تطوير لقاح مضاد للفيروس قد يستغرق 7 أشهر

شركتا أدوية تستعدان لتسليم العالم ملايين الأدوية واللقاحات.. وتحقيق أرباح كبيرة في ظل الأزمة الاقتصادية

TT

أعلنت ميرتا روزيس بيراجو مديرة منظمة الصحة للأميركيتين، أن تطوير لقاح مضاد لفيروس أنفلونزا الخنازير يمكن أن يستغرق ستة أشهر أو سبعة أشهر على الأرجح، بعد أن كان أعلن أمس أن تطوير اللقاح قد يستغرق ثلاثة إلى أربعة أشهر. وقالت بيراجو، وهي أبرز مسؤولة صحة في أميركا الشمالية والوسطى والجنوبية، في مؤتمر صحافي بمقر منظمة الدول الأميركية في واشنطن، إن تطوير «بذور» للقاح سيستغرق ستة أشهر على الأقل في المعامل الحكومية، التي يتعين بعدها مضاعفته ونقله إلى شركات التصنيع لاختباره لتحديد مدى سلامته وكفاءته قبل أن يدخل مرحلة الإنتاج. وأشارت روزيس بيراجو أن أكثر شركات تصنيع الأمصال في نصف الكرة الشمالي بصدد الانتهاء من إنتاج المصل الخاص بفصل شتاء 2009 2010، و«لذا ربما يكون لديهم القدرة على بدء الإنتاج» بحلول مطلع يوليو (تموز).

وبانتظار تطوير لقاح يحمي من الإصابة بأنفلونزا الخنازير، تستعد شركتا الأدوية السويسريتان الكبيرتان «نوفارتيس» و«روش» لتزويد المجتمع الدولي بعقار «التاميلفو» واللقاح المضاد لأنفلونزا الخنازير التي تهدد بالتحول إلى وباء، لتحققان من وراء ذلك رواجا لمنتجاتهما كان الأمل فيه مفقودا بسبب الأزمة الاقتصادية. وبذلك ستتمكن الشركتان السويسريتان من تحقيق زيادة لم تكن متوقعة على الإطلاق في حجم أعمالهما، وإن كان المحللون يتساءلون عن مدة هذه الطفرة. وتنتج «روش» عقار «التاميلفو» المضاد للفيروسات، الذي يعد من أدوية الأنفلونزا الوحيدة، مع «ريلينزا» الذي تنتجه شركة «غلاكسوسميثكلاين» البريطانية (جي.اس.كي)، التي أثبتت فاعلية ضد فيروس ايه (اتش1ان1) وفقا لمنظمة الصحة العالمية. وأوضحت المجموعة التي مقرها مدينة بال، والتي لا تعمل في مجال اللقاحات، أنها تزيد حاليا إنتاجها من «التاميلفو» الذي يمكن أن يصل إلى أربعة مليارات جرعة سنويا، وفقا لمتحدث باسم المجموعة.

وأوضحت أن المجموعة «مستعدة» أيضا لتصدير ثلاثة ملايين جرعة من «التاميفلو» إضافة إلى الـ220 مليون جرعة المتوافرة حاليا في العالم. وهي لا تزال تنتظر الضوء الأخضر من منظمة الصحة العالمية لإرسال هذا المخزون في خلال 24 ساعة. وكانت «روش» استفادت في السنوات الماضية من طلبات الدول التي تسعى إلى زيادة مخزونها من «التاميفلو» لمواجهة انتشار محتمل لأنفلونزا الطيور التي أظهر العقار أيضا فاعلية في مكافحتها. إلا أنه مع انتهاء هذه الطلبات تراجع حجم أعمال «التاميفلو» بنسبة 68% ليستقر على 609 ملايين فرنك سويسري (9.403 ملايين يورو) العام الماضي. من جانبها، يمكن أن تستفيد شركة «نوفارتيس» المنافسة من خبرتها في مجال اللقاحات، لا سيما بفضل تكنولوجيا زراعة الخلايا الأسرع والأكثر فاعلية من الإنتاج التقليدي عن طريق البيض. ولا تزال مجموعة «دانييل فاسيلا» التي أجرت اتصالات مع منظمة الصحة العالمية لإنتاج لقاح، تلقي السلالة الفيروسية لتتمكن من إنتاج اللقاح. وقال متحدث باسم «نوفارتيس»: «ننتظر معرفة ما ستبلغنا به السلطات» حتى نبدأ بالإنتاج.

في الوقت نفسه أشارت الشركة إلى دراسات مشجعة عن لقاح يجرى تطويره حاليا لمكافحة أنفلونزا الطيور يزيد القدرة المناعية ضد فيروس «اتش5ان1» والعديد من مشتقاته، ويمكن أن يستخدم كأساس للقاح ضد فيروس «اتش1ان1». إلا أن منافسة الأدوية البديلة «الجنريك» التي تنتج في الدول الناشئة يمكن أن تحد من الأرباح التي يمكن أن تحققها الشركتان من هذه الأزمة الصحية. فقد منحت «روش» تصاريح لإنتاج «التاميفلو» إلى الهند والصين وجنوب أفريقيا لكن لكي تتمكن فقط من مواجهة الأوبئة وليس لمواجهة الأنفلونزا الموسمية. وهكذا أعلنت الحكومة الهندية الخميس أنها ستزيد إلى عشرة ملايين جرعة مخزونها من المضادات الفيروسية، لكن من خلال شركات الأدوية المحلية، لا سيما «هيتيرو دراغز» التي تنتج نسخة ?«جنريك» من «التاميفلو» تحت اسم «فلوفير».