أول سفير عراقي في الرياض منذ 18 عاما: القضايا العالقة بيننا محدودة

الجميلي لـ «الشرق الأوسط»: حدودنا مع السعودية الأكثر انضباطا

د. غانم الجميلي (تصوير: أحمد فتحي)
TT

بالرغم من تأكيد الدكتور غانم الجميلي، أول سفير عراقي تعتمده السعودية منذ إغلاق سفارة بغداد في عام 1991، على محدودية القضايا العالقة بين بلاده والرياض، إلا أنه أقر بصعوبة مهمته والتي قال إنها «تتركز على إعادة العلاقات بين المملكة والعراق لمسارها الطبيعي».

وشرح الجميلي، وهو متخصص بعلوم الفيزياء، مكمن الصعوبة في مسألة إعادة العلاقات السعودية العراقية لطبيعتها، بمثال فيزيائي، قائلا «حينما تتوقف الماكينة لفترة طويلة تكون بداية التحرك فيها شيء من الصعوبة. نسعى لأن تعود ماكينة العلاقات كما كانت».

غير أن ما يطمئن السفير العراقي الجديد في مهمته، هي التأكيدات التي حصل عليها خلال لقائه الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، والذي أكد له بأن «المهمة ستكون سهلة إن شاء الله».

وكان العراق قد أعاد افتتاح سفارته في السعودية في منتصف فبراير (شباط) 2007، وتم تعيين قائم بأعمال السفارة، قبل أن يتم تسمية سفير معتمد لبغداد أواخر أبريل (نيسان) هذا العام. وشدد السفير الجميلي، على دور دول جوار العراق، في تحقيق الأمن والاستقرار الشامل للمنطقة. وقال «التحسن في الوضع الأمني يجب أن تتبعه استحقاقات أخرى منها تحسن في الوضع الاقتصادي وتطور الوضع السياسي، ومسألة المصالحة الوطنية، ومنها تحسن الوضع الإقليمي. الوضع الخارجي لدول المنطقة له انعكاساته على الساحة الداخلية العراقية».

وأكد سفير بغداد لدى الرياض، بأن الحدود السعودية المشتركة مع بلاده، تعتبر «أكثر الحدود انضباطا» بين دول جوار العراق.

وكانت الرياض قد أعلنت أخيرا بناء سياج أمني لمراقبة الحدود السعودية العراقية المشتركة، منعا لعمليات التسلل والتهريب.

وشهدت السعودية أخيرا، زيارات متلاحقة من وفود عراقية ترأسها موفق الربيعي مستشار الأمن القومي، لبحث مسألة المعتقلين بين الجانبين.

وهنا، أشار سفير بغداد إلى أن تبادل المطلوبين، من النقاط المهمة التي سيسعى لتشجيع الجانبين لكي يتعاملا معها بإيجابية وسلاسة، مؤكدا رغبة كلا الطرفين إزالة هذا الملف. وأبدى غانم الجميلي، رغبة بلاده بعدم بقاء التنسيق الأمني بين الجانبين رهنا بالمستويات العليا. وقال «نريد التنسيق يحصل على المستوى العملي، هناك زيارات متبادلة بين المسؤولين حول مسألة الحدود وتأمينها. وهناك دعم مباشر للعاملين في مسألة تأمين الحدود».

وأضاف «نريد التوسع في عملية التعاون الأمني، بحيث ينزل إلى المستوى العملي، وبحيث تعالج على مستوى المتخصصين بهذا المجال».

وأشار السفير العراقي، إلى أن الوضع الأمني في بلاده كان أحد العوامل التي حالت دون تطوير العلاقات مع السعودية، لافتا إلى أن التحسن الكبير الذي حصل يمكن أن يفعل التواصل بين البلدين.

وأبلغ مسؤولون سعوديون، التقاهم السفير الجميلي لدى وصوله للأراضي السعودية، عن أن الوضع الأمني في العراق، هو ما يدفع الرياض للتروي في مسألة افتتاح سفارتها ببغداد، وليست هناك أية أسباب أخرى، بحسب السفير العراقي، الذي قال «متى ما توفرت القناعة بزوال هذا الحاجز سيسارعون في تسمية السفير. ومع التحسن بالوضع الأمني أعتقد بأن هذه القضية ستتم في المستقبل القريب».

وشدد سفير العراق لدى الريومن ضمن الأجندة التي سيعمل السفير العراقي المعتمد لدى السعودية، وهو الأول الذي يعين منذ 18 عاما، تحديد زيارات لمسؤولين عراقيين على مستوى عال للرياض، والدفع بزيارات قال إنها قريبة لمسؤولين سعوديين لبغداد.