باكستان: مقتل 16 من طالبان قرب الحدود الأفغانية

قريشي: هناك أياد أجنبية وراء أحداث كراتشي وبلوشستان

TT

قال الجيش الباكستاني إن قوات أمن باكستانية قتلت 16 من متشددي طالبان، بعدما تعرضت لهجوم في منطقة قبلية مضطربة على الحدود مع أفغانستان أمس. ووقع الاشتباك بمنطقة مهمند القبلية التي تقع على الحدود مع إقليم كونار في شرق أفغانستان، بينما تحارب قوات الأمن الباكستانية لليوم الخامس على التوالي للسيطرة على واد استراتيجي بمنطقة مالاكاند المجاورة. واقتحم أكثر من 60 متشددا موقعا تابعا لقوات أمن الحدود في هجوم قبل الفجر بمنطقة مهمند في سبين تانغي وقتلوا جنديين. وقال الميجور فضل خان وهو متحدث باسم الجيش الباكستاني لـ«رويترز»: «صد جنودنا الهجوم بنجاح وقتلوا 16 متشددا».

وبدأ المتشددون حملة من الهجمات الانتحارية وهجمات القنابل في أنحاء باكستان منذ عدة سنوات، لكن زحفهم للسيطرة على أجزاء من الإقليم الحدودي الشمالي الغربي أثار قلقا في أنحاء باكستان وانزعاج الولايات المتحدة بشأن استقرار حليفتها المسلحة بأسلحة نووية. وباكستان مهمة بالنسبة لجهود الولايات المتحدة لهزيمة تنظيم القاعدة وحركة طالبان وإرساء الاستقرار في أفغانستان.

وسعى الجيش الباكستاني الأسبوع الماضي لطرد المتشددين من وادي بونير في مالاكاند والواقع على بعد مائة كيلومتر فقط شمال غربي العاصمة إسلام أباد. وسيطرت قوات الحكومة على بلدة داجار الرئيسية في بونر، لكن المتشددين لا يزالون يسيطرون على أجزاء من الوادي.

وقال مسؤولون عسكريون إن القوات الأمنية تتقدم بثبات باتجاه بلدة سواري وهي السوق الرئيسية في الوادي. ووافقت السلطات في فبراير (شباط) على تطبيق الشريعة الإسلامية في مالاكاند إذا نبذ المتشددون العنف في معقلهم بوادي سوات. وسوات جزء من مالاكاند أيضا. لكن الجيش الباكستاني تحرك بعدما رفض المتشددون إلقاء السلاح والانسحاب من بونر. وتلقى العملية الباكستانية ترحيبا من الولايات المتحدة التي تطالب إسلام أباد ببذل مزيد من الجهود لمحاربة المتشددين في باكستان والذين ترى أنهم يمثلون خطرا على أفغانستان. وقال الناطق باسم الجيش الكومندان فضل خان إن المتمردين شنوا هجوما عنيفا على مركز سبينكي تانغي في إقليم مهمند المحاذي لولاية كونار الأفغانية. ومهمند واحد من سبعة أقاليم في المناطق القبلية شمال غربي باكستان، حيث تشن طالبان هجمات باستمرار على قوات الأمن. وقال الناطق إن «مقاتلي طالبان شنوا هجوما قبل الفجر رد عليه الجنود»، مشيرا إلى أن «معارك عنيفة تواصلت حتى وقت مبكر من صباح أمس». وأضاف أن اثنين من القوات الخاصة للمشاة في مهمند قتلا وجرح خمسة آخرون في المعارك التي أدت إلى مقتل 16 متمردا من طالبان أيضا.

إلى ذلك اتهم وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي أمس بعض القوى الخارجية بزيادة تدخلها في الشئون الداخلية لبلاده. وأكد قريشي في كلمة ألقاها في تجمع بضريح رجل الدين الصوفي الكبير شاه ركن الإسلام أمس في مدينة مولتان بوسط باكستان «إن قوى خارجية معادية لباكستان لا يمكن أن تلحق ضررا بباكستان». ونقلت وكالة «جيو» الإخبارية الباكستانية عن وزير الخارجية قوله إن هناك يدا خارجية تتدخل لخلق اضطرابات في كراتشي وبلوشستان. وقال «باكستان تواجه العديد من التحديات وإن الوضع الحالي يتطلب منا أن نوحد صفوفنا للتعامل مع المشاكل». ودعا العلماء إلى القيام بدورهم من أجل الحفاظ على الإسلام وإعلاء شأنه في البلاد، متابعا أنه يتعين تقديم الوجه الحقيقي للإسلام للعالم.