحوال فإنها تؤدي إلى نهب الأرض ومنع أصحابها من استغلالها».