باكستان: مقتل 60 مسلحا في «الرعد الأسود».. وطالبان تحتجز «مدينة إمبالا» رهينة

استئناف الحوار بين إسلام آباد ومفاوضي الملا صوفي محمد

TT

أعلن الجيش الباكستاني أنه تَمكّن من قتل نحو ستين مسلحا من حركة طالبان خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية خلال المواجهات بين الطرفين شمال شرقي البلاد. وقال المتحدث العسكري الميجور جنرال أطهر عباس في مؤتمر صحافي في روالبندي أمس، وهي بلدة بها حامية عسكرية متاخمة لإسلام آباد: «نوع المقاومة التي يبديها المتشددون تبين أهدافهم. المقاومة ما زالت مستمرة». غير أن المقاتلين المتطرفين الإسلاميين يقاومون بشراسة في بعض القرى، واحتجزوا مدينة إمبالا كرهينة بحسب السكان, ونجحت القوات الباكستانية في تأمين الإفراج عن عشرة من عناصر القوات شبه العسكرية كانت طالبان احتجزتهم لفترة قصيرة أمس. ومدينة إمبالا هي ثاني أكبر مدينة في وادي بونير الذي تتصاعد فيه العمليات. وقال الجيش الباكستاني أمس إن عناصر طالبان يستخدمون سكان إمبالا كدروع بشرية, مشيرا إلى أنهم يوجدون في الجزء الشمالي من المدينة, ويحاول الجيش تصفية عناصر طالبان من الطريق الرئيسي بين داجار وإمبالا. وأعلن الجيش منذ انطلاق عملية «الرعد الأسود» في إقليم بونير الثلاثاء مقتل نحو 190 من عناصر طالبان وفقدان 11 رجلا. وقال الجنرال عباس إن «العملية تتواصل بنجاح». واستأنفت سلطات الإقليم الحدودي الشمالي الغربي أمس محادثات مع صوفي محمد، وهو رجل دين أصولي بارز قام بدور الوسيط مع طالبان في جهود جديدة لوقف العنف. وأعلن أمير عزت خان المتحدث باسم صوفي محمد في اتصال هاتفي من تيمرغارا كبرى مدن إقليم دير السفلى حيث بدأ الجيش هجوما مضادا واسع النطاق ضد عناصر طالبان في إقليم سوات المجاور أن «المحادثات بين مولانا صوفي محمد والحكومة بدأت للتو».

وأعلن الجيش منذ انطلاق عملية «الرعد الأسود» الأحد في إقليم لويردير والثلاثاء في إقليم بونير مقتل نحو 190 من عناصر طالبان وفقدان 11 رجلا. ويتعذر التحقق من هذه الأرقام من مصادر مستقلة. وقال الجنرال عباس «إن العملية تتواصل بنجاح».

وكان الجيش أعلن في بداية الأسبوع انه «طهر» اقليم لويردير, واستعاد السيطرة على مدينة داغار كبرى مدن اقليم بونير على بعد نحو مئة كلم شمال غربي إسلام آباد.

غير أن الشرطة ومصادر عسكرية وسكانا أكدوا أن المتطرفين الإسلاميين استولوا على مراكز للشرطة في الإقليمين. وواصل الجيش أمس قصف معاقل طالبان في مرتفعات ميدان وشاكدارا في لويردير، بحسب سكان. ولا يزال الطيران والمدفعية يقصفان مواقع في بونير. وهذا الهجوم المضاد هو الأول منذ توقيع اتفاق وادي سوات منتصف فبراير (شباط) الذي تم التفاوض بشأنه مع رجل الدين صوفي محمد وقبل بموجبه طالبان وقف إطلاق النار في مقابل السماح بإقامة محاكم إسلامية. وبدلا من أن يلقي طالبان السلاح في مقابل انسحاب الجيش فإنهم استغلوا الاتفاق للاندفاع أكثر في الميدان والاستيلاء على إقليمي لويردير وبونير.

وأطلق الجيش الباكستاني عملية «الرعد الأسود» في الوقت الذي تكثفت فيه الضغوط الأميركية بعد أن اعتبرت واشنطن اتفاق سوات «استسلاما» من السلطات الباكستانية في مواجهة المتطرفين الإسلاميين. وقال عامر عزت خان المتحدث باسم صوفي محمد في اتصال هاتفي من تيميرغارا (إقليم لويردير) إن «المباحثات بين صوفي محمد والحكومة بدأت للتو هنا».

وعلق صوفي محمد الأربعاء هذه المباحثات الخاصة بتطبيق الاتفاق بشأن المحاكم الإسلامية طالما لم يوقف الجيش هجومه. وقال خان «لقد قدمت لنا تطمينات مؤداها أن العملية (العسكرية) ستتوقف ولذلك فقد قبلنا العرض الحكومي باستئناف المفاوضات».