براون يعتبر العراق «قصة نجاح».. والمالكي يؤكد الاستعداد لتولي المسؤولية الأمنية

تزامناً مع انتهاء الوجود العسكري القتالي البريطاني في العراق

رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون لدى استقباله أمس نظيره العراقي نوري المالكي بمقر الخارجية البريطانية (تصوير: حاتم عويضة)
TT

فتح العراق صفحة جديدة في علاقاته مع بريطانيا أمس مع انتهاء الوجود العسكري القتالي البريطاني في العراق وزيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى لندن. وأعلن المالكي من لندن أمس جاهزية القوات الأمنية العراقية تحمل مسؤولية حماية البلاد. وعقد المالكي مؤتمراً صحافياً مع براون في مقر الحكومة البريطانية «10 داونينغ ستريت» وسط لندن صباح أمس بعد إجراء محادثات ثنائية وتوقيع اتفاق شراكة بين البلدين. وعبر براون عن سعادته بالتطورات الأخيرة، قائلاً: «العراق قصة نجاح»، معتبراً يوم أمس «يوما تاريخيا للعراق» مع إنهاء القوات البريطانية مهامها هناك. وأشاد براون بالمالكي، قائلاً: «أشيد بقيادتك وعملك»، مشيراً إلى «الانتخابات الحرة والعادلة» التي ساعدت على استقرار العراق. وأضاف: «لقد عملنا جنبا إلى جنب لمدة 6 سنوات وغيرت السنوات الست تاريخنا الطويل مرة أخرى». وأضاف: «نفتح صفحة جديدة مع العراق اليوم ونتخذ خطوات لتعميق هذه العلاقات، نحن نغلق صفحة الدور القتالي في العراق». ولفت المالكي إلى أن العلاقات مع بريطانيا مبنية على «الشراكة في مواجهة التحديات التي مرت على العراق من الدكتاتورية إلى الحملة الشرسة من الإرهاب». وأضاف: «ننتقل اليوم من المهمة الشاقة إلى مهمة علاقات بعيدة الأمد سياسية وتجارية»، مؤكداً على حرص بلاده على «تأسيس علاقات مع الدول التي وقفت مع العراق في محنته». وأقر المالكي بوجود تحديات أمنية أمام العراق، الذي شهد تفجيرات عدة في الأيام السابقة، وقال: «هناك تحديات، والبعض يريد أن يخرب العملية السياسية، لكن أجهزتنا الأمنية جاهزة لمواجهة ذلك». وكانت هناك رمزية مهمة لزيارة المالكي يوم أمس، إذ عقدت القوات البريطانية في البصرة مراسيم تسليم السلطات الأمنية وأسدلت علم الفرقة العشرين المسلحة البريطانية، وهي آخر فرقة قتالية تمركزت في العراق. وكان وزير الدفاع البريطاني جون هاتون في البصرة للمشاركة في الحفل الذي شهد وضع أساس لنصب تذكاري للقوات البريطانية التي شاركت في العمليات العسكرية في العراق منذ حرب 2003.

وشدد كل من المالكي وبراون على فتح صفحة جديدة في العلاقات، حيث التقيا صباح أمس قبل أن يتوجه المالكي إلى مؤتمر الاستثمار في العراق الذي عقد في لندن أمس. وركز براون على أهمية تطوير العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين، مشيراً إلى أن شركات بريطانية وقعت عقوداً تصل قيمتها إلى 600 مليون جنيه إسترليني مع العراق هذا العام. وتعهد براون بـ«توسيع وتعميق العلاقات الثقافية البريطانية– العراقية»، مشيراً إلى عمل المكاتب الوطنية البريطانية والمتحف البريطاني مع الحكومة العراقية على هذه العلاقات. ولفت براون إلى أن بلاده تود المشاركة في حماية إمدادات النفط العراقي بعد انتهاء دورها في العمليات القتالية هناك. وقال براون: «نأمل في توقيع اتفاق مع الحكومة العراقية بشأن الدور المستقبلي الذي يمكن أن نضطلع به في التدريب وفي حماية إمدادات النفط العراقي وهذا سيكون اتفاقا بين حكومتينا وليس قرارا جديدا من الأمم المتحدة». ولفت إلى أن الاتفاق المقترح سيطرح على البرلمان العراقي خلال الأسابيع القليلة المقبلة. وينتج العراق حاليا نحو مليوني برميل من النفط يوميا ويمتلك ثالث أكبر احتياطيات مؤكدة في العالم.

وقال المالكي «إن البيئة أصبحت جاهزة في العراق للاستثمار في القطاعات المختلفة، من الزراعة والصناعة والإعمار والتعليم العالي». وأعلن المالكي من لندن أمس الاستعداد لقعد مؤتمر العهد الدولي، لمراجعة اتفاق العراق مع الأمم المتحدة لاستقرار البلاد، في بغداد في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وهذه المرة الأولى التي سيعقد فيها المؤتمر في العراق، بعد عقده سابقاً في شرم الشيخ واستوكهولم. واعتبر المالكي أن عقد المؤتمر في بغداد دليل آخر على استقرار العراق واستعداده لتحمل مسؤولياته.

وبعد لقاء براون وحضور المؤتمر الاقتصادي، زار المالكي المجلس الثقافي البريطاني لبحث التعاون الثقافي بين البلدين. والتقى المالكي بوزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند أمس الذي زار المالكي في مقر إقامته في لندن أمس. وعقد براون حفل استقبال للمالكي والوفد المرافق له في مقر الحكومة مساء أمس، مع مشاركين في مؤتمر الاستثمار الذي يواصل أعماله اليوم.