نصر الله: إطلاق الضباط برهن تسييس المحكمة.. ويجب القبول بفرضية أن إسرائيل قد تكون قتلت الحريري

قال إنه لا يريد المواجهة مع مصر ويسعى لحل الأزمة بهدوء

TT

في أول حديث له بعد إطلاق الضباط الأربعة من السجن، هاجم الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، المحكمة الخاصة بلبنان واعتبر أن قرار إطلاقها للضباط برهن أنها مسيسة، وقال: إن «لجنة التحقيق كانت خلال السنوات السابقة وحتى اللحظة مسيسة، بدليل أنها لا تملك شيئا ضد الضباط، وأبقتهم قيد الاعتقال أربع سنوات».

ورأى نصر الله، في كلمة مسجلة أمس، أن قاضي الإجراءات التمهيدية في محكمة الحريري، «لم يكن يملك خيارا سوى إطلاق الضباط، ووضع حد للفضيحة التي تسببت بها لجنة التحقيق الدولية». وقال إن المعلومات التي بحوزة حزب الله، تقول إن المحكمة «ستستمر في إيقاف أشخاص من دون دلائل، والاستماع إلى شهود مشكوك بصدقيتهم، وستسمح لمن ضلل التحقيق بالاستمرار في التدخل في عمل المحكمة»، وأضاف أن «هناك أشخاصا موجودون في لاهاي لهذه الغاية».

واعتبر أن قرار القاضي دانيال فرانسين، إطلاق سراح الضباط «أنهى مرحلة سوداء»، وقال: «نحن اليوم أمام مرحلة جديدة لا نريد الحكم عليها مسبقا، وعلى قضاة المحكمة منذ الآن أن يثبتوا أنهم حياديون وغير مسيسين وهم قادرون بأدائهم على ذلك».

ودعا نصر الله لمحاسبة «شهود الزور»، وقال متوجها لعائلة الحريري: «دعونا نقوم بمراجعة لنرى كيف يمكننا التوصل إلى الحقيقة وتكوين الإجماع اللبناني، الذي تكون عند اغتيال الرئيس الحريري، فلنطالب بتحقيق جدي للوصول إلى الحقيقة».

ودعا للانفتاح على كل الاحتمالات في اغتيال الحريري، من ضمنها «أن تكون إسرائيل من نفذ عملية الاغتيال». وقال: «سعد الحريري قال منذ يومين إنه لا يمكن لفرد أن ينفذ عملية كاغتيال الحريري، وهذا أمر صحيح، وهنا أسأل: هل يمكن لإسرائيل تنفيذ مثل هذه العملية؟ طبعا. هل لإسرائيل مصلحة في تنفيذ العملية؟ طبعا، فإسرائيل كانت ترغب في حرب أهلية في لبنان تكون المقاومة فيها طرفا».

واعتبر نصر الله، أن الاتهام السياسي لسورية باغتيال الحريري «كان يمكن أن يؤدي إلى حرب في لبنان، وجر جيوش غربية إلى المنطقة، لكن الرئيس (السوري حافظ) الأسد قطع الطريق على هذه الأمور، وسحب الجيش السوري من لبنان». وعاد نصر الله، وهاجم النظام المصري، وقال إن النظام المصري «شن حملة إعلامية» على حزب الله في الأسابيع الأخيرة، وأضاف: «لو كان لديهم دلائل على ما يقولون لما احتاجوا إلى كل هذا الجهد الإعلامي، ولما استخدموا الشتائم. النظام المصري لم يحقق شيئا من خلال الحملة التي شنها سوى «فشة خلق»، فلم يستطع إقناع الشعب المصري ولا الشعوب العربية بالصورة التي أراد إعطاءها عن حزب الله». وأضاف أن حزب الله لا يريد «المواجهة»، وقال إنه يعمل «عبر جهات يثق بها على حل المسألة بهدوء».

ولم يوفر نصر الله أيضا بانتقاداته الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وقال إنه «علق على الأزمة مع مصر بتعبيرات لم يستعملها خلال الحرب على غزة، حينما قتل نساء وأطفال ومدنيون كانوا في مراكز الأمم المتحدة». واتهمه بأنه يزج «بالأمم المتحدة في مواجهة مع حركات المقاومة في المنطقة وشعوب المنطقة مجانا لصالح إسرائيل».

وأشار أيضا إلى التقرير السنوي للخارجية الأميركية حول الإرهاب في العالم، الذي أعاد تصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية، وقال: «جريمتنا هي أننا نرفض الهيمنة الأميركية على المنطقة».