توترات بين الناتو وموسكو بعد طرد دبلوماسيين روسيين

موسكو تحذر من أن اتهامها بالتجسس لن يمر دون رد

TT

أمر حلف شمالي الأطلسي أمس بطرد دبلوماسيين روسيين من مقر الحلف في بروكسل، بسبب فضيحة تجسس سجن فيها مسؤول استوني لنقله أسرارا إلى موسكو، مما ينذر بتوتر العلاقات بين موسكو والناتو خصوصا مع اقتراب موعد إجراء الحلف لمناوراته العسكرية في جورجيا. وقال مسؤول في الحلف إن طرد الدبلوماسيين متصلة بقضية هيرمان سيم، المسؤول الاستوني الذي حكم عليه في فبراير (شباط) بالسجن لأكثر من 12 عاما بتهمة الخيانة لنقله معلومات تقع في أكثر من ألفي صفحة إلى عملاء في جهاز المخابرات الروسي أس.في.ار.

وأشار الدبلوماسي الذي طلب عدم نشر اسمه إلى أنه «تم إبلاغ اثنين من الدبلوماسيين الروس بأنهما ليسا موضع ترحيب هنا». وكان الاثنان ملحقين في البعثة الروسية الموجودة بمقر الحلف ببروكسل. ولم يصدر بيان عن الحلف حول الموضوع، كما اكتفى القسم الإعلامي بترك رسالة مسجلة تطلب من المتحدث ترك رسالة تتضمن تحديد اسم الشخص المطلوب التحدث معه، وحول أي من المواضيع. ولم يرد أحد من المتحدثين حتى وقت متأخر من أمس. ووصفت إدارة الصحافة والإعلام لدى وزارة الخارجية الروسية الاتهامات لعاملين روس في الحلف بالتجسس بأنها «استفزازية لا أساس لها». وأشارت الخارجية الروسية في بيان أصدرته بهذا الشأن، إلى أن هذه الاتهامات تتناقض مع ما سبق وأعلنته قيادة الناتو حول استعدادها لتطبيع العلاقات مع روسيا. ودعت الخارجية الروسية في بيانها كل أعضاء الناتو إلى التمعن في عواقب ما حدث، مؤكدة أن موسكو سوف تقوم أيضا من جانبها باستخلاص النتائج اللازمة. وأشارت مصادر روسية إلى أن أحد الدبلوماسيين الروسيين اللذين صدر قرار طردهما هو ابن فلاديمير تشيجوف الممثل الدائم لروسيا لدي الاتحاد الأوروبي. وقالت إن الدبلوماسيين لم يكن لهما أي صلة بجيرمان سيم الموظف الاستوني الكبير الذي حكم عليه بالسجن 12 عاما بتهمة التجسس. ولم يكن قرار الناتو بطرد الديبلوماسيين الروسيين هو الوحيد أمس الذي أثار استياء روسيا من الحلف، إذ انتقد الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف أيضا المناورات العسكرية التي ينوي الحلف إجراءها في جورجيا في 6 مايو (أيار) حتى الأول من يونيو (حزيران)، واعتبرها استفزازية.