هولندا: السلطات تنفي أن تكون محاولة الاعتداء على موكب الملكة إرهابية.. وسائق السيارة توفي

ترجيح أن يكون سبب الاعتداء فقدان الرجل لوظيفته في أعقاب الأزمة المالية

TT

توفي أمس الرجل الذي قاد سيارته بسرعة كبيرة محاولا الاصطدام بالموكب الملكي في هولندا، في ذروة الاحتفالات بعيد الملكة في مدينة ابلدورون أول من أمس. وأخطأ السائق الموكب الملكي بخمسة عشر مترا، عندما توقفت سيارته تماما بعد اصطدامها بنصب تذكاري حجري، واضطر رجال الإطفاء إلى قطع سقف السيارة بالمناشير الكهربائية لإخراج الرجل المصاب الذي أجريت له عملية جراحية عاجلة بُعيد وصوله إلى المستشفى.

وبوفاته يكون عدد قتلى الحادث قد ارتفع إلى ستة أشخاص، بينما وصل عدد الجرحى الذين دهستهم السيارة إلى اثني عشر شخصا، بعضهم حالته حرجة. وأكدت النيابة العامة الهولندية في مؤتمر صحافي أن الرجل هولندي أبيض، يبلغ من العمر 38 عاما، ويقيم في مدينة هاوسن بمقاطعة خيلدرلاند غرب هولندا، وقالت إنه فُصل منذ مدة من عمله في شركة متخصصة في الحراسة، في عواقب الأزمة المالية العالمية، ويشتبه في أن فصله من العمل هو الذي دفعه لارتكاب هذه المأساة.

وكان الرجل قد حاول عبور أحد الحواجز ولكن الشرطة منعته، وتمكن فيما بعد من عبور الحواجز التي أقيمت لمنع السيارات من اقتحام خط سير الحافلة المكشوفة التي جلس فوقها أفراد العائلة الملكية. وبعد اصطدام السيارة بعدة أشخاص تحطم الزجاج الأمامي ومنع الرجل من الرؤية الجيدة، مما أدى إلى فقدانه السيطرة على السيارة وانحرافها نحو النصب التذكاري.

ونقل أفراد العائلة المالكة على الفور إلى مكان آمن في قصر هيت لوو، وكانوا قد شاهدوا المأساة عن قرب ووجوههم تعبر عن صدمتهم. وفي خطاب لها بثه التلفزيون بدت علامات الصدمة واضحة على الملكة بياتريكس، وعبرت عن تضامنها مع الضحايا وعائلاتهم.

وأعرب رئيس الوزراء يان بيتر بلكننده عن صدمته العميقة «جراء الحادثة المروعة»، بعد ذهابه إلى ابلدورون. وقد دفع هذا الحادث إلى إلغاء جميع مظاهر الاحتفال بهذا اليوم في أنحاء البلاد، بالرغم من أن السلطات أكدت أنه لا علاقة على الإطلاق بين الحادث والمنظمات الإرهابية العالمية. كما نكست الأعلام بالقصر الملكي وعلى جميع المباني الحكومية، بينما استمرت الاحتفالات الشعبية في أمستردام، حيث قدر عدد المشاركين بنحو 600 ألف. كما استمرت الاحتفالات الشعبية في مدن أخرى باعتدال، إذ إن الحادثة أفقدت العديد من الناس رغبتهم في الاحتفال بأكثر أعياد هولندا شعبية.

وكان تايبيه يوسترا المنسق الوطني لشؤون مكافحة الإرهاب، قد أعلن في نهاية العام الماضي أن شبكة القاعدة الإرهابية ليست لها فرع ناشط في هولندا، وأضاف: «ليست هناك شبكات إرهابية دولية أو محلية ناشطة في هولندا في الوقت الراهن، لكن احتمال حدوث تهديدات إرهابية في هولندا لا يزال قائما، ومن الممكن أن يتزايد، خصوصا بعد قيام النائب اليميني المتطرف خيرت فيلدرز بجولة في إسرائيل وفرنسا وبريطانيا وأميركا، لعرض فيلمه المثير للجدل «فتنة».

ويقول المنسق الوطني الهولندي لمكافحة الإرهاب يوسترا: «إن 99% من الهجمات الإرهابية تحدث في الدول الإسلامية وتقتل المواطنين المسلمين، مما أفقد الجماعات الإرهابية أي تعاطف، وهذا الوضع يدفع تلك الجماعات الآن للتركيز على الأهداف الغربية، وغالبا ما يرد اسم هولندا كواحد من الأهداف الغربية المفضلة».