يهود من اليمين المتطرف يغيرون مواقفهم بعد لقاءات مع فلسطينيين

نشطاء «مبادرة جنيف» نظموا اللقاءات لتعزيز السلام

TT

أفادت حركة «مبادرة جنيف» الإسرائيلية ـ الفلسطينية أن اللقاءات التي نظمتها في الشهور الأخيرة بين مجموعات من النشطاء السياسيين والمصوتين اليهود لصالح اليمين الإسرائيلي الراديكالي والمتدينين، وبين فلسطينيين في القدس الشرقية، أسفرت عن إحداث تغيير جدي في أفكار الطرفين لمصلحة السلام العادل بين الشعبين. وأن 25% من المشاركين اليهود باتوا يتبنون أفكار معسكر السلام.

يذكر أن «مبادرة جنيف» هي حركة تضم قادة سياسيين وعسكريين ومثقفين سابقين ولاحقين في إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، ويقودها من الجانب الفلسطيني، ياسر عبد ربه، أمين سر منظمة التحرير، ومن الجانب الإسرائيلي، يوسي بيلين، الوزير السابق وأحد مهندسي اتفاقات أوسلو. ونشأت في مطلع العقد الجاري واشتهرت سنة 2003 بمسودة اتفاقية السلام التي توصل إليها الطرفان وأعلن في مهرجان كبير في جنيف، للبرهنة على إمكانية التوصل لتسوية دائمة. وتسببت هذه المبادرة في حرج لحكومة أرييل شارون، في حينه، الذي كان يدعي أنه لا يوجد شريك فلسطيني ملائم لعملية السلام. وخرج شارون من هذا الحرج، يومها، بطرحه خطة الفصل للانسحاب من قطاع غزة ومستوطنتين صغيرتين شمال الضفة الغربية. ونجح شارون يومها في التغطية على «مبادرة جنيف» وإسقاطها عن جدول الأبحاث الدولي.

وتحاول «مبادرة جنيف» اليوم تجديد نشاطها. وستنشر في القريب ملاحق لمسودة الاتفاق، تضع فيها حلولا تفصيلية لكل القضايا العالقة في الصراع بين الطرفين، مثل الأمن والمياه واللاجئين والحدود والقدس وغيرها. ولكنها، وقبل أن تطرح هذا الاتفاق للنقاش الجماهيري في إسرائيل والسلطة الفلسطينية، تقوم بنشاطات جماهيرية لإطلاع أوساط واسعة من المواطنين الذين يشككون في إمكانيات التوصل إلى سلام في الطرفين، على هذه المبادرة. ومن هذه النشاطات لقاءات نشطاء اليمين الإسرائيلي مع نشطاء سياسيين ومواطنين فلسطينيين عاديين وسماع أقوالهم ومعاناتهم وشرح مواقفهم ومعاناتهم وشكوكهم للفلسطينيين.

وقالت الحركة إنها نظمت أربع جولات ليهود من أنصار ونشطاء حزب «شاس» لليهود الشرقيين المتدينين، إحداها ضمت النساء النشيطات في هذا الحزب، وأربع جولات مماثلة لليهود الروس من أنصار اليمين. وفي إطار هذه الرحلات، اطلع نشطاء اليمين عن كثب، لأول مرة، على الجدار العازل، الذي يشق القدس الشرقية المحتلة إلى شقين. والتقوا مع فلسطينيين من حي أبو ديس، الذين شرحوا معاناتهم من الجدار. ثم التقوا في يومين دراسيين في فندق في مدينة نتانيا، استمعوا خلالهما إلى متحدثين يهود وفلسطينيين من «مبادرة جنيف». وفي نهاية الحوار، طلب منهم أن يعطوا رأيهم في الاتفاقيات التي وضعتها الحركة، وتتحدث عن دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، تكون عاصمتها القدس الشرقية، وتقوم على أساس حدود 4 يونيو (حزيران) 1967، مع تبادل أراض في بعض المناطق وضمان الأمن للدولتين، إسرائيل وفلسطين. وجاءت النتيجة أن 25% من الإسرائيليين، الذين كانوا يشككون في واقعية هذا السلام، قالوا إنهم غيروا آراءهم إثر هذا النشاط ومستعدون للقبول بهذه التسوية. وقال جادي بلتيانسكي، مدير عام المبادرة في إسرائيل، الذي شغل منصب الناطق الرسمي باسم رئيس حكومة إسرائيل إيهود باراك (1999 ـ 2001)، إن «نسبة 25% لا تعتبر كبيرة جدا، ولكنها ليست قليلة أيضا، خصوصا أن الحديث يجري عن قوى في اليمين الإسرائيلي التي كانت منغلقة تماما إزاء أي حديث عن سلام حقيقي، وباتت منفتحة اليوم». وأكد بلتيانسكي أن قادة حزب شاس على اطلاع بهذه النشاطات وسمحت لنشطائها بالمشاركة فيها من منطلق الانفتاح السياسي. وقال الناطق بلسان «شاس» إن هذا الانفتاح يعبر عن إيمان الحزب بالتعددية السياسية.