واشنطن تبحث عن دول أوروبية تستقبل «قدماء غوانتانامو»

وزير العدل الأميركي يزور أوروبا وفي حقيبته ملف 60 معتقلا بينهم جزائريون وليبيون وتونسيون

TT

يسعى اريك هولدر وزير العدل الاميركي الى إقناع دول اوروبية على استقبال عدد من معتقلي معسكر غوانتانامو في كوبا، الذين تخشى واشنطن تعرضهم للتعذيب إذا نقلوا الى بلدانهم الاصلية ومن بينهم معتقلون ينتمون إلى ثلاث دول عربية. ووصل امس هولدر الى العاصمة الالمانية برلين ضمن جولة اوروبية شملت حتى الآن لندن وبراغ. ودأبت الدول الاوروبية على حث الولايات المتحدة إغلاق معتقل غوانتانامو، بيد أن هذه الدول أبدت برودة تجاه اقتراح استقبال سجناء من المعتقل نفسه، بعد ان قرر الرئيس باراك اوباما إغلاق المعتقل في فترة لا تتجاوز يناير (كانون الثاني) من العام المقبل.

وقالت ستاسي سوليفان مستشارة مكافحة الإرهاب في منظمة «هيومن رايتس ووتش»: «منذ فترة طويلة والدول الأوروبية تدعو الولايات المتحدة إلى إغلاق غوانتانامو والآن بما أن إدارة باراك أوباما تحاول تحقيق هذا، على الدول الأوروبية أن تساعد عبر إعادة استقبال بعض المعتقلين». وأضافت سوليفان تقول «إذا وافقت كل دول الاتحاد الأوروبي على إعادة توطين محتجزين اثنين أو ثلاثة محتجزين، فإن الجزء الأصعب من إشكالية غوانتانامو سيكون وجد حلا».

ويوجد حاليا حوالي 240 معتقلا في غوانتانامو، ويعتقد أن حوالي 60 من بينهم ربما يتعرضون لمعاملة سيئة إذا أعيدوا إلى بلدانهم الأصلية، ويحمل اريك هولدر ملفات هؤلاء المعتقلين في حقيبته خلال جولته الاوروبية في مسعاه لوجود دول مضيفة. وقال وزير داخلية التشيك إيفان لانغر إن بعض الدول الاوروبية ستوافق على استقبال سجناء من غوانتانامو، لكنه قال إن بلاده اعتذرت عن قبول أي سجين. ونسب الى هولدر نفسه قوله «نحتاج إلى بلدان يمكن ان نرسل هؤلاء الناس إليها وطلبنا المساعدة من طرف شركائنا في الاتحاد الاوربي، لكن لم نتلق وعودا». وقالت حتى الآن دولتان هما البرتغال وليتوانيا إنهما على استعداد لقبول معتقلين يتوقع الافراج عنهم من غوانتانامو، في حين يوجد انقسام داخل المانيا حول قبول أو عدم قبول سجناء. في حين اعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في إشارة رمزية استعداد بلاده استقبال معتقل واحد فقط من غوانتانامو. وتستعد إدارة باراك اوباما السماح لسبعة معتقلين من عرقية الإيغور الصينيين بالبقاء في الولايات المتحدة.

ومن بين الدول التي لا ترغب السلطات الاميركية اعادة سجناء لها كل من الجزائر وليبيا وتونس والصين وأوزبكستان، حيث ابلغ المعتقلون محاميهم أنهم يخشون التعذيب في بلدانهم الأصلية ولا يريدون العودة إلى هناك. وعلى الرغم من أن عددا منهم سمح لهم ومنذ سنوات بمغادرة غوانتانامو حيث لا يواجهون اتهامات جنائية، لكنهم ما زالوا هناك لأنه لا الولايات المتحدة ولا أي دولة أخرى مستعدة لإعادة توطينهم لديها. وفي عام 2006 وافقت ألبانيا على إعادة توطين ثمانية من محتجزي غوانتانامو كانوا يخشون عودتهم إلى بلدانهم الأصلية، ومنهم خمسة من الإيغور الصينيين.