اليمن: لجان شعبية في الشمال لحماية «الوحدة».. والتوتر مستمر في الجنوب

قتلى وجرحى في اشتباكات في جبال ردفان وحشود أمنية في الضالع والمكلا

TT

تتواصل ولليوم الرابع على التوالي، التطورات العسكرية والأمنية والسياسية في جنوب اليمن، وقد حصدت حتى بضعة جرحى وقتلى، في أعقاب المهرجانات السياسية، التي نظمتها قوى ما بات يعرف بـ«الحراك الجنوبي السلمي» في السابع والعشرين من أبريل (نيسان) المنصرم، في عدد من المناطق الجنوبية.

فقد شهدت أمس مديرية ردفان، في محافظة لحج الجنوبية، اشتباكات متقطعة بين مسلحين وقوات من الجيش ترابط على تخوم المدينة، إضافة إلى قصف مدفعي متواصل من قبل قوات الجيش. وقال شهود عيان في المنطقة، في اتصالات هاتفية مع «الشرق الأوسط»: إن شابا لقي مصرعه في الاشتباكات، وجرح أربعة آخرون، وذلك في مواجهة مسلحة دارت بين مدنيين مسلحين، وطاقم عسكري حول مدينة الحبيلين، مركز المديرية التي يبسط عليها المدنيون المسلحون السيطرة الكاملة منذ ثلاثة أيام، بعد أن طردوا منها قوات الأمن ومسؤولي الدوائر الحكومية، وباتت شوارع المدينة شبه خالية سوى من المسلحين.

وعلى مدى ثلاثة أيام، وعلى الرغم من تكثيف القصف المدفعي على جبال ردفان، إلا أن قوات الجيش لم تتمكن حتى اللحظة من فك الحصار الذي يضربه مسلحون على كتيبة عسكرية بقيادة العقيد محمد قايد البيشي، في جبل يسمى «لحمرين»، على الرغم من النداءات التي أطلقها قائد الكتيبة إلى اللواء العسكري الذي تنتمي إليه.

وكانت مدينة الضالع المجاورة لمديرية ردفان، عاشت مساء الخميس على وقع اشتباكات عنيفة، وقصف مكثف لمناطق جبلية من مواقع عسكرية، وذلك بعد أن هاجم مسلحون مجهولون موقعا عسكريا ونقطة أمنية في منطقة تسمى «ثلاعث» في جبل جحاف المطل على المدينة، وهو الأمر الذي استدعى الرد بنيران كثيفة، دون أن يعلن أي طرف عن خسائره المادية أو البشرية.

وتشهد مدينة المكلا بمحافظة حضرموت (جنوب شرقي اليمن)، منذ أحداث الشغب في 27 أبريل الماضي، التي أسفرت عن حرق محال تجارية لمواطنين من شمال البلاد، انتشارا أمنيا مكثفا تحسبا لأي تظاهرات مفاجئة أو أعمال شغب مشابهة، وتواصل السلطات الأمنية هناك استجواب 53 شخصا تتهمهم بالمشاركة في أعمال الشغب، التي ترافقت مع شعارات «انفصالية» و«عدائية ضد الشماليين»، كما تقول السلطات.

وفي صنعاء كشفت السلطات الرسمية عن بدء تشكيل لجان شعبية في المحافظات والمديريات من أجل «الدفاع عن الوحدة اليمنية»، ومن المقرر لتلك اللجان أن تضم شرائح اجتماعية مختلفة، غير أن مراقبين وصفوا تلك اللجان بـ«الميليشيا» وحذروا من عواقب اشتباكات بين المواطنين أنفسهم. وتزامنا مع إنشاء هذه اللجان فقد ندد خطباء المساجد، وبالأخص في المحافظات اليمنية الشمالية، أمس، في خطب الجمعة، بما سموه «المساس بالوحدة اليمنية» وبـ«الدعوات الانفصالية» في الجنوب. وتأتي هذه التطورات في ظل احتقان في جنوب اليمن مع تصاعد فعاليات «الحراك الجنوبي السلمي» والمطالبة بفك الارتباط بين شطري البلاد (الشمالي والجنوبي ـ سابقا) والعودة إلى ما قبل تاريخ إعلان الوحدة اليمنية في الثاني والعشرين من مايو (أيار) عام 1990م، وهو الأمر الذي ترفضه القيادة اليمنية، وتقول إن الوحدة «خط أحمر».