الشرطة المصرية تشدد إجراءاتها في رفح لوقف التهريب

تجار الأنفاق يشتكون من تراجع أعمالهم

TT

نشرت الشرطة المصرية أعدادا ضخمة من رجال الشرطة بملابس رسمية ومدنية وعربات مصفحة وأقامت سواتر ترابية وحواجز حديدية لا يبعد الواحد منها عن الآخر أكثر من 200 متر فقط، داخل مدينة رفح الملاصقة لرفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة، في محاولة للسيطرة على تجارة الأنفاق.

وقال مصدر أمني إن «الطوق الواسع أصاب المهربين بتوتر شديد بعضهم يقترب من الحواجز الأمنية قادما من الطرق الخلفية ويطلق الرصاص في الهواء»، موضحا أنه تم إغلاق جميع الطرق الترابية التي تؤدي إلى خط الحدود مع غزة ووضعت أعداد كبيرة من قوات الأمن عند كل طريق فرعية للسيطرة على عمليات التهريب. وعززت أجهزة الأمن المصرية من تواجدها داخل مدينة رفح، حيث تم تخصيص نحو 500 شرطي وضابط من قوات الأمن ورجال المباحث من المحافظات الأخرى لتدعيم جميع نقاط التفتيش، فيما تتولى قوات حرس الحدود مهمة ضبط ومراقبة الأنفاق باستخدام أجهزة المراقبة الحديثة التي حصلت عليها مصر من أميركا. ويقول تجار الأنفاق إن تجارتهم تراجعت بشكل كبير خلال الفترة الماضية بسبب التشديد الأمني وعدم تمكن شاحنات البضائع والوقود من الوصول إلى داخل رفح. وقال مصطفى، أحد المقربين من العاملين بالتهريب، الذي طلب عدم نشر بقية اسمه لأسباب أمنية، إن «مئات الأسر داخل رفح تعيش على هذه التجارة معظمهم يعملون في أمور تتعلق بالتهريب مثل تغليف البضائع في أكياس بلاستيكية وتوصيل البضائع إلى أماكن الأنفاق». وأضاف، أثناء استعداده لركوب دراجته النارية، أن المهربين لجأوا إلى طرق جديدة لتشتيت الشرطة منها قطع التيار الكهربائي عن أحياء كاملة برفح ليلا واستخدام دراجات نارية يركبها رجال يرتدون ملابس منقبات والاقتراب من الحواجز الأمنية وإطلاق الرصاص في الهواء. ويشعر سكان رفح بغضب بسبب كثرة الحواجز الأمنية داخل المدينة التي تجعل تحركاتهم محسوبة، ويقول عادل غريب، 45 عاما، موظف «نقاط التفتيش في كل مكان.. الشرطة تستخدم المتاريس الحجرية في إقامتها.. نشعر بقلق شديد بسبب هذا التشديد الأمني».وأوجدت تجارة الأنفاق برفح المصرية فئة من الصبية صغار السن الذين يمتلكون الأموال والسيارات الحديثة التي تشترى بأسماء أولياء أمورهم. وأصبح سكان المدينة يطلقون على بعض الأحياء التي تقطنها عائلات معروفة في مجال التهريب «رفح دبي» في إشارة إلى كثرة الأموال بها. وفي شارع صلاح الدين المزدحم جدا بالسيارات وغير الممهد بشكل جيد تجد بعض السيارات التي تنطلق بسرعة كبيرة يقودها صبية لا تزيد أعمارهم على 16 عاما.

وحددت السلطات المصرية مناطق الأنفاق على الحدود في مسافة تصل إلى نحو 10 كيلومترات تمتد من منطقة الصراصورية وحتى البراهمة، حيث إن التربة في هذه المنطقة متماسكة بما يسمح بحفر الأنفاق في حين أن معظم بقية مناطق الشريط الحدودية رملية. ويصل طول النفق الواحد إلى نحو ألف متر تقريبا وتتسع فتحة النفق لشخص واحد فقط وعادة ما تكون مخبأة داخل حظائر تربية الطيور أو أسفل خزانات الملابس أو وسط الزراعات والأحراش. وهناك عمليات تهريب واسعة للبضائع والأموال والأشخاص في الأنفاق التي تقول إسرائيل إنها تستخدم أيضا في تزويد الفصائل الفلسطينية في غزة بالسلاح والمواد التي تمنع إسرائيل مرورها من المعابر الموجودة على حدودها مثل الحديد والأسمنت.