صحافي إسرائيلي يشارك في ندوة استضافتها قناة فضائية إيرانية

ناطقة باسم القناة: أجندتنا مستقلة عن الحكومة ولكننا لا ندعو إسرائيليين من السفارة

TT

دعت قناة فضائية باللغة الإنجليزية تابعة للحكومة الإيرانية صحافيا إسرائيليا، للمشاركة في ندوة سياسية على الهواء موضوعها مؤتمر العنصرية الذي نظمته الأمم المتحدة في جنيف قبل نحو الأسبوعين.

وهذه هي المرة الأولى التي يدعى فيها مراسل صحافي يعمل لحساب مؤسسة إعلامية إسرائيلية، للمشاركة في مؤسسة إعلامية إيرانية.

وأكدت ناطقة باسم قناة «برس تي في» «Press TV» الإيرانية في العاصمة البريطانية لندن، دعوة الصحافي الإسرائيلي أرييل مرغليت مراسل «القناة العاشرة» للتلفزيون الإسرائيلي التجاري في لندن إلى استوديوهات القناة في شمال لندن. وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «نحن قناة تلفزيونية مستقلة وأجندتنا لا علاقة لها بالحكومة الإيرانية». وأضافت الناطقة: «نحن نحاول أن نكون متوازنين ونقدم وجهتي النظر في أي موضوع نعرضه». وتابعت القول: «نحن أكيد لا نتعامل مع إسرائيل ومن له علاقة بالحكومة الإسرائيلية أو السفارة الإسرائيلية».

وردا على سؤال إن كانت القناة لا تمانع إجراء مقابلات مع إسرائيليين عاديين، قالت: «ليس مائة في المائة، لكن ليس لدينا مانع من إشراك صحافيين، كما إننا ندعو كثيرا من أصدقاء إسرائيل في بريطانيا للمشاركة في برامجنا».

ودعي الصحافي مرغليت إلى استوديوهات «press tv»، الأسبوع الماضي، للمشاركة في برنامج بعنوان «كنون». وكان مقابله في النقاش المحامي الفلسطيني، محمد بورال، وهو ابن عائلة لاجئين اضطرت للرحيل عن بيتها في اللد والوطن عموما إبان النكبة الفلسطينية عام 1948. وقال مرغليت لموقع «Ynet» الإلكتروني: «لقد شاهدو تقاريري للقناة العاشرة، وحصلوا على أرقام هواتفي، واتصلوا بي، وطلبوا مني المشاركة في البرنامج الذي يناقش مسألة ما إذا كانت إسرائيل دولة عنصرية، ورأيي في خطاب (الرئيس الإيراني محمود) أحمدي نجاد بالطبع».

وروى مرغليت أنه استغرب الدعوة في البداية، حيث إن هذه القناة تهاجم إسرائيل باستمرار. ولكنه لم يتردد في قبولها، حتى يطرح وجهة النظر الإسرائيلية بشكل موضوعي لأول مرة. غير أن مصادر في القناة العاشرة أفادت أنه اتخذ احتياطات أمنية معينة، بالتنسيق مع السفارة الإسرائيلية في لندن والأمن البريطاني. وقد استقبلته مديرة الإنتاج في مدخل المبنى وأبلغته بمبادرتها: «تستطيع أن تقول ما تفكر به من آراء بكل حرية، مهما تكن آراؤك، مع أن التلفزيون الإسرائيلي لا يبادر إلى إظهارنا نحن على شاشته». وتعهدت له بأن لا يتم إجراء أية عملية تحرير في أقواله بعد تسجيلها.

وأضاف مرغليت: «استقبلت بترحاب في استوديوهات لندن»، واصفا «التجربة بالمذهلة». وتابع القول: «إن الكل على ما يبدو كان يدرك حقيقة أن ما يحصل حدث غير عادي.. وأنا عوملت بطريقة حسنة».

وأشار إلى أنهم أكدوا له أن كلامه «لن يختصر ولن يغير. صحيح أنني تعرضت لهجوم من مدير النقاش، إلا أنني شعرت أنني كنت حرا في قول ما أريد.. وانتقدت إيران».

وعبر مرغليت عن تقديره للدعوة «خاصة أن هذه القناة تابعة للحكومة. وإنه لأمر جميل أن يعرف الإنسان أنهم قادرون على سماع الرأي الآخر». وبدأت الندوة بإعادة بث أقوال الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، في مؤتمر دربن، فقال الصحافي الإسرائيلي إنه يستغرب كيف يتكلم رئيس دولة عريقة مثل إيران عن العنصرية فقط ضد إسرائيل، مع أنه يعرف أن العنصرية منتشرة في العالم أجمع. من جانبه قال المحامي الفلسطيني إن العنصرية في إسرائيل مكرسة في القوانين وفي الممارسات عبر كل تاريخها.