نتنياهو يمدد خدمة رئيس الموساد سنة أخرى بفضل إنجازاته في إيران والعالم العربي

4 مرشحين لمنصب نائب رئيس الأركان خلفا لأشكنازي

TT

قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تمديد خدمة رئيس جهاز المخابرات الخارجية «الموساد»، مئير دوغان، بسنة أخرى لتصبح خدمته ثماني سنوات، وذلك «تقديرا لإنجازاته الكبيرة» من جهة، ونظرا إلى الحاجة إلى خبرته في الموضوع الإيراني من جهة ثانية.

وإذا نفذ نتنياهو قراره فإن دوغان يكون أول رئيس لجهاز أمني في إسرائيل يخدم فترة طويلة كهذه (8 سنوات) منذ تأسيس الدولة العبرية قبل 61 سنة. وحسب مصادر مقربة منه فإن نتنياهو كان على اطلاع دائم بعمل دوغان خلال السنوات الأخيرة، وهو مثل سابقه إيهود أولمرت، معجب بقدراته ويقدر عاليا إنجازاته الكثيرة، خصوصا في العالم العربي.

وتشير هذه المصادر إلى ما كانت مصادر أجنبية قد نسبته إلى الموساد وبقية الأذرع العسكرية في إسرائيل من عمليات ناجحة، مثل اغتيال رئيس الذراع العسكري لحزب الله اللبناني في قلب دمشق عماد مغنية، وتدمير منشآت نووية زعم بأن كوريا الشمالية وإيران قد باشرتا بناءها في منطقة دير الزور في سورية، وتدمير قافلة شاحنات محملة بأسلحة إيرانية وهي في السودان في طريقها إلى قطاع غزة، على حد قول إسرائيل... وغيرها.

وتقول هذه المصادر إن هناك إنجازات أخرى حققها الموساد بقيت في طي الكتمان، وفي صلبها إنجازات تتعلق بالنشاط العسكري الإيراني داخل البلاد وخارجها، إضافة إلى موضوع التسلح النووي، وإنجازات تتعلق بالوصول إلى معلومات سياسية دقيقة.

وعلى سبيل المثال، كان دوغان الوحيد من بين القادة العسكريين والأمنيين الإسرائيليين الذين توقعوا ألا تتدخل سورية في حرب لبنان أو حرب غزة الأخيرتين. فمع أنه يشكك دائما في نوايا الرئيس السوري بشار الأسد تجاه عملية السلام، ولا يصدق أن سورية معنية فعلا بمفاوضات سلام جادة، وكل ما تريده هو استخدام إسرائيل عتبة انطلاق نحو الولايات المتحدة، فإنه كان على قناعة بأن سورية ليست معنية أيضا بحرب مع إسرائيل. وبدا هذا الموقف متناقضا للبعض، إلا أن دوغان أصر عليه وفي النتيجة النهائية ثبت أنه تقدير صحيح.

يذكر أن دوغان، 64 عاما، هو أحد رجالات رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون، تبناه وهو جندي صغير في الجيش في مطلع الستينيات. وفي سنة 1970، عندما كان شارون قائدا للواء الجنوبي في الجيش الإسرائيلي، كلف دوغان بمهمة القضاء على المقاومة الفلسطينية في غزة. ومنذ ذلك الوقت عرفت سياسة الاغتيالات الإسرائيلية، وأقيمت وحدة «المستعربين» التي يتخفى رجالها باللباس العربي ويندسون في صفوف الفلسطينيين ليصطادوا المطلوب منهم.

وفي سنوات الثمانين، أدى دوغان دورا مماثلا ضد مقاتلي حركة فتح والمقاومة اللبنانية، وأصيب بجروح بالغة خلال تلك العمليات، وفي سنة 1995 ترك دوغان صفوف الجيش وتبع شارون في السياسة، وانضم إلى حزب الليكود، وترأس الطاقم الانتخابي لشارون في انتخابات 2001، وكافأه شارون على ذلك عندما أصبح رئيسا للحكومة فعينه رئيسا لجهاز الموساد، طالبا منه إحداث تغيير جذري في عمل هذا الجهاز. وأمره شارون: «انفض عنه الغبار وخلصه من البلادة والقنوط، وأعد له صورته كجهاز مقاتل جريء». وقد كسب دوغان ثقة أولمرت أيضا فأبقاه رئيسا للجهاز طيلة فترة حكمه، وها هو نتنياهو يتابع مسيرة الإعجاب هذه. ويقول نتنياهو مبررا هذا القرار غير التقليدي، إن «من الجنون التخلي عن دوغان في هذا الوقت الذي تعتبر فيه قضية إيران ملتهبة».

من جهة ثانية بدأ وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، البحث عن بديل للجنرال غابي أشكنازي، المفترض أن ينهي دورته في رئاسة أركان الجيش آخر السنة الجارية. فقد بدأ أمس سلسلة لقاءات مع الجنرالات المرشحين لمنصب نائب رئيس الأركان، الذي يعتبر خشبة القفز لمنصب رئيس الأركان. والمرشحون للمنصب الجديد أربعة جنرالات، هم: يوآف غالانت، قائد اللواء الجنوبي، وجادي آيزنقوط، قائد اللواء الجنوبي، وعاموس يدلين، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، وبيني غنيتس، الملحق العسكري في السفارة الإسرائيلية في واشنطن. ويعتبر غنيتس وآيزنقوط أقوى المرشحين للفوز بالمنصب، بسبب علاقاتهما الجيدة مع باراك ومع أشكنازي.

وهناك مناصب أخرى في قيادة الجيش الإسرائيلي يجري الإعداد لإشغالها بجنرالات جدد، مثل رئيس شعبة الاستخبارات، وقادة الألوية.