طوكيو قلقة من برنامج إيران النووي.. ووزير خارجيتها يتوسط في موضوع روكسانا

مقتل 18 شرطيا و8 متمردين في اشتباك الأسبوع الماضي في إيران

TT

أعلن وزير الخارجية الياباني هيروفومي ناكاسوني في طهران أن بلاده تتقاسم الدول الكبرى قلقها حيال البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل. وقال الوزير الياباني خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيراني منوشهر متكي إن «اليابان تتقاسم المجتمع الدولي قلقه حول قضية إيران النووية وتريد تسوية المسألة استنادا إلى قرارات الأمم المتحدة».

وتواصل إيران أنشطة تخصيب اليورانيوم رغم إصدار مجلس الأمن الدولي خمسة قرارات تطالب بوقف تلك الأنشطة، منها ثلاثة تتضمن عقوبات. وتخشى الدول الغربية أن تحول إيران برنامجها النووي لأغراض عسكرية، الأمر الذي تنفيه طهران.

وأضاف الوزير الياباني «قلت بصراحة إن على الجانب الإيراني أن يتخذ إجراءات إيجابية لإحراز تقدم في المفاوضات مع مجموعة الدول الست». وكان يشير إلى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا) إضافة إلى ألمانيا التي أملت في الثامن من أبريل (نيسان) باستئناف الحوار مع إيران لإقناعها بتعليق برنامجها النووي.

وردت إيران إيجابا على هذه الدعوة، لكنها كررت أنها ستواصل تخصيب اليورانيوم، ما يتيح لها الحصول على وقود لمحطاتها النووية. ويجري ناكاسوني محادثات في إيران تتناول العلاقات الثنائية. وحافظت اليابان على علاقات سياسية واقتصادية مع طهران بعد الثورة الإسلامية عام 1979. لكن طوكيو أحجمت عام 2006 عن تنفيذ مشروع للتنقيب في أكبر حقل نفطي إيراني على خلفية قلقها من البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية.

ومع نهاية مارس (آذار) وبداية أبريل (نيسان)، أجرى مسؤولون أميركيون كبار محادثات في واشنطن مع ممثلين لليابان، في وقت تبنت فيه الإدارة الأميركية مقاربة جديدة مع طهران.

ويأتي ذلك فيما قالت إيران أمس إنها ستعيد النظر في حكم السجن لمدة ثماني سنوات الصادر ضد الصحافية الأميركية الإيرانية الأصل روكسانا صابري بعد أن أدينت بالتجسس لصالح الولايات المتحدة. وقال وزير الخارجية الياباني إن حكومته تتابع قضية صابري «بقلق». ووالدة صابري يابانية. وسجنت صابري ـ التي يقول والدها إنها مضربة عن الطعام ـ يوم 18 أبريل (نيسان) لمدة ثماني سنوات بعد أن أدانتها محكمة في تهمة التجسس. وقدم محاميها طعنا في الحكم. وقال وزير الخارجية الإيراني في مؤتمره الصحافي المشترك مع ناكاسوني «يوجد طلب مراجعة بشأنها وستنفذ هذه المراجعة استنادا إلى العدالة والرحمة الإنسانية والإسلامية». وقال مسؤولون بالهيئة القضائية الإيرانية إن صابري في صحة جيدة وإنها غير مضربة عن الطعام. ووصف والدها رضا صابري حالتها بأنها «واهنة وضعيفة». إلى ذلك ذكرت مصادر دبلوماسية إيرانية في العاصمة السورية أمس أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد سوف يزور دمشق الثلاثاء القادم، موضحة أن الزيارة سوف تستغرق عدة ساعات وسوف يجري خلالها نجاد محادثات مع كبار المسؤولين السوريين في مقدمتهم الرئيس السوري بشار الأسد. وعلى صعيد آخر، قتل 18 شرطيا وثمانية متمردين في مواجهات جرت في 24 أبريل (نيسان) في محافظة كرمانشاه، بحسب حصيلة جديدة نشرتها أمس وكالة الأنباء الطلابية (ايسنا) الإيرانية. وقال الاهيار ملكشاهي مسؤول القضاء في الولاية إن «18 شرطيا قتلوا وأصيب عشرة آخرون بجروح في هجوم إرهابي» على مركز شرطة راونسر جوانرود غير بعيد من الحدود العراقية. وكان تلفزيون الدولة أعلن غداة الهجوم مقتل عشرة من عناصر الشرطة.

وبحسب مالكشاهي فإنه عثر على جثث ثمانية من عناصر مجموعة بيجاك في موقع المواجهات كما تم توقيف خمسة مشتبه بهم. وكرمانشاه هي كبرى مدن المحافظة التي تحمل الاسم ذاته وتقع على الحدود مع كردستان العراق وتضم أقلية كردية كبيرة. وتشهد المنطقة مواجهات منتظمة بين قوات الجيش الإيراني ومجموعة بيجاك الكردية التي تتخذ من شمال شرقي العراق مقرا. وبيجاك (حزب الحياة الحرة للأكراد) مرتبط بحزب العمال الكردستاني الذي يقاتل السلطات التركية في جنوب شرق الأناضول منذ 1984. وتتهم إيران الولايات المتحدة بدعم بيجاك وتنظيمات لعرقيات أخرى على حدود إيران، الأمر الذي تنفيه واشنطن.