أوباما عن الأيام المائة الأولى: فخور ولست مقتنعا.. وقلق جدا من أوضاع باكستان

وصف «الإيهام بالغرق» بأنه تعذيب.. وأبدى رضاه عن عمل الحكومة العراقية

TT

أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن ترسانة باكستان النووية في مأمن، مشيرا إلى أن الجيش الباكستاني يدرك خطورة وقوع هذه الترسانة في أيد أخرى. وقال أوباما في مؤتمره الصحافي الذي عقده الليلة قبل الماضية إن هناك تعاونا وتشاورا عسكريا أميركيا باكستانيا قويا. وقال إنه مهتم للغاية بالوضع في باكستان، ليس لأن طالبان ستستولي على البلاد، بل لأن الحكومة المدنية هناك هشة جدا وليست لها القدرات لتقديم الخدمات الأساسية مثل تطبيق القانون وتوفير المدارس والرعاية الصحية وتقوية النظام القضائي، لذلك من الصعب عليهم (الحكومة) الحصول على دعم ومساندة شعبهم. وقال: «إنني قلق جدا للوضع في باكستان، ليس لأنني أعتقد أنه ستتم الإطاحة بالسلطة قريبا، وأن طالبان ستستولي على البلاد. بل لأنني قلق من أن الحكومة المدنية الحالية ضعيفة جدا».

وأوضح أوباما أن نقطة الضعف الحقيقية تتجسد في مسألة اعتراف الحكومة المدنية والجيش بعضهما ببعض. وقال على الجانب العسكري إنه توصل في الأيام الأخيرة إلى أن اعتبار الهند خطر محدق مسألة مضللة، في حين أن الخطر الأكبر يأتي من الداخل، حيث تهدد الجماعات المتطرفة الجيش الباكستاني. وقال إنه سيواصل تشجيع باكستان لتمضي في هذا الطريق. ووعد بأن تقدم لها واشنطن جميع المساعدات المطلوبة وأن تحترم سيادتها، إلا أنه أضاف أنه «في المقابل لدينا مصالح استراتيجية وأمننا القومي، وعلينا أن نتأكد أن باكستان آمنة ولن تنتهي كدولة ميليشيات نووية». وقال الرئيس الأميركي إن إدارته شرعت في إنهاء حرب العراق، «وبدأنا مع حلفائنا في حلف الناتو وضع استراتيجية جديدة تستهدف القاعدة في أفغانستان وباكستان». وأشار إلى أن أولوياته ليست متابعة مشكلات صناعة السيارات، بل الوضع في العراق وأفغانستان وكوريا الشمالية، والموافقة على قانون الرعاية الصحية، وتحقيق استقلال الطاقة والتعامل مع إيران ووباء أنفلونزا الخنازير.وعن الوضع في العراق، قال إنه على الرغم من التفجيرات التي عرفتها البلاد في الآونة الأخيرة، فإنها محدودة جدا مقارنة بما كان يحدث في السنة الماضية. وقال إن النظام السياسي والحكومة تعمل بطريقة مرضية، لكنه قال إن الانسحاب التدريجي للقوات الأميركية سببه الأساسي هو استمرار وجود «القاعدة» في العراق.

واعتبر أوباما ما تحقق خلال المائة يوم الأولى إيجابيا، لكنه قال: «أنا فخور بما أنجز، لكنني لست مقتنعا، وأنا سعيد بما تحقق، لكنني لست راضيا». وقال إن ملايين الأميركيين لا يزالون عاطلين عن العمل وليست لهم منازل، وهناك كثيرون سيفقدون أعمالهم قبل أن ينتهي هذا الانكماش، كما أن عمليات الاقتراض متعثرة، كما أن الأسر التي ارتبطت بصناعة السيارات ستواجه كثيرا من المصاعب في المستقبل القريب، كما أن الحكومة ليست فعالة بالمستوى المطلوب. وأشار إلى أن بلاده لا تزال تواجه تهديدات من الإرهاب إلى الأسلحة النووية وانتشار الأوبئة. وتطرق أوباما إلى موضوع مذكرة التعذيب التي أصدرتها إدارة الرئيس جورج بوش، وتقدم خطوة أخرى حذرة في هذا الموضوع وذلك بدفع الأمور نحو متابعة قضائية لمن أصدروا تلك المذكرة، حيث قال لأول مرة إنه يعتبر الإيهام بالإغراق الذي مورس ضد بعض المعتقلين في معسكر غوانتانامو أنه «تعذيب». وقال أوباما: «أؤمن أن الإيهام بالإغراق تعذيب، واعتقد أن ما حدث خطأ». وأضاف: «إن الإيهام بالإغراق ينتهك مثلنا وقيمنا، وإنني أعتقد بقوة أنه تعذيب، ولا أعتقد أن هذا رأيي فقط، بل هو رأي كثيرين، ولهذا السبب وضعت حدا لهذا الأمر».

وقال أوباما إنه يمكن الحصول على معلومات من المعتقلين بطرق أخرى «بما يتماشى مع قيمنا، وبطريقة تتماشى مع من نحن». وأشار إلى واقعة تاريخية، وقال إنه عندما كانت لندن تتعرض للقصف (من طرف الألمان) كان البريطانيون قد اعتقلوا 200 أسير، ويومها قال ونستون تشرشل «نحن لا نعذب»، على الرغم من أن البريطانيين كانوا هدفا لمخاطر وتهديدات لا يمكن تخيلها. وأضاف أنه قرأ المذكرة التي وقعها نائب الرئيس السابق ديك تشيني باستعمال «تقنيات قاسية»، وأشار إلى أن المذكرة لم تعد سرية وأنها نشرت، وقال أيضا: «لا أود أن أدخل في التفاصيل.. لكنني يمكن أن أقول لكم التالي: وهو أننا حصلنا على معلومات من هؤلاء الأفراد الذين استعملت معهم هذه التقنيات، لكن ذلك لم يجب عن السؤال الجوهري، وهو: هل كان بالإمكان أن نحصل على تلك المعلومات من دون استعمال تلك التقنيات؟ وهي لم تجب عن السؤال العريض: هل نحن في مأمن عندما استعملنا تلك التقنيات؟ وعندما قررت الإفراج عن تلك المذكرات وقررت منع تلك الأساليب تشاورت مع فريقي للأمن القومي، وأنا كقائد أعلى للجيوش الأميركية أستطيع الحكم إلى أي مدى يمكن توفير الأمن للأميركيين، وهذه هي المسؤولية التي أصحو عليها، وهي التي اصطحبها معي عندما أذهب للنوم، وسأفعل ما هو مطلوب لضمان أمن الأميركيين». وقال أوباما إنه رفض أن يختار اختيارا خادعا بين المثل الأميركية العليا وتوفير الأمن القومي للبلاد، لذلك قرر إغلاق معتقل غوانتانامو ومنع التعذيب من دون استثناء. وتحدث أوباما بإسهاب عن الخطط التي وضعتها إدارته لمحاصرة أنفلونزا الخنازير، ومن ذلك طلب 1.5 مليار دولار من الكونغرس، وقال إنه يحبذ إغلاق المدارس إذا ظهرت حالات بين الطلاب، مشيرا إلى ضرورة توفير الأدوية والمعدات وأن تصل إلى أي مكان تكون هناك حاجة إليها. وحول الأوضاع الاقتصادية، قال أوباما إنه يتوقع أكثر من 150 ألف وظيفة خلال فترة وجيزة وتخفيض الضرائب إلى 95 في المائة عن الأسر الأميركية، وتوفير تغطية طبية لنحو 11 مليون أميركي لم تكن لديهم تغطية صحية.