اليمن: 7 قتلى بينهم 5 عسكريين في استمرار لأعمال العنف بين مسلحين والجيش

مسؤول يمني لـ «الشرق الأوسط»: 20 مصابا من عناصر الأمن في المواجهات

TT

لقي 7 يمنيين مصرعهم بينهم 5 من الجيش ومدنيين اثنين، في استمرار لأعمال العنف في اليمن، والتي بدأت في السابع والعشرين من أبريل (نيسان) الماضي. وقال ياسر اليماني، الوكيل الأول لمحافظة لحج اليمنية لـ«الشرق الأوسط» إن شخصين سقطا في مواجهات أمس، وإن حصيلة الضحايا منذ اندلاع المواجهات في ردفان بين القوات الحكومية والمواطنين في السابع والعشرين من أبريل (نيسان) الماضي، بلغت سبعة قتلى، هم خمسة مواطنين وجنديان، نافيا أية علاقة للجيش اليمني بالأمر بقوله إن «الجيش بريء» من دمائهم. كما كشف اليماني أن هناك أكثر من 20 مصابا من أفراد الجيش والأمن في تلك المواجهات. وأضاف المسؤول اليمني متهما «بعض العناصر الخارجة على النظام والقانون» بالتورط في تلك الأحداث، وهي العناصر التي تعمل على «مهاجمة بعض النقاط العسكرية التي توفر الأمن والاستقرار على خط السير إلى صنعاء، عدن، لحج، الضالع وردفان».

وقال اليماني إن «هذه العناصر تستحدث بعض النقاط الأمنية وتقوم بتفتيش السيارات وتتعرف على هوية راكبيها بواسطة البطاقة الشخصية، ثم تقوم بقتل الأبرياء الآمنين ونهب الممتلكات الخاصة والعامة».. مشيدا في الوقت ذاته بـ«أبناء ردفان الذين لهم أدوار بطولية مشرفة منذ الثورة وحتى الوحدة المباركة، وأنهم لن يقبلوا بمثل هذه الممارسات من قبل تلك العناصر». ووصف اليماني ما يحدث في ردفان بأنه «عصابات تعمل على زعزعة الأمن والاستقرار». وقال أيضا: «لسنا ضد أية مسيرات أو مهرجانات سلمية، لكن لسنا مع أن تصل إلى إقلاق أمن المواطنين».

وقد لقي شاب مصرعه وجرح ثلاثة آخرون في تجدد للمواجهات في مديرية ردفان بمحافظة لحج بين مسلحين من أبناء المنطقة وقوات من الجيش. وقال شهود عيان في المنطقة لـ«الشرق الأوسط» إن الشاب سقط أمام منزله جراء القصف المدفعي المتواصل منذ خمسة أيام على مشارف مدينة الحبيلين، مركز مديرية ردفان، التي يسيطر عليها مدنيون مسلحون منذ أيام بعد طرد قوات الأمن والجيش ومسؤولي السلطة المحلية منها.

وكانت الاشتباكات اندلعت عقب استحداث الجيش لمواقع عسكرية وسط القرى، في وقت كانت فيه قوى «الحراك الجنوبي السلمي» تنظم احتجاجات في جميع المحافظات اليمنية الجنوبية السبع التي تعيش منذ مطلع عام 2006م على إيقاع حركات احتجاجية شعبية تعاظمت في الآونة الأخيرة وارتفع سقف مطالبها من «إصلاح مسار الوحدة اليمنية» إلى الدعوة علانية «للعودة عن الوحدة» وما يسميه البعض بـ«الاستقلال».

الوضع المتوتر في جنوب اليمن عموما، وفي مديرية ردفان خصوصا وهي المديرية التي تمثل للجنوبيين رمزا سياسيا غاية في الأهمية لأن أول شرارة للثورة اليمنية والكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني انطلقت منها، أثار مخاوف في الشارع اليمني من العودة إلى ما قبل توحد شطري اليمن في 22 مايو (أيار) عام 1990م ومن العودة إلى حروب شطرية وأهلية طاحنة سبق أن أتت على قيادات وكوادر يمنية تقدر بعشرات الآلاف.

ويثير انخراط العشرات من مشائخ القبائل اليمنية الجنوبية خلال الأسابيع القليلة الماضية في الأحداث مخاوف لدى شرائح يمنية واسعة من انفجار وشيك للأوضاع، حتى منظمات المجتمع المدني بدأت بالتنديد بما يجري في الجنوب، هذا بالإضافة إلى اهتمامات الخارج المجاور وغير المجاور بما يجري في جنوب اليمن الذي يبدو ـ كما يقول المحللون ـ أنه مرشح لتطورات في المستقبل القريب العاجل، خاصة أن مصالح كثير من اليمنيين الشماليين والجنوبيين تداخلت خلال السنوات التسع عشرة الماضية على الوحدة، وهو ما يزيد الأمور تعقيدا.