تركيا: تعديلات وزارية كبيرة تأتي بـ«خوجا» السياسة التركية.. وزيرا للخارجية

باباجان يشغل منصب وزير الاقتصاد.. وتغيير رئيس البرلمان يريح العلمانيين

أتراك يهتفون بشعارات في مظاهرة بميدان تقسيم في اسطنبول أمس بمناسبة عيد العمال (رويترز)
TT

أعلن رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان تعديلا وزاريا كبيرا أبزر ما فيه تعيين مستشاره المقرب للسياسة الخارجية أحمد داود أوغلو وزيرا للخارجية. وقال أردوغان في مؤتمر صحافي بعد موافقة رئيس الدولة عبد الله غل على التعديل، إن علي باباجان وزير الخارجية الحالي، سيتولى من جديد وزارة الاقتصاد، في الوقت الذي يعاني منه الاقتصاد التركي من الانكماش بسبب الأزمة العالمية. ويشكل تعيين داود اوغلو حدثا غير اعتيادي في الحياة السياسية التركية نظرا لأنه ليس نائبا في البرلمان، فيما يشكل تعيين باباجان في منصب وزير الاقتصاد خطوة هامة لإصلاح الاقتصاد التركي، خصوصا أن خلفية باباجان هي بالأساس اقتصادية. وتشمل التعديلات أيضا رئيس البرلمان السابق بولند ارينج الذي كثيرا ما أثار غضب الدوائر العلمانية بملاحظاته التي اعتبرت مخالفة للمبادئ العلمانية للدولة التركية، ومن بينها الدعوة للحجاب في الجامعات، وأصبح بموجب هذا التعديل واحدا من نواب رئيس الوزراء الثلاثة. وخرج من الحكومة 8 وزراء، من بينهم وزير العدل ووزير المالية والطاقة. ويأتي هذا التعديل الوزاري إثر انتخابات بلدية جرت في مارس (آذار) الماضي، ولم يسجل فيها حزب العدالة والتنمية الحاكم منذ عام 2002، النتائج التي كان ينشدها رئيسه أردوغان على الرغم من فوزه فيها. وقال أردوغان لدى إعلانه أسماء الوزراء الجدد «التغيير من حين لآخر يجلب ديناميكية جديدة». ويعتقد أيضا أن التغييرات تأتي لتخفيف انتقادات العلمانيين للحكومة التركية، خصوصا تغيير ارينج من منصب رئيس البرلمان. أما داود اوغلو فقد ولد عام 1959 في مدينة قونيا الواقعة في قلب الأناضول، ونشأ في جو عائلي محافظ، متأثرا بأجواء الأسرة والمدينة التي تعتبر مركز العلامة والفقيه وشيخ الطريقة الصوفية جلال الدين الرومي. تخرج اوغلو في جامعة البوسفور، التي تدرس موادها باللغة الإنجليزية وتعتبر أهم المؤسسات الجامعية التركية، في عام 1984 من قسم العلوم السياسية، ليحصل لاحقا على شهادة الماجستير والدكتوراه في العلاقات الدولية. ولاحقا عمل في أكثر من جامعة داخل تركيا وخارجها كان أهمها الجامعة الإسلامية في ماليزيا. وفي عام 1999 حصل على مكانة بروفسور في تدرجه الأكاديمي، وكان آخر منصب جامعي تولى مسؤوليته هو رئاسة قسم العلاقات الدولية في جامعة «بي كانت» التركية الخاصة الراقية. وبسبب خبرته في العلاقات الدولية واطلاعه الأكاديمي الغزير واهتمامه بتطبيق النظريات على الواقع السياسي اليومي، استدعاه غل وأردوغان للإشراف على مهام الرصد والتخطيط والمشاركة في عملية إطلاق سياسة خارجية جديدة للبلاد، بعد تشكيل حزب العدالة والتنمية، للحكومة التركية، ورغبتهما في «دفع دماء جديدة في شرايين السياسة التركية»، وتعزيز علاقات أنقرة بالعالم الإسلامي، وكان جزء من هذا هو اهتمام أصيل من قبل حكومة العدالة بالمحيط الإسلامي كعمق استراتيجي لتركيا. إلى ذلك، وعلى صعيد آخر، أعلن الرئيس السابق وزعيم المعارضة في أرمينيا ليفون تير ـ بتروسيان أمس انه يدعم جهود حكومة يريفان لتطبيع العلاقات مع تركيا. وصرح تير ـ بتروسيان أن حزب المؤتمر الوطني الأرمني الذي يرأسه «يؤيد تطبيعا سريعا للعلاقات التركية ـ الأرمنية ومستعد لدعم كل الإجراءات الإيجابية».