حزب العمل يؤكد أنه سينسحب من حكومة نتنياهو إذا لم تتقدم في مسيرة السلام

رسالة جديدة من واشنطن: أوباما لن يمارس الضغط على إسرائيل لتقبل سلاما بأي ثمن

TT

في الوقت الذي تلقى فيه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، رسالة وصفت بأنها «مطمئنة» من أحد مساعدي الرئيس الأميركي باراك أوباما، تقول بأنه لن يمارس ضغطا عليه، صدر تهديد ضاغط من داخل الحكومة، ومن أحد كبار قادة حزب العمل الإسرائيلي، الوزير بنيامين بن اليعيزر، قال فيه إن حزبه سينسحب من الحكومة ويتسبب في سقوطها إذا لم تتقدم كما يجب في مسيرة السلام.

وكان بن اليعيزر يتحدث في لقاء مع صحيفة «هآرتس»، ينشر اليوم، وقال إنه حسب انطباعه الشخصي فإن «نتنياهو تغير بشكل جذري وتخلى عن الدوغماتية (التحجر في المواقف) لصالح البراغماتية (المرونة)، ولن يسمح لنفسه بالفشل مرة أخرى في رئاسة الحكومة كما حصل له في سنة 1999، ويدرك مغزى التغيير في الولايات المتحدة وأنه إذا لم نطرح نحن خطة سلام فإن الرئيس أوباما سيطرح خطة ملزمة من عنده». ولذلك كله يؤمن بن اليعيزر بأن نتنياهو «سيفاجئ الجميع بأن يطرح على أوباما خطة سلام جيدة وقابلة للتنفيذ وتعتمد على مبدأ دولتين للشعبين».

وعندما سئل بن اليعيزر ماذا سيفعل في حالة اكتشاف أن نتنياهو يواصل ممارسة لعبة المماطلة، أجاب: «ننسحب من الحكومة ونتسبب في إسقاطها، فنحن دخلنا الحكومة لأننا وجدنا فيها فرصة لدفع اليمين المتطرف إلى مسار السلام».

وكان مستشار الشؤون الاقتصادية في البيت الأبيض، لاري سمارس، قد حضر الاحتفال الذي أقامته السفارة الإسرائيلية في واشنطن بمناسبة ذكرى تأسيس إسرائيل، الليلة قبل الماضية، وألقى كلمة باسم الرئيس أوباما عبر فيها عن إعجابه بإنجازات الاقتصاد الإسرائيلي خلال 61 سنة، وقال إنه لا توجد دولة واحدة في العالم حققت قفزات في التصدير بمستوى القفزات الإسرائيلية. وتساءل: «كيف يكون الأمر في حالة السلام؟»، وقال إن الرئيس أوباما لا ينوي الضغط على إسرائيل كي تقبل سلاما بأي ثمن، وإن السلام الذي سيقام سيكون من أجل الناس وأمنهم، ولن تكون فيه أية جائزة للإرهاب.

وفهم هذا التصريح على أنه رسالة إيجابية من البيت الأبيض, ولكنها لم تزِل القلق الذي يساور نتنياهو ورجاله إزاء السياسة الأميركية الجديدة في الشرق الأوسط. واجتمع نتنياهو، الليلة قبل الماضية، مع الرئيس شيمعون بيريس، الذي سيلتقي أوباما يوم الإثنين المقبل، ونسقا حول المواقف وكيفية التعاون لمنع الصدام بين نتنياهو وأوباما.

كما اجتمع نتنياهو، أمس، مع رئيسة المعارضة تسيبي ليفني، أمس، في إطار القانون الذي يلزم رئيس الحكومة الإسرائيلية بالاجتماع مع رئيس المعارضة مرة في الشهر وإبلاغه بآخر التطورات السياسية والأمنية. واستغل نتنياهو هذا اللقاء ليطلب من ليفني، وهي أيضا ستسافر إلى واشنطن وتلتقي وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، أن تساهم في منع صدام مع البيت الأبيض. من جهة ثانية، يقوم وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، الأسبوع المقبل، بجولة في أوروبا تشمل كلا من إيطاليا وفرنسا وجمهورية التشيك وألمانيا، في محاولة لفتح صفحة جديدة في العلاقات بينه وبين الدول الأوروبية التي تعتبره متطرفا متغطرسا، لكنّ المراقبين الإسرائيليين يقولون إنه بدأ هذه الجولة بالقدم اليسرى، حيث إنه عمم رسالة على السفارات الإسرائيلية في أوروبا يهدد فيها بمنع دول الاتحاد الأوروبي من أخذ قسط في العملية السلمية إذا استمرت في مهاجمة الحكومة الإسرائيلية ورئيسها نتنياهو.