إنفلونزا الخنازير: أول وفاة خارج المكسيك لطفل في تكساس.. وأوباما يحذر من خطورة الوضع

المرض يتابع انتشاره ويصل إلى ألمانيا والعاصمة البريطانية لندن.. ومصر تقرر ذبح كل خنازيرها

امرأة مع أطفالها تتحدث إلى جندي بحرية وهو يرتدي بالكامل ملابس واقية عند مدخل مستشفى في مدينة مكسيكو (أ.ب)
TT

سجلت أمس أول حالة وفاة خارج المكسيك بمرض إنفلونزا الخنازير، إذ أعلنت الولايات المتحدة وفاة طفل بالمرض في تكساس. وأعلن مدير مركزي الأمراض والوقاية منها الأميركيين ريتشارد بيسر أن طفلا في شهره الـ23 توفي في هذه الولاية قرب الحدود مع المكسيك. وقال في مقابلة مع قناة «سي إن إن»: «وصلنا تأكيد بأول وفاة في البلاد هو طفل في شهره الـ23 في تكساس».

إلا أن مسؤولة في وزارة الصحة، أكدت لشبكة «سي إن إن» الإخبارية أن الطفل هو مكسيكي جاء إلى الولايات المتحدة للعلاج. وقالت كاثي بارتون المتحدثة باسم وزارة الصحة في هيوستون إن «العائلة جاءت إلى جنوب تكساس.. وأصيب الطفل بالمرض فنقلوه إلى هيوستون للحصول على الرعاية الطبية».

واثر إعلان تسجيل أول إصابة في الولايات المتحدة، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس أن انتشار إنفلونزا الخنازير أوجد «وضعا خطيرا» في الولايات المتحدة يتطلب «أقصى تدابير الحيطة». وقال: «من الواضح أن الوضع خطير، خطير إلى حد يبرر اتخاذ أقصى تدابير الحيطة»، داعيا المدارس التي تسجل فيها إصابات مشبوهة إلى إغلاق أبوابها. كما دعا المسؤولين المحليين إلى اليقظة في رصد أي حالات مشتبه بها وقال إنه يجب «اتخاذ مزيد من الخطوات الواسعة» اللازمة. وقال: «يجب أن يعرف كل أميركي أن الحكومة الفدرالية مستعدة للقيام بكل ما هو ضروري للتحكم في تأثير هذا الفيروس».

وكانت معظم الإصابات في الولايات المتحدة خفيفة نسيبا حيث لم يتم نقل سوى مجموعة صغيرة من المصابين إلى المستشفيات. وأعلن مسؤولون حالة الطوارئ الصحية العامة في عطلة نهاية الأسبوع، مما دفع بهم إلى فتح مخازن الدواء والإمدادات الطبية إلى الولايات. وطلب الرئيس باراك أوباما من الكونغرس تخصيص مبلغ 5.1 مليار دولار كتمويل طارئ. وقال إن «هذا التمويل سيضمن وجود إمدادات كافية من اللقاحات والتجهيزات اللازمة لمعالجة احتمال انتشار هذا الوباء.. وسيضمن وصول هذه اللقاحات والتجهيزات إلى من يحتاجونها في أنحاء البلاد».

ويتابع إنفلونزا الخنازير توسيع انتشاره في العالم، إذ سجلت حالات بالمرض في ألمانيا التي أصبحت الدولة الـ16 التي تؤكد وصول المرض إليها. وجاء إعلان ألمانيا عن اكتشاف حالة عدوى بالمرض بعد ساعات من إعلان كوستاريكا أيضا تسجيل إصابات لديها. وكانت بريطانيا واسبانيا قد أكدتا وجود إصابات لديهما، علما بأن بريطانيا أكدت أمس أيضا تسجيل حالة في العاصمة لندن بعد أن كانت أعلنت عن وجود حالتين في اسكوتلندا. وأعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون عن ثلاث إصابات إضافية بالمرض في بريطانيا حيث تأكد إصابة فتاة تبلغ من العمر 12 عاما في تورباي جنوب غرب انجلترا وشخصين في برمنغهام ولندن.

وأعلن معهد روبرت كوخ، المركز الوطني للإنذار ومكافحة الأوبئة، في برلين أنه تم تأكيد وجود ثلاث حالات لامرأتين (22 و37 عاما) ورجل في الثلاثينات. وأوضح المعهد أن اثنين من هؤلاء الأشخاص عادا في الآونة الأخيرة من رحلة إلى المكسيك. وهما المرأتان اللتان تعالج إحداهما في هامبورغ (شمال) والأخرى في كولمباخ في شمال مقاطعة بافاريا. والإصابة الثالثة شخص مقيم في راتيسبون في بافاريا أيضا.

كذلك أعلنت السلطات في إسرائيل ونيوزيلاند واسبانيا عن زيادة عدد الحالات المؤكدة من الإصابة بالفيروس الذي يقال إنه ناتج عن خليط أكثر من فيروس. وقال ريتشارد بيسير نائب رئيس المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض «نحن نتعامل مع نوع جديد من الإنفلونزا». ورفعت منظمة الصحة العالمية مستوى التحذير إلى المرحلة الرابعة على مقياس من 1-6 مما يشير إلى أن المرض ينتقل من شخص إلى آخر رغم أن المسؤولين قالوا إنه لا يزال الكثير من الغموض يحيط بالمرض.

وقال غريغوري هارتل من منظمة الصحة العالمية «ليست لدينا معلومات حول كيفية عمل أو انتقال الفيروس».

وفي بروكسل، عقد مسؤولو مؤسسات الصيدلة وتصنيع الأدوية الأوروبيين، اجتماعا أمس للبحث في سبل بلورة رد أوروبي مشترك على تفشي إنفلونزا الخنازير. ودعت المفوضية الأوروبية إلى هذا الاجتماع لتقييم وضعية سوق الأدوية الأوروبية والوقوف على طبيعة الأمصال المتوفرة وكمياتها، والفترة الضرورية لتصنيع أمصال جديدة أو إضافية.

وقال فرانكو فراتيني وزير خارجية ايطاليا إن الاتحاد الأوروبي بحث إمكانية إقامة مصرف للعقاقير المضادة لإنفلونزا الخنازير، وسيبحث وزراء الصحة اليوم في الاجتماع الطارئ الذي سيعقد في لوكسمبورغ، سبل إقامة هذا المصرف على مستوى أوروبي. وأضاف أن «الغرض من هذا بالدرجة الأولى، هو تبادل المعلومات حول الكميات المتوافرة من العقاقير في بلدان الاتحاد، وثانيا أسلوب توزيعها في حال وقوع حالة طارئة».

ويقول خبراء إن الفيروس الحالي ـ وهو نسخة من إنفلونزا الخنازير المعروف باسم ايه/اتش1إن1» ـ لا تنتقل عن طريق أكل لحم الخنزير، ويوصون بدلا من ذلك الالتزام بإجراءات النظافة مثل غسل الأيدي. وألمح البعض إلى أن الذين لقوا حتفهم في المكسيك تلقوا العلاج متأخرا أو أنهم تلقوا علاجات غير كافية أو أن الفيروس تحول إلى شكل أضعف عندما خرج من البلاد.

وفي مصر، قررت الحكومة أمس ذبح خنازيرها البالغ عددها نحو 350 ألف رأس، وأكلها وحفظ ما تبقى من لحومها في ثلاجات. وكذلك زيادة إنتاج الأقنعة الواقية من عدوى الإنفلونزا إلى مائة مليون قناع، بدلا من 30 مليونا وهي الطاقة التي كانت تنتجها مصانعها لمجابهة إنفلونزا الطيور التي تعاني منها البلاد أصلا منذ عام 2006. وعلى الرغم من أن مصر لم يسجل فيها أي حالات للإصابة بإنفلونزا الخنازير، إلا أنها اتخذت احتياطات صارمة شملت الكشف على القادمين من الخارج، وتوفير كميات إضافية من مصل التامفلو لتجنيب البلاد خطر فيروس إنفلونزا الخنازير، حيث تعتبر مصر من أكثر بلاد المنطقة العربية تربية لهذا النوع من الحيوانات. وعقب اجتماع وزاري ترأسه الرئيس المصري حسني مبارك، أعلن وزير الصحة الدكتور حاتم الجبلي أنه تقرر بدءا من يوم أمس ذبح كل قطعان الخنازير وبأقصى طاقة ممكنة للمذابح، وذلك بعد توقيع الكشف البيطري عليها للتأكد من خلوها من أي أمراض، فيما قال وزير الزراعة المصري أمين أباظة إنه سيتم ذبح الخنازير وحفظ لحومها في ثلاجات لصالح أصحاب حظائر الخنازير.