نجاد يهاجم واشنطن ومجلس الأمن: طهران ستتصدى بحزم لمؤامراتكم

المرشح للرئاسةالإيرانية يتهمه بأخذ البلاد لـ«الهاوية»

TT

هاجم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس بشدة الولايات المتحدة ومجلس الأمن الدولي.

وقال نجاد في خطاب جماهيري أمس بمدينة كرج بشمال غربي طهران إن الأميركيين أرادوا من خلال غزوهم للعراق وأفغانستان أن يمهدوا الطريق لشن هجوم عسكري على إيران لكنهم أخفقوا في ذلك. ونقلت قناة «العالم» التلفزيونية الإيرانية عن نجاد قوله إن حكومته ستتصدى بحزم لمؤامرات الأجانب.

وقال نجاد «إن الذين يحتلون اليوم أفغانستان والعراق، كانوا يتصورون أن الأرضية تمهدت للهجوم على إيران إلا أنكم تصديتم لهم متحدين متلاحمين سائرين خلف القيادة والى جانب الحكومة الشجاعة المنبثقة من إرادتكم وأبعدتم تهديدهم عن ديار إيران العزيزة والى الأبد».

وأشار إلى إصدار مجلس الأمن الدولي حتى الآن 4 قرارات ضد إيران واصفا تلك القرارات بأنها «غير قانونية ومجحفة وفاقدة للأسس الحقوقية».

وأضاف نجاد «أنهم بالتالي اعترفوا بأنهم أخطأوا وكانوا يظنون أنهم بمجرد فرض العقوبات وإطلاق التهديدات وإصدار القرارات فإن الشعب الإيراني سيتنازل، وعند ذاك سيحل موعد الهجوم على الشعب»، حسب وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ).

وأشار نجاد إلى أن عهد غطرسة بعض القوى الكبرى قد وصل إلى نهاية المطاف وان عهد الشعوب قد بدأ. وقال مخاطبا هذه القوى: «لقد كذبتم على مدى 60 عاما وحاولتم خداع الشعوب وخلقتم جرثومة باسم الكيان الصهيوني العدواني والإجرامي الذي شغله الشاغل هو التهديد دوما».

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) عن نجاد قوله: «إنهم يطلقون صفة الإرهابيين على أبناء الشعب الفلسطيني الذين لا ذنب لهم سوى المقاومة والدفاع عن أرضهم وديارهم».

وأكد نجاد: «لقد ولى عهد غطرستكم ووصل الكيان الصهيوني الغاصب إلى نهاية المطاف ولا طريق أمامه سوى الإذعان للحقيقة».

وقال «إن صنيعتكم هذه خذوها معكم أو بادروا إلى إجراء استفتاء». وتابع: «إذا لم تقبلوا بطريق الحل الإنساني فان سواعد الشعوب ستطيح بكم وستقوم بتنفيذ الحق والعدالة».

وأشار إلى أن «الصهاينة عديمو الحياء قد أنذروا العديد من أبناء الشعب الفلسطيني وحددوا لهم موعدا لإخلاء منازلهم» وأضاف «إنهم يريدون إن يأتوا بمجاميع من اللصوص المحترفين وإسكانهم في هذه الأرض، فأين الأمين العام للأمم المتحدة وأدعياء حقوق الإنسان لكي يوصلوا صوت الشعوب إلى أسماع العالم».

ونصح نجاد هذه القوى قائلا: «اقلعوا عن الإجرام وإلا فان سواعد الشعوب ستقلعكم من جذوركم».

وقال الرئيس الإيراني إن الانتصار النووي الذي حققه الشعب الإيراني هو انتصار لجميع الشعوب المظلومة التي تكافح ضد الهيمنة.

ومن جهته وجه المرشح الإيراني المحافظ في انتخابات يونيو (حزيران) الرئاسية محسن رضائي انتقادات حادة أمس إلى نجاد، متهما إياه بأخذ البلاد إلى شفير «الهاوية».

وقال رضائي في مؤتمر صحافي إن «الطريق التي يتبعها أحمدي نجاد تقود إلى الهاوية» مؤكدا انه «لطالما انتقد» الرئيس.

وحتى الان لم يعلن أحمدي نجاد ترشحه لولاية ثانية، فيما يبدو رضائي القائد السابق للحرس الثوري الايراني المرشح الوحيد حتى الساعة من معسكر المحافظين.

وعلق رضائي على مواقف أحمدي نجاد حيال الملف النووي الايراني «اعتقد أن كلام أحمدي نجاد ينطوي على المجازفة». وتخضع إيران لعقوبات من مجلس الأمن الدولي بسبب رفض تعليق برنامجها تخصيب اليورانيوم. كما انتقد رضائي السياسة الاقتصادية التي ينتهجها الرئيس متهما إياه «ببعثرة المال في أنحاء البلاد». وشكك اقتصاديون في سياسة النفقات العامة التي تعتمدها الحكومة والتي ساهمت بشكل كبير في تفاقم التضخم.

وعلى صعيد السياسات الخارجية اعتبر رضائي أن «الغرب والولايات المتحدة بحاجة إلينا اليوم». بالتالي دعا الى الاستجابة لمبادرات الإدارة الأميركية المنفتحة حيال إيران، معتبرا أن على طهران «استغلال حاجاتهم هذه لخدمة مصالحنا الوطنية»، رافضا «السلبية وكذلك المجازفة».

كما انتقد ضمنيا تصريحات أحمدي نجاد حول المحرقة التي وصفها بـ«الخرافة»، معتبرا أنها «مسألة تاريخية ينبغي عدم استخدامها سياسيا».