ليبيا تُبرم اتفاقاً مع بريطانيا.. تمهيداً لاستعادة المقرحي

إطلاق المدير السابق لـ«الليبية».. ومؤسسة القذافي تنفي دفع فدية إلى «القاعدة» المغاربية

TT

وقعت ليبيا وبريطانيا أمس على اتفاقيات حول تسليم المطلوبين ونقل السجناء، ما يفتح الباب أمام نقل عبد الباسط المقرحي المسجون في بريطانيا، اثر إدانته بتفجير لوكربي، إلى بلاده لقضاء المدة الباقية من عقوبته.

وقالت مصادر ليبية، إنه تم أمس في طرابلس التوقيع على محاضر تبادل وثائق التصديق على أربع اتفاقيات تتعلق بتسليم المطلوبين، ونقل السجناء، والتعاون القضائي في المجالات المدنية والأمنية، والمساعدة القانونية المتبادلة في المسائل الجنائية. وبموجب هذا التوقيع دخلت الاتفاقيات بين البلدين حيز التنفيذ اعتبارا من أمس.

وكان الجانبان الليبي والبريطاني، قد وقعا محاضر تبادل وثائق التصديق على هذه الاتفاقيات بلندن في 17 نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي.

واعتبر سفير بريطانيا لدى ليبيا، أن توقيع محاضر تبادل وثائق التصديق على هذه الاتفاقيات، يمثل الخطوة الأخيرة لما وصفه بسلسلة من الخطوات، التي تمت للدفع بعلاقاتنا الثنائية وتطويرها إلى شراكة لمصلحة الشعبين والبلدين، كما ستعزز من تعاونهما القضائي في ميادين عديدة. وتعهد السفير البريطاني في كلمة ألقاها بعد تبادل وثائق التصديق، بأن تحترم حكومته حكم القانون، وتقوم بتطبيقه في جميع معاملاتها وتطوير علاقاتنا مع ليبيا. ونقلت عنه وكالة الأنباء الليبية القول: «وسنعمل بأمانة لخاتمة منصفة وعادلة، للاتفاق بين ليبيا والاتحاد الأوروبي، ونتطلع لبناء قاعدة سليمة، لتأسيس علاقة وثيقة بين ليبيا والمملكة المتحدة، مبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة».

من جهته، أعلن مدير إدارة شؤون القانون الدولي والمعاهدات بوزارة الخارجية الليبية، أن جماهير المؤتمرات الشعبية الأساسية (المحليات والبلديات)، قامت بدراسة وتفحص هذه الوثائق وأقرتها وصادقت عليها بأحكام القانون رقم (3) للعام الجاري. وكان مصدر ليبي أعلن أن ليبيا ستتقدم بطلب لنقل المواطن الليبي عبد الباسط المقرحي، المسجون في بريطانيا، إثر إدانته بتفجير طائرة ركاب تابعة لشركة بان أميركان فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية عام 1988، إلى بلاده لقضاء المدة الباقية من حكمه، بعد أن «يتم تبادل وثائق تصديق نقل المساجين بين البلدين».

وتسعى ليبيا إلى استعادة المقرحى، والسماح له بقضاء بقية فترة عقوبته داخلها، بعد تأكيدات بأنه يعاني من مرحلة متقدمة لمرض السرطان. وكانت عائشة زوجة المقرحي، قد أعلنت يوم الاثنين الماضي، أن زوجها في أيامه الأخيرة، وحالته تسوء كل يوم وتحاليله الأخيرة لا تبشر بخير. ويمضي المقرحي، 57 عاما، عقوبة السجن مدى الحياة، التي لا تقل عمليا عن 27 عاما في سجن اسكتلندي؛ لإدانته بتفجير طائرة بان اميركان. وكان أدين عام 2001 بتفجير طائرة البان اميركان، ما أدى إلى مقتل 270 شخصا.

إلى ذلك، قالت مصادر ليبية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، إن السلطات الليبية أطلقت أمس سراح عبد السلام المشرى المدير السابق لقناة الليبية الفضائية، بعدما خضع للتحقيق على مدى اليومين الماضيين، على خلفية بث القناة لبرنامج اعتبرته السلطات الليبية مسيئا لعلاقاتها مع مصر، ولحوار مع أحد مؤسسي حركة اللجان الثورية في ليبيا. وأوضحت المصادر في اتصال هاتفي من طرابلس، أن قرار الإفراج عن المشرى، جاء بعد تدخل شخصي من المهندس سيف الإسلام، النجل الثاني للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي. ويدير نجل القذافي مؤسسة القذافي للتنمية، وهي شريك أساسي في شركة الغد للخدمات الإعلامية، المالكة لقناة الليبية الفضائية إلى جانب صحيفتي قورينا وأويا اليوميتين. واتهمت السلطات الليبية القناة بتعريض علاقتها مع مصر للخطر، بسبب بث برنامج تلفزيوني، انتقد موقف حكومة بلاده من الأزمة الراهنة مع حزب الله. وعاد الإرسال إلى قناة الليبية بعد توقف دام ساعات مساء أمس الأول، تم خلاله ضمها إلى تردد قناة الفضائية الرسمية في ليبيا المعروفة باسم (الجماهيرية).

من ناحية أخرى، نفت مؤسسة القذافي تورط رئيسها سيف الإسلام في دفع أموال إلى تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، للإفراج عن رعايا أجانب محتجزين في شمال مالي. وشنت المؤسسة في بيان لـ«الشرق الأوسط»، هجوما على صحيفة جزائرية نشرت هذا التقرير، وقالت، إن ما أسمته بالأخبار الملفقة والشائعات المغرضة لن تخدم إلا مصلحة أعداء الجزائر، من دون أن تنال حظاً أو أية فرصة في النيل من العلاقات الأخوية بين الشعب الواحد في ليبيا والجزائر. واعتبر البيان، أن هذه بالأكاذيب لن تؤثر في سمعة سيف الإسلام، الذي قالت، إن العالم عرفه رجلاً من رجالات السلام، ومن دعاة التآخي والتواصل بين الشعوب، كما لن تطال السمعة العالمية لمؤسسته غير الحكومية ودورها في مجالات العمل الإنساني والتنمية، وفي حل الصراعات والدبلوماسية الإنسانية، التي جعلت هذه المؤسسة محل تقدير عالمي لا ينكره إلا الجاحدون.

وشددت على أن ما نشر ما هو إلا خنجر موجه إلى الجزائر والجزائريين قبل سواهم، معربة عن اعتقادها بأن عروبة الجزائر وتاريخها لا يسمحان بأن يمتد هذا العبث إلى الأبد.