غزة تتجه للمباني الطينية للتغلب على مشكلة الحصار

وزير الأشغال المقال: هذه البدائل يمليها الواقع

عمال فلسطينيون يعدون لاعادة بناء مصنع دمرته اسرائيل في جباليا شمال غزة خلال العدوان، امس (ا ف ب)
TT

أعلن الدكتور يوسف المنسي، وزير الأشغال في الحكومة المقالة في غزة، أن حكومته شرعت في بناء نماذج من البيوت والمنشآت من الطين، لمواجهة نتائج الدمار الهائل، الذي لحق بقطاع غزة جراء الحرب الإسرائيلية الأخيرة، التي شنت عليه. وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، قال المنسي: إن التوجه للبدائل الطينية في البناء أصبح ضرورة يمليها الواقع في ظل الحصار الخانق، الذي يحول دون دخول مواد البناء الضرورية. وأوضح أن الحكومة المقالة تبنت توصيات لجنة فنية شكلت مؤخرا لدراسة بناء منازل ومنشآت ومرافق طينية، لتشكل حلولا مؤقتة لمشكلة النقص الكبير في المساكن والأبنية. وأشار المنسي إلى أن الحكومة ستشرع في إقامة نماذج طينية لمسجد ومدرسة وعيادة، موضحا أن هذه ستكون تجربة، سيتم تقييمها لاحقا، وبعد ذلك يتم التوسع في إقامة مثل هذه المشروعات. وقال المنسي: إن اللجنة الفنية أوصت بالاستفادة من ركام المنازل والمنشآت المدمرة في إقامة الأبنية الطينية، مؤكدا أنه سيتم تشييد منشآت ومنازل تضم ثلاثة طوابق على الأكثر في المرحلة الأولى، ثم يتم النظر في إمكانية زيادة عدد الطوابق لكي تفي بالغرض المطلوب. واستدرك قائلا: «إن استكمال إقامة المنشآت والمنازل الطينية بشكل نهائي لن يكون سهلا، بسبب عدم توفر إمكانيات التشطيب من تركيبات صحية وإضاءة وأبواب ونوافذ». واعتبر المنسي، أنه في ظل عدم تحرك العالم لفك الحصار وبقاء مشكلة إعادة الإعمار، فإنه من حق الفلسطينيين محاولة تجريب كل البدائل للتغلب على النقص الهائل في المساكن والمنشآت، التي دمر الجيش الإسرائيلي عشرات الآلاف منها خلال الحرب على القطاع. وأضاف أن هناك عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين يعيشون حاليا في العراء بسبب عدم توفر المأوى لهم، وهم بحاجة إلى حلول عاجلة. وأكد أن التوجه لمثل هذه البدائل يعبر عن الإصرار الفلسطيني على تجاوز هذه المرحلة وتحدي الاحتلال، موضحا أن الحكومة المقالة تبذل جهودا كبيرة في التواصل مع الحكومات والمؤسسات العربية والدولية من أجل فتح المعابر وإدخال الأسمنت ومواد البناء للقطاع، مشيرا إلى أن حكومته تواصل اتصالاتها وجهودها من أجل العمل على كسر الحصار المفروض على غزة، وبدء تنفيذ مشروعات الإعمار وإعادة الحياة للقطاع. وكانت وزارة الداخلية في الحكومة المقالة قد أعادت فتح بعض مؤسساتها في خيام تم نصبها بجوار ركام المقار التي دمرت خلال الحرب. ويتوافد مئات المواطنين يوميا على هذه الخيام لإنهاء معاملاتهم التي توقفت خلال الحرب.