حزب الله يتصدر المحتفلين بخروج الضباط

حمدان نعى والدته بعد عام على وفاتها وعازار بكى

TT

عاش اللبنانيون أمس يوما من المشاعر المتناقضة إزاء ملف شغلهم طوال السنوات الماضية بين فرح و«خائب الأمل» بإطلاق الضباط الأربعة الذين كانوا في صدارة الاتهام في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وفيما عبر خائبو الأمل عن خيبتهم بالصمت والترقب، عبر الفرحون بالرصاص والمفرقعات وتوزيع الحلوى في الشوارع، علما أن الاحتفال بدأ قبل صدور القرار الدولي.

وكان حزب الله من أبرز المرحبين بالقرار، وتصرف على قاعدة أنه «أم الصبي» في التعامل مع الرئيس السابق لجهاز الأمن العام اللواء جميل السيد، فكان أعضاء كتلة الحزب من أول زواره، كما كان النائب حسن فضل الله من أول الذين وصلوا إلى منزل السيد عند صدور القرار. وكان حزب الله صاحب أول بيان ترحيب بالقرار، وكانت قيادات الحزب ترافق السيد لحظة وصوله إلى منزله، وكانت كلمة رئيس المجلس السياسي للحزب السيد إبراهيم أمين السيد قد سبقت كلمة اللواء السيد الذي خص الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله بتحية شكر. كما كان عضو كتلة حزب الله حسين الحاج حسن في صدارة مستقبلي اللواء علي الحاج، فيما كان النائب أمين شري إلى يمين المدير العام السابق لمديرية المخابرات في الجيش اللبناني ريمون عازار.

وفي باحة سجن رومية، عاش الإعلاميون ساعات انتظار طويلة قبل إطلاق الضباط قرابة السادسة مساء بتوقيت بيروت في انتظار «فاكس» من النائب العام التمييزي تأخر لأسباب تقنية، قبل أن يخرجوا واحدا تلو الآخر مع العديد من المواكب المموهة التي سبقت خروجهم وتلتهم. وفور تبلغه خبر الإفراج عنه، أصدر القائد السابق للواء الحرس الجمهوري العميد مصطفى حمدان بيان نعي لوالدته التي توفيت خلال وجوده في السجن، ورفض حينها نعيها، فيما شكا عازار من عدم الإذن له من مغادرة السجن للمشاركة في تشييع والدته التي توفيت بدورها خلال وجوده في السجن، واغرورقت عيناه بالدموع لدى ذكرها. وقد اختار حمدان الذي كان آخر من أطلق أن ينتقل مباشرة إلى ضريح والدته قبل الانتقال إلى منزله في موكب وفره له رئيس الجمهورية السابق إميل لحود الذي كان حمدان من أقرب المقربين إليه.

وكان السيد «نجم» الضباط الخارجين من السجن، وقد أقيم له احتفال كبير في باحة منزله حيث ألقى كلمة قال فيها: «المحكمة الدولية أصدرت حكمها ببراءة ضباط لم يكونوا متهمين ولا مشتبها فيهم كما قال رئيس المحكمة نفسه، 4 ضباط خرجوا وبقي واحد سجين هو رفيق الحريري». وقال اللواء علي الحاج إن «العودة من وراء القضبان هي إلى الحرية إلى حقيقة من اغتال رفيق الحريري»، معتبرا أن «اليوم هو بداية ظهور الحقيقة، لأن كل ما جرى في السابق كان تعمية عن الحقيقة من أجل أهداف سياسية ضيقة»، مضيفا: «من خدم مظلوميتنا كان مع الحق ومع مشروع سيادة لبنان ونصرته ولم الشمل». ورأى أن المحكمة الدولية «اتخذت قرارا اليوم بإنصافنا»، مشددا على «أننا كنا نتمنى هذه العلامة الجيدة أن تكون على جبين القضاء اللبناني ولا تكون على جبين الأجنبي الذي هو ليس معنيا بقضيتنا كما هم معنيون».

وشدد الحاج على ضرورة «عدم استغلال قضية الحريري في الزواريب اللبنانية». وأضاف: «لن أعود إلى العمل غدا فبمجرد وجودي هنا عدت، وسأرتدي بزة قوى الأمن الداخلي من جديد. بقي لدي خمس سنوات، وبزة قوى الأمن ملكي كما كانت ملك أبي وكما هي ملكي وكما هي ملك ابني، وهذه المؤسسة للجميع». أما عازار فقال: «لولا القضاء الدولي وحكمته لما أخلي سبيل الضباط الأربعة»، داعيا إلى أن «يكون ذلك أمثولة للقضاء العالمي لكي يبعد عن الظلم». وأكد للصحافيين من منزله في بلدة بلونة الجبلية أن إخلاء السبيل «أعطانا حقنا، وحقنا كان مضمونا من أول أيام اعتقالنا». وختم «سامح الله كل من أساء إلي».