الشرطة العراقية: انتحاري كركوك سوري الجنسية وعمل كمفتٍ شرعي للقاعدة في ديالى

مسؤول أمني لـ «الشرق الأوسط» : حمادة خضع لعملية جراحية.. وأفراد الشرطة تبرعوا له بالدم

الانتحاري الذي عرفته الشرطة العراقية بأنه عمار عفيف حمادة ممددا وهو مغمى عليه إثر تلقيه ضربات على الرأس قبل أن يتمكن من تفجير نفسه. والصورة الثانية أفراد من الشرطة العراقية يحملونه لدى إلقاء القبض عليه. (رويترز)
TT

أثارت عملية القبض على انتحاري يرتدي حزاما ناسفا داخل حسينية الزهراء بمدينة كركوك، أول من أمس، تساؤلات عدة حول كيفية نجاح الانتحاري في الوصول إلى حي ذي غالبية شيعية، وكيفية نجاح الشرطة في القبض عليه قبل تفجيره الحزام الناسف في حشد من المصلين الشيعة أثناء صلاة الجمعة.

وفي حوار مع «الشرق الأوسط» قال العميد سرحد قادر قائد قوات شرطة الاقضية والنواحي في كركوك إن الانتحاري يدعى عمار عفيف حمادة، وهو من أهالي بلدة دير الزور السورية، وكان بحوزته بطاقة عراقية مزورة تحمل اسم محمد حسين حردان. وأضاف أن الانتحاري السوري الجنسية يبلغ من العمر 19 عاما، وأنه ينتمي إلى تنظيم «دولة العراق الإسلامية» التي يقودها أبو عمر البغدادي، الذي أعلنت السلطات العراقية عن القبض عليه في بغداد الأسبوع الماضي.

وعن كيفية اعتقال الانتحاري، قال قادر «حاول حمادة اقتحام حسينية الزهراء في حي الواسطي ذي الغالبية الشيعية والكائن على الطريق العام المؤدي إلى العاصمة بغداد، لكن حراس الحسينية المكلفين بحماية المصلين أثناء صلاة الجمعة شكوا في أمره وحاولوا إعاقة مروره، فبادر بإطلاق النار على احد الحراس من مسدس كان يحمله تحت قميصه، وأرداه جريحا، لكن بقية الحراس وعددا من المصلين هاجموه من كل الاتجاهات وطرحوه أرضا، وشدوا وثاقه من خلاف، وقطعوا فورا الأسلاك الموصلة بأصابع الديناميت التي كان يحملها في حزام تحت القميص».

وأوضح العميد قادر بأن «احد الحراس ضرب الانتحاري بقضيب حديدي على رأسه قبل أن يطرحه أرضا ما أسفر عن إصابته إصابة بليغة، مع نزيف حاد في رأسه نقل على إثرها إلى المستشفى الجمهوري بكركوك لتلقي العلاج، وقد تبرع له عناصر من الشرطة بكميات من الدم اللازم لإجراء العملية الجراحية له».

وقال العميد قادر «خضع الانتحاري حمادة إلى عملية جراحية في رأسه على يد أطباء متخصصين في كركوك لكن جمجمة رأسه ودماغه سليمان، وهو الآن تحت العناية المركزة في المستشفى، فيما الجهات المعنية في الشرطة والقضاء تنتظر شفاءه من الإصابة لإجراء التحقيق معه، لأن ما يتفوه به من جمل وكلمات لا يؤخذ بعين الاعتبار في التحقيقات الرسمية كونه تحت تأثير البنج الطبي».

وأشار قائد الشرطة إلى أن «الانتحاري كان قد تعاطى مواد مخدرة قبل الشروع بتنفيذ العملية الانتحارية الفاشلة، لأنه كان يتفوه بجمل وكلمات غير مترابطة وغير مفهومة بعد عملية القبض عليه، لكنه اقر بوصوله إلى العراق قبل عامين ونصف حيث عمل خلال الأشهر الستة الماضية كمفت شرعي في تنظيم دولة العراق الإسلامية في (ديالى )علاوة على عمله في شؤون الإعلام ومواقع الانترنت».

من جانبه، قال اللواء تورهان يوسف قائد شرطة المحافظة بالوكالة، إن الانتحاري «أكد لنا انه أدى جميع الواجبات الجهادية، وقد اختير بديلا عنه في مجال الانترنت وجاء بملء إرادته ليفجر نفسه، ووصل إلى كركوك قبل ثلاثة أيام ضمن شبكة يجري البحث عنها في المدينة». وأوضح انه «أدلى باعترافاته قبل دخوله في حالة غثيان. حيث أكد الأطباء إصابته بنزيف في الدماغ جراء تلقيه ضربات على الرأس أثناء توقيفه قبل تفجير نفسه داخل حسينية الزهراء». وقال قائد الشرطة انه «خضع لعملية جراحية فجر السبت، وتبرع عناصر شرطة كركوك بستة أكياس من الدم، لكي يبقى على قيد الحياة لأنه مصدر كبير للمعلومات»، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف ان «الارهابي تلقى تدريبات اولية في مدينة حمص السورية قبل ان تلقي السلطات السورية القبض عليه اثناء مواجهتها المجموعات المتطرفة هناك».

وعلى صعيد ذي صلة، انفجرت عبوة ناسفة ظهر أمس مستهدفة سيارة مدنية كانت تقل عددا من العمال بالقرب من قرية البشير التي تقطنها غالبية تركمانية ـ شيعية القريبة من مركز مدينة كركوك. وقال العميد قادر إن «ثلاثة مدنيين لقوا حتفهم وأصيب اثنان آخران بجراح جراء تفجير العبوة الناسفة بجهاز تحكم عن بعد». ولم يشر ما إذا كانت الشرطة قد اعتقلت مشتبهين في منطقة الحادث بعد وقوعه أم لا. وفي مدينة الرمادي، غرب بغداد، أعلنت الشرطة العراقية اعتقالها ثلاثة مسلحين متهمين بارتباطهم بالجماعات المسلحة جنوب المدينة. وقال مصدر في شرطة الرمادي، لوكالة الأنباء الألمانية «اعتقلت عناصر من شرطة الرمادي اليوم السبت (أمس) ثلاثة أشخاص في جنوب الرمادي متهمين بالارتباط بتنظيم القاعدة وبحوزتهم أسلحة خفيفة». وأضاف أن «التحقيق جار مع المعتقلين لمعرفة مزيد من المعلومات، خاصة نشاطاتهم والمجموعات الأخرى التي يرتبطون بها». مشيرا إلى أن إجراءات احترازية مشددة اتخذت لمنع نشاط الجماعات المسلحة.