إيران تستخدم هليكوبترات في قصف قرى حدودية شمال العراق

مسؤول أمني كردي لـ «الشرق الأوسط» : الغارات استهدفت عناصر «بيجاك»

TT

صعدت القوات الإيرانية من قصفها للمناطق الكردية، المتاخمة للحدود الإيرانية ضمن محافظة السليمانية، وقد استخدمت قوات الحرس الثوري الإيراني صباح أمس، وللمرة الأولى، مروحيات مقاتلة؛ لدك معاقل مقاتلي حزب الحياة الحرة الكردستاني (بيجاك) المعارض في سلاسل جبال «سورين» المطلة على بلدة بنجوين 72 كم شرق مدينة السليمانية.

وقال العقيد أحمد غريب أمين، قائد قوات حرس الحدود في منطقة بنجوين الحدودية مع إيران، إن «الغارات الجوية الإيرانية جاءت كرد فعل، على قيام مجموعات من مقاتلي بيجاك بشن هجمات على بعض النقاط الحدودية، التابعة للقوات الإيرانية الليلة الماضية، والإغارة على ثكنة عسكرية بالقرب من بلدة مريوان في عمق الأراضي الإيرانية». وأضاف العقيد أمين، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الغارات الإيرانية على سلاسل جبال كاني سيف وجومرس الحدودية، سبقها قصف بالهاونات ومدافع الميدان الثقيلة، ثم بدأت اثنتان من المروحيات العسكرية الإيرانية بالإغارة على تخوم تلك الجبال؛ بحجة مطاردة عناصر بيجاك».

وتابع قائد قوات حرس الحدود في منطقة بنجوين، يقول «مع حلول الظهيرة، شنت خمس مروحيات أخرى غارات مكثفة على تلك السلاسل الجبلية، لكن من الجانب الإيراني، ولم تخترق المروحيات مطلقا الأجواء العراقية، لكن بعض صواريخها سقطت داخل أراضي إقليم كردستان العراق، إلا أنها لم تسفر عن ضحايا في الأرواح، أو خسائر مادية بسكان المنطقة». وأوضح العقيد أمين، أن المروحيات العسكرية الإيرانية تقوم بمهام الاستطلاع فوق الأجواء الإيرانية الحدودية باستمرار، لكنها لم تشن غارات من هذا القبيل في السابق، ولم تخترق الأجواء العراقية ». يذكر أن قوات الحرس الثوري الإيراني والطائرات والمدفعية التركية، تقصف منذ فجر الخميس بشكل مكثف ومتقطع القرى الحدودية الكردية في سفوح جبال قنديل، في حدود محافظة أربيل ومناطق نيروة وريكان بمحافظة دهوك، ومنطقة خواكورك في المثلث الحدودي بين العراق وإيران وتركيا؛ بذريعة مطاردة عناصر حزب العمال الكردستاني المعارض لتركيا، والمتحالف مع حزب بيجاك المناهض لإيران.

وكان اللواء جبار ياور، الناطق الرسمي باسم قوات حماية إقليم كردستان، ووكيل وزارة شؤون البيشمركة، قد أكد في تصريح سابق لـ«الشرق الأوسط»، أن عمليات القصف الإيراني والتركي للمناطق الحدودية، تأتي ردا على النشاطات المسلحة لعناصر الحزبين المذكورين ضد القوات الإيرانية والتركية في عمق أراضي البلدين. هذا وكانت حكومة الإقليم قد أبرمت الشتاء الماضي اتفاقا مع السلطات الإيرانية، عشية زيارة وزير الخارجية الإيراني لإقليم كردستان، يقضي بوقف عمليات القصف الإيراني على القرى الكردية الحدودية، مع الإبقاء على حق إيران في قصف المناطق، التي ينطلق منها المسلحون المعارضون، وكان الاتفاق قد ساهم في تهدئة الأوضاع على الحدود لثلاثة أشهر تقريبا، عاد خلالها الكثير من القرويين النازحين إلى مناطقهم في سفوح جبال قنديل، إلا أن القوات الإيرانية استأنفت مؤخرا قصفها لتلك المناطق، بعد أن تجدد هجمات عناصر بيجاك على القوات الإيرانية وثكناتها على حدود إقليم كردستان، وكان آخرها الهجوم، الذي شنه مسلحو بيجاك الأسبوع الماضي على معسكر للجيش الإيراني، قرب بلدة مريوان الكردية، ما أسفر عن مقتل نحو 20 جنديا إيرانيا.

من جانبه، أكد وكيل وزارة الخارجية العراقي محمد الحاج، أن العراق سبق وان اعلم الجانب الإيراني بضرورة التعاون في مجال إنهاء وجود اي عناصر قد تشكل خطرا عليهم، لكن قيامهم بـ«اختراق الأراضي العراقية وقصف مناطق معينة، هو أمر مرفوض وغير مبرر». وأضاف الحاج لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه الخروقات تعد اعتداء صارخا بحق العراق، وهي تحدث باستمرار من قبل الجانب الإيراني، والحكومة العراقية ترفض هكذا خروقات أو أعمال تجري داخل أراضينا، وسبق أن قدمنا العديد من مذكرات الاحتجاج للإيرانيين بضرورة الامتناع عن هكذا أعمال، لكنهم لا يستجيبون لطلباتنا».