كوريا الشمالية تهدد بالقيام بتجارب نووية وصاروخية.. إذا لم تعتذر الأمم المتحدة

وصفت إدانة الدول لإطلاق صاروخ بعيد المدى بغير المنطقية

TT

هددت كوريا الشمالية أمس بالقيام بتجارب نووية وصاروخية إذا لم تعتذر الأمم المتحدة فورا عن إدانتها لإطلاق الصاروخ بعيد المدى أخيراً. وقال المتحدث باسم الخارجية الكورية الشمالية، في بيان بثته وكالة الأنباء الرسمية، إنه إذا لم يعتذر مجلس الأمن «وسحب كافة قراراته غير المنطقية والمنحازة» فإن بيونغ يانغ ستتخذ إجراءات «دفاع ذاتي» إضافية.

وقال المتحدث: «سنجد أنفسنا مرغمين لاتخاذ تدابير إضافية في الدفاع الذاتي لحماية مصالح جمهوريتنا العليا، ما لم تقدم الأمم المتحدة على الفور اعتذارات». وأوضح أن هذه التدابير «ستتضمن تجربة نووية وتجارب على صواريخ بالستية». وكان مجلس الأمن الدولي دان كوريا الشمالية بسبب إطلاقها صاروخا بعيد المدى في الخامس من أبريل (نيسان). وأكدت الدولة الشيوعية أن إطلاق الصاروخ، الذي اعتبر غطاء لتجربة صاروخية، يهدف إلى وضع قمر صناعي سلمي في الفضاء. وفي 14 أبريل (نيسان) أعلنت بيونغ يانغ انسحابها من المحادثات النووية السداسية وإعادة تشغيل مفاعلاتها في يونغبيون التي تنتج بلوتونيوم يصلح لاستخدامه في الأسلحة.

والسبت الماضي قالت بيونغ يانغ إن العمل قد بدأ على إعادة معالجة آلاف من قضبان الوقود النووية المستنفدة بعد ساعات من قرار الأمم المتحدة تجميد كافة الأصول الأجنبية لثلاث شركات كورية شمالية يشتبه في مساعدتها في البرنامج الصاروخي. وانتقدت كوريا الشمالية في بيانها أمس تجميد الأصول واعتبرته مسا بسيادتها.

وأجرت كوريا الشمالية اختبارا على سلاح نووي في أكتوبر (تشرين الأول) 2006. ولكن بعد أربعة أشهر وقعت اتفاقا تاريخيا في المحادثات السداسية لتفكيك مفاعلاتها النووية مقابل الحصول على مساعدات في مجال الطاقة وغير ذلك من الحوافز. وتعثر التقدم في تطبيق الاتفاق، الذي تخلت عنه بيونغ يانغ حاليا، بسبب الاختلاف حول كيفية التحقق من نشاطات كوريا الشمالية النووية المعلنة. وتحدث البيان كذلك عن خطط لبناء مفاعل نووي يعمل بالمياه الخفيفة وقال إن بيونغ يانغ ستبدأ فورا تطوير تكنولوجيا لإنتاج الوقود للمفاعل. ودانت وزارة الخارجية مجلس الأمن «لاستفزازاته غير القانونية» التي عاقب بموجبها الشركات الثلاث. وأكدت أن مثل هذه الإجراءات لن تفيد لأن كوريا الشمالية عاشت منذ عقود تحت «عقوبات وحظر» من قبل قوات معادية.

وبهذا الإعلان تكون قد تبددت إلى الأبد الآمال في نزع أسلحة شبه الجزيرة الكورية وأصبح الوضع «يقترب من حافة حرب قوى معادية». وقال محللون إن كوريا الشمالية تمارس ضغوطا على إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لإجراء حوار مباشر. وقال تشيونغ سيونغ تشانغ من معهد سيجونغ الفكري إن «كوريا الشمالية تعتقد الآن أن سياسة أوباما لا تختلف عن سياسة (الرئيس الأميركي السابق جورج) بوش». وأضاف في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية «هذه رسالة أن على الولايات المتحدة أن تدخل بسرعة حوارا مباشرا ورفيع المستوى مع كوريا الشمالية، وإلا فإنها تقول إنها ستمضي قدما في تجربتها النووية».