بريطانيا تعلن استراتيجية جديدة في أفغانستان تزيد التركيز على باكستان

إرسال 700 جندي بريطاني إضافي حتى نهاية العام الحالي

TT

أعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون أمس استراتيجية جديدة لأفغانستان، تشمل تركيزاً أكبر على استقرار باكستان والعمل على حماية الحدود بينهما. وأضاف براون في خطاب أمام البرلمان البريطاني أمس أن بلاده ستزيد عدد قواتها في أفغانستان إلى تسعة آلاف عنصر حتى وقت لاحق من العام لضمان الأمن في البلاد خلال فترة الانتخابات المقبلة. ويذكر أن هناك 8300 جندي بريطاني في أفغانستان، وسيضاف إليها 700 جندي بحلول يوليو (تموز) المقبل ومن المرتقب أن تستمر مهمتهم حتى نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وأكد براون في معرض استعراضه للاستراتيجية البريطانية في باكستان وأفغانستان على تهديد القاعدة وحلفائها في البلدين. وقال: «طريقة تعاملنا (مع أفغانستان وباكستان) مختلفة ولكن يجب أن تكون منسجمة». وأضاف: «نحن نعرف بتقوية الاتصالات بين طالبان الأفغان والباكستانيين، وبين المجموعتين وبين القاعدة وغيرها من المجموعات الإرهابية»، موضحاً: «ذلك يجعلنا بحاجة لاتخاذ المزيد من الخطوات الصلبة والشاملة». وأعلن براون الاستراتيجية الجديدة تحت عنوان «السياسة البريطانية في أفغانستان وباكستان: الطريق إلى الأمام» بعد أيام من زيارته باكستان وأفغانستان لتجديد الدعم لحكومة البلدين. ويذكر أن الاستراتيجية البريطانية مشابهة للإستراتيجية الأميركية التي أعلن عنها الرئيس الأميركي باراك أوباما، والتي تركز على اتخاذ منظار إقليمي في معالجة مشكلة أفغانستان. وبحسب الوثيقة، والتي تتضمن 28 صفحة، فإن الأهداف البريطانية في باكستان وأفغانستان تركز على دعم حكومتين مستقرتين في البلدين. وشدد مسؤول رفيع المستوى في الحكومة البريطانية، طلب عدم الكشف عن هويته، على أن الاستراتيجية البريطانية تأتي في سياق حماية الأمن الوطني البريطاني وفي سياق مواجهة الفقر حول العالم. وتتضمن الاستراتيجية البريطانية جزءا حول معالجة الفقر في البلدين، بالإضافة إلى ضرورة مكافحة المخدرات في أفغانستان. وجاء في وثيقة الاستراتيجية أنه «من التهديدات الستة الرئيسية لاستراتيجية الأمن الوطني البريطاني، أفغانستان وباكستان لها صلة بأربعة منها على الأقل»، وهي الإرهاب والنزاعات والجريمة الدولية وأسلحة الدمار الشامل، والأخيرة خاصة في باكستان النووية. وجاء إعلان الحكومة البريطانية عن إستراتيجيتها بعد ساعات من مقتل جندي بريطاني في أفغانستان. وقتل الجندي أثناء دورية راجلة مع الجيش الوطني الأفغاني بالقرب من قاعدة كينان المتقدمة للعمليات شمال شرقي جيرشيك بإقليم هلمند المضطرب. وقتل أكثر من 150 جنديا بريطانيا في أفغانستان منذ أواخر عام 2001. وتتراجع شعبية المهمة البريطانية في أفغانستان، حيث تثار تساؤلات عن جدوى الحرب المستمرة خلال السنوات الـ8 الأخيرة. ويرى مسؤولون بريطانيون أن الإعلان عن هذه الاستراتيجية بطريقة شاملة، وهي للمرة الأولى توضح في وثيقة واحدة تقدم للبرلمان وتوزع للصحافة. ومن جهة أخرى، أعلن براون أن الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري سيزور بريطانيا الشهر المقبل. ويأتي هذا الإعلان في وقت تشهد العلاقات البريطانية ـ الباكستانية توتراً على خلفية اعتقال 10 طلاب باكستانيين كان يشتبه في تورطهم بقضية إرهاب بداية هذا الشهر. وبعد إطلاق سراح الطلاب من دون توجيه تهم إليهم، عبر مسؤولون باكستانيون عن عدم ارتياحهم للعملية وخشيتهم من مضايقة الطلاب الباكستانيين في بريطانيا. وعندما زار براون إسلام آباد يوم الاثنين الماضي، أثار الباكستانيون هذه القضية. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الباكستانية عبد الباسط لـ«الشرق الأوسط»: لقد أثرنا موضوع الطلاب الباكستانيين في اللقاء مع رئيس الوزراء البريطاني وطلبنا منه أن يسمح للطلاب الباكستانيين أن يكملوا دراستهم». ويذكر أن الشرطة البريطانية سلمت الطلاب إلى سلطات الهجرة، على أساس ترحيلهم الأسبوع الماضي. بعد عدم إثبات أي تهم إرهاب عليهم. وحاول عبد الباسط التقليل من شأن تقارير تشير إلى توتر العلاقات بين البلدين على اثر الاعتقالات، قائلاً: «التوتر كلمة قاسية، نحن نتمتع بعلاقات جيدة مع بريطانيا ولكن حادثة الطلاب ليست على رضانا».