أمستردام: لأول مرة واعظة وإمام في الجيش.. وأغطية رأس للمشاركات في احتفالات يوم الملكة

خطوات على طريق تفعيل إدماج الجالية المسلمة في المجتمع الهولندي

TT

يشكل مسلمو هولندا مليون شخص تقريبا من إجمالي 16 مليونا هم عدد سكان البلاد، ومعظم هؤلاء المسلمين من أصل تركي أو مغربي، وبالرغم من هذا العدد الكبير، ووصول أبناء الجاليات المسلمة إلى مناصب عليا في الدولة، وصلت إلى مرتبة الوزير مثل أحمد أبو طالب، وهو من أصل مغربي، والذي أصبح الآن أول عمدة لمدينة هولندية وهي مدينة روتردام، وهناك حاليا نبهات البيرق التركية وزيرة الدولة في وزارة العدل، والمكلفة بشؤون اللاجئين والمهاجرين، فإن الاهتمام بالمسلمين في صفوف الجيش الهولندي تأخر بعض الوقت، وأخيرا قام الجيش الهولندي بتعيين واعظة وإمام مسلمين لتوفير «دعم روحي» للجنود المسلمين في صفوف الجيش، وغير المسلمين أيضا ممن يعتنقون عقيدة أخرى غير الكاثوليكية. وبحسب الناطق باسم وزارة الدفاع الهولندية، «للمرة الأولى أصبح لدينا إمامان هما أول إمامين في الجيش الهولندي، لدينا الآن ما مجموعه 150 واعظا دينيا».

وأوضح الناطق أن «الإمام يمكنه أن يعطي دعما روحيا لعسكريين غير مسلمين كما يفعل رجل الدين المسيحي الذي يدعم عسكريين غير مسيحيين». وسيعمل الإمام علي داودي، وسعاد عايدين (مغربية) وفي العقد الثالث من العمر، على أساس أنهما مدنيان، لكنهما سيرتديان الزي العسكري، وقد خضع الاثنان لتدريبات مهدت لإلحاقهما بصفوف الجيش. ويوظف الجيش الهولندي نحو خمسين قسا بروتستانتيا وأكثر من أربعين واعظا كاثوليكيا وممثلين عن تيارات روحية، وحاخامين، ورجلَي دين هندوسيين، كما أوضح الناطق. ويمكن إرسال الإمامين المسلمين في إطار مهام إلى الخارج، ولا سيما في أفغانستان حيث تنشر هولندا نحو 1600 جندي، «إذا كان ثمة طلب» على ذلك.

وقال الناطق إن عدد العسكريين الهولنديين المسلمين أو من أصل مسلم غير معروف، وكان اختيار الداودي قد أثار غضبا وجدلا داخل البرلمان، وتمسك وزير الدولة الهولندي لشؤون الدفاع جاك ديفريس باختياره للمغربي الداودي للعمل كإمام في الجيش الهولندي، وقال الوزير: «لقد اجتمعت مع الداودي ومع لجنة الاتصال بين الحكومة والمسلمين، ولا يجب أن أتراجع في وعدي السابق بتعيين الإمام على الداودي، بعد أن حصلت على تعهد منه بعدم الإدلاء بتصريحات من شأنها أن تثير مشكلات مع الأحزاب اليمينية المتشددة»، والتي لا تزال على موقفها من الإمام المغربي الأصل.

وكان نواب البرلمان قد انتقدوا تعيين هذا الإمام، بناء على تقارير أفادت أنه وصف رئيس الوزراء يان بيتر بالكينيندا بالنفاق، وبأنه لا يساوي فرشا تحت الباب. ويقال أيضا إنه قال إن المسيحيين لا يزالون في حرب مع الدين الإسلامي، ويعتقد الكثير من نواب البرلمان أنه ليس مناسبا للتوظيف في الجيش. وجاء ذلك بعد أن وزعت مؤسسة التعايش البرتقالي المدنية الهولندية نحو 5 آلاف غطاء شعر بين سكان مدينة هارنام خلال الاحتفال بالعيد السنوي للملكة، وذلك بهدف نشر ثقافة التسامح والتعايش بين سكان المدينة القريبة من العاصمة أمستردام. وفي الوقت الذي لقيت فيه المبادرة ترحيبا كبيرا باعتبارها خطوة «إيجابية» في سبيل توطيد التعايش والتسامح مع المحجبات في هولندا، اعترض عدد من أحزاب اليمين على الخطوة باعتبارها «تدخلا» للسياسة في الدين.

وتحتفل هولندا كل سنة في 30 أبريل (نيسان) بيوم الملكة، وخلال هذا اليوم تزور الملكة بياتريكس إحدى المدن الهولندية، وتنظم احتفالات شعبية واسعة في كل أنحاء البلاد من خلال إقامة أسواق وحفلات شعبية، ويعد اللون البرتقالي هو السائد في هذا اليوم؛ كونه يعد اللون الرسمي لعائلة أورانيا المالكة. وقالت إحدى المنظِّمات للفكرة وهي توزع الغطاء بين زوار السوق بالمدينة: «النساء المسلمات لم يتعودن بعد على هذا اللون، ويحتجن إلى وقت»، مشيرة إلى أنها في أثناء توزيع الأغطية لقيت مساندة وتعاونا من الزوار المسلمين وغير المسلمين.