مبارك: لن أسمح بالعبث بأمن مصر ومقدرات شعبها

قاطع أحد الحاضرين هاجم نصر الله بقوله: مش عاوزين نغلط في حد

TT

أكد الرئيس المصري محمد حسني مبارك أنه لن يتهاون مع من يحاول العبث بأمن مصر واستقرارها ومقدرات شعبها، مشددا على أن المنطقة العربية تجتاز مرحلة دقيقة وصعبة تتنازعها الانقسامات والخلافات. وكانت إيران حاضرة في المؤتمر رغم أنه كان لمناسبة عيد العمال التي يكون فيها خطاب الرئيس مبارك منصبا على الشأن الداخلي. وأثناء تحذير مبارك من العبث بأمن مصر، هتف أحد الحاضرين قائلا «المتخلف اللي بيهاجمنا من بيروت» في إشارة إلى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.. لكن مبارك قاطعه وقال: «مش عاوزين نغلط في حد».. في ما بدا أنها إشارة من مبارك إلى عدم التصعيد ووقف الحرب الإعلامية من جانب الإعلام الرسمي المصري، حسبما يرى مراقبون. وقال المحلل السياسي والباحث في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية: حرص الرئيس مبارك على التأكيد على الموقف المصري برفض التدخلات الخارجية والتأكيد على الثوابت المصرية، ورفض الهجوم على بلاده، مشيرا إلى أن لغة التعامل مع إيران لم تخرج عن التحذير وسعي مبارك إلى عدم التصعيد وكانت نبرة الرئيس المصري هادئة إلى حد ما مقارنة بخطابات أخرى.

وفي إشارة إلى إيران، قال الرئيس مبارك في كلمته في الاحتفال بعيد العمال «تتعرض المنطقة لتهديدات قوى إقليمية معروفة تحتضن الإرهاب والتطرف وتجاهر بعداء السلام ومن المؤسف أن تستمر هذه القوى في رفع شعارات الإسلام، وفي شق الصف العربي كما أنه من المؤسف أيضا أن تجد من يساند تحركها ومخططاتها ومن ينصاع لأجندتها وتوجهاتها». وأضاف: «حذرت مصر من فرض الهيمنة على الخليج وشددنا على أن هذه المحاولات تضيف تهديدا جديدا للأمن القومي العربي وفتحنا الباب لمصالحة عربية تجمع الشمل». وتابع بلهجة قوية «ولكن عندما يتعلق الأمر بمصر أقول لهم لن أسمح بالعبث بأمن مصر ومقدرات شعبها، إننا كنا صابرين على افتراءاتهم، لكن سنتصدى لتآمرهم ومخططاتهم وأقول لهم إن مصر بقامتها لن تتسامح مع من يستبيح أرضها، ولديها من المؤسسات الأمنية والقضاء والأبناء عيون ساهرة يخطئ من يتجاهلها»، في إشارة إلى توقيف الخلية التابعة لحزب الله اللبناني في مصر. ورفض مبارك المزايدة على دور مصر في المنطقة وقال: «قدمت مصر، ولا تزال تقدم، ما لم يقدمه أحد منكم للقضية الفلسطينية لم تتاجر بها أبدا لتحقيق مكاسب سياسية». وتابع: «نبذل أقصى جهد لإنهاء معاناتهم وإقامة دولتهم، نحن لا نبادر بالعدوان على أحد كما أننا لا نتدخل في الشأن الداخلي لأحد، لن نسكت على من يهاجمنا، لا نحدد مواقفنا ضد هوية». ومضى يقول: «ونأسف أيضا لمن يرفعون شعار المقاومة ليجلبوا الدمار والخراب لشعوبهم، فهم من يزيدون ألم الناس ومعاناتهم. أقول لهم إن أقدار الشعوب لا يصنعها من يتاجرون بالإسلام والمقاومة». وبدأ مبارك خطابه بالتأكيد على أن بلاده تحافظ على سلام تحميه القوة، كما استعرض تاريخ الأزمات التي مرت بها مصر منذ عقود قائلا: «تواصلت عطاءات العمال عقب أجيال متعاقبة وسلم كل جيل راية إلى الجيل الذي يليه.. هناك من عاش إنجازات الثورة ومن خاض حرب أكتوبر لاستعادة سيناء لهذا الوطن». وعلى الصعيد الاقتصادي تجنب مبارك تحديد نسبة العلاوة الاجتماعية التي ينتظرها المصريون كل عام، وقال «لن أستطيع تحديد قيمة العلاوة الاجتماعية الآن»، مؤكدا حرصه على العلاوة الاجتماعية للمواطنين، قائلاً «أنا أقاتل مع الحكومة من أجل تدبير الموارد اللازمة لذلك»، الموازنة ستناقش في مايو (أيار) مع البرلمان. وقال مبارك «أنا متحمل المسؤولية رغم أن هناك صعوبات ضخمة.. هناك من يقول إنها 5% أو 6%، ولكنني سأنوب عنكم في الكلام مع الحكومة».

وقال مبارك: «إننا نحتفل بعيد العمال هذا العام وسط أزمة مالية واقتصادية عالمية خانقة، تحمل أوقاتا صعبة لنا وللعالم بدوله المتقدمة والنامية». ووصف الأزمة بـ «الإعصار» الذي يجتاح اقتصاد العالم، ودخل به في مرحلة ركود وبأنها الأخطر منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، مشيرا إلى أن الأزمة المالية تحولت لأزمة اقتصادية طاحنة لم يعد أحد بمنأى عن مخاطرها وألقت بتداعياتها على معدلات الاستثمار والنمو ومستويات العمل والتشغيل.