أفغانستان: انسحاب منافس قوي لكرزاي من السباق الرئاسي

«البلدوزر» فضل منصب حاكم إقليم ننكرهار

كرزاي بجانب غل آغا شيرزاي حاكم إقليم ننكرهار في قندهار عام 2004 («الشرق الأوسط»)
TT

أعلن حاكم إقليم ننكرهار غل آغا شيرزاي أول من أمس أنه سوف ينسحب من السباق الرئاسي، وبذلك تُزال إحدى العقبات الصعبة المحتملة أمام الحملة الانتخابية للرئيس الأفغاني حميد كرزاي من أجل إعادة انتخابه رئيسا للبلاد. وكان يُنظر على نطاق واسع إلى شيرزاي على أنه منافس قوي. وقبل يوم واحد، أعلن خالد باشتون، وهو متحدث باسم الحملة الانتخابية للحاكم، أن نائب الرئيس الحالي أحمد ضياء مسعود، الذي قال إنه لن يخوض الانتخابات مع الرئيس كرزاي، سوف ينضم إلى بطاقة شيرزاي. ولكن يوم السبت، قال شيرزاي للصحافيين بعد اجتماع استمر على مدار أربع ساعات مع الرئيس كرزاي مساء أول من أمس إنه قرر الانسحاب من السباق، هذا حسب ما أوردته قناة «تولو» التلفزيونية الإخبارية المستقلة. ولم يعط شيرزاي تفاصيل الأسباب التي دفعته إلى اتخاذ هذا القرار، ولكنه أكد أنه قطع شوطا طويلا في عملية التخطيط للحملة الانتخابية، بما فيها العمل مع مسعود والتعاون مع قيادي شيعي وهو سيد حسين أنواري ليكون النائب الثاني للرئيس على بطاقته. ويطلق على شيرزاي لقب «البلدوزر» لقدرته على القيام بما يريد، وهو من قيادات المجاهدين السابقين، حارب مع القوات الأميركية ضد طالبان ويحظى بشعبية، وربما كان هو الشخص الوحيد الذي كان يمكن أن ينافس الرئيس كرزاي في مستوى الشعبية في أفغانستان. وعلى الرغم من ماضيه، الذي يتضمن مزاعم بالفساد والاستفادة من المخدرات والقسوة ضد الأعداء، فإن شيرزاي كان يحشد دعما وطنيا لترشيحه في الأشهر الأخيرة. وفي مقابلة أجريت معه الشهر الماضي، قال إن الشعب الأفغاني يريد قياديا جديدا وقويا يمكن أن يحقق السلام، وأنه يرى أنه الشخص الذي يمكنه أن يحقق ذلك. وانتقد كرزاي قائلا إنه فشل في تقديم قيادة قوية وأنه فقد الدعم من الحلفاء الغربيين. ويذكر أن شيرزاي، الذي ينظر إليه الجيش الأميركي على أنه واحد من حكام الأقاليم الأكثر نجاحا، واجتمع مع باراك أوباما، عندما كان سيناتور عن ولاية إلينوي، في أفغانستان الصيف الماضي. كما أنه حضر حفل تنصيب الرئيس أوباما بصفته الشخصية. وكما هو الحال مع كرزاي، فإن شيرزاي من البشتون، أكبر المجموعات العرقية في أفغانستان، كما أنه من أحد أكبر القبائل، بركزاي، التي جعلت له موقعا بارزا لسحب الدعم من كرزاي. وتبقى الانتخابات الرئاسية في أفغانستان مقسمة بالأساس بين الاتجاهات الإثنية، وربما لا يمكن إلا لأحد البشتون أن يحقق نسبة «50 في المائة +1». وعلى الرغم من أن أكبر تنظيم معارض، الجبهة المتحدة، يتشكل من القبائل الشمالية من غير البشتون، فقد كان من المحتمل أن يجابه كرزاي تهديدا أكبر من منافس يمكن أن يهدد قاعدة الدعم بين البشتون. وثمة حالة من الاستياء بين البشتون، الذين يمثلون دعامة أساسية لقوة طالبان، ولذا فإنهم يتحملون المتاعب الأكبر من الأعمال التي تستهدف التمرد والتي تقوم بها الولايات المتحدة. ومن المتوقع أن يخوض عدد من المرشحين البشتون السباق، ومن بينهم وزيري مالية سابقين: أنور الحق أحادي وأشرف غاني، ولكن لا يبدو أن أيا منهما لديه الشعبية الكافية لهزيمة كرزاي. واشتكى أحادي وغاني وآخرون من أن كرزاي ستكون له الميزة الكبيرة في السباق بحكم منصبه الحالي. واختير وزير خارجية سابق يستخدم اسما واحدا، الدكتور عبد الله، مرشحا للجبهة الموحدة، ولكن سيكون عليه السعي من أجل كسب مقدار كاف من الدعم خارج شمال أفغانستان لإزاحة كرزاي من منصبه. ويجب أن يسجل المرشحون للانتخابات الرئاسية في 20 أغسطس (آب) ترشيحاتهم خلال فترة أسبوعين تبدأ يوم الاثنين. وحتى الآن، فإن معظم المرشحين المحتملين يناورون من أجل منصب ويتفاوضون مع شركاء انتخابيين محتملين. ولم يقدم كرزاي حتى الآن أوراق ترشيحه على الرغم من أنه أعلن أنه ينوي أن يسعى من أجل فترة رئاسية ثانية من خمسة أعوام. وأعرب بشتون، المتحدث باسم حملة شيرزاي، عن إحباطه الشديد من انسحاب الحاكم من السباق الرئاسي، وقال: «لم يتشاور شيرزاي مع أصدقائه في هذا القرار. الشيء الوحيد الذي يمكن أن نخمنه هو أنه لم يشأ ترك منصب حاكم إقليم ننكرهار. ويجب على المرشحين الذين يخوضون السباق الرئاسي أن يستقيلوا من مواقعهم الحكومية، فيما عدا بالنسبة للرئيس. وقال شيرزاي يوم السبت إنه بالإضافة إلى ترك السباق، فإنه استقال من منصب الحاكم. ولكن أوردت قناة «تولو» أنه في الوقت الذي رحب فيه كرزاي بقرار شيرزاي خوض الانتخابات الرئاسية، فإنه رفض قبول استقالته من منصب الحاكم. وأكد عز حق فايز، مستشار مسعود، على أنه اجتمع مع شيرزاي ولكنه قال إنهم لم يصلوا إلى اتفاق نهائي بشأن خوض الانتخابات معا. ووضع مسعود شرطا واحدا: أنه إذا أصبح شيرزاي رئيسا، فإن عليه أن يغير النظام الرئاسي الأفغاني إلى النظام البرلماني. وقال فايز لم يتم التوصل إلى شيء واتفقوا على الاجتماع يوم الأحد أو الاثنين للمزيد من المحادثات.

* خدمة «نيويورك تايمز»