المكسيك تؤكد أن المرض دخل مرحلة التراجع.. وتنتقد التمييز ضد مواطنيها وحظر السفر لأراضيها

بريطانيا تتوقع المزيد من الإصابات ولكنها تشير إلى احتواء الإنفلونزا

TT

على الرغم من استمرار اكتشاف حالات مرض بإنفلونزا الخنازير، المعروف باسمه العلمي «إتش 1 إن 1»، في بلدان جديدة، كان آخرها كولومبيا، أمس، فقد أكدت المكسيك أن المرض دخل «في مرحلة التراجع»، كما أكدت بريطانيا أنها تمكنت من السيطرة على السلالة الجديدة للإنفلونزا.

وقال وزير الصحة المكسيكي خوسيه انخيل كوردوفا، أمس، إن إنفلونزا الخنازير «دخل في مرحلة التراجع» إلا أن الحذر لا يزال ضروريا. وأضاف كوردوفا، في مؤتمر صحافي، أن فترة ذروة الوباء في البلاد من 23 حتى 28 أبريل (نيسان)، مشددا مع ذلك على أهمية «عدم التراخي في أي من الاحتياطات».

وانتقدت المكسيك أيضا قرارات بعض البلدان بحظر السفر إليها، كما اتهمت الصين التي تحتجز عشرات النزلاء في فندق في هونغ كونغ بعد اكتشاف مكسيكي مصاب بالإنفلونزا من بين النزلاء، بفرض إجراءات حجر صحي تمييزية، ونصحت مواطنيها بالابتعاد عن هذه الدولة الآسيوية. وأدانت وزيرة الخارجية المكسيكية باتريشيا ايسبينوزا الصين وأربع دول في أميركا اللاتينية لتقييد الرحلات من المكسيك، وانتقدت في مؤتمر صحافي السلطات في هونغ كونغ لإغلاقها فندق متروبارك أول من أمس لمدة أسبوع، بعدما أوضحت نتائج اختبارات أن رجلا مكسيكيا عمره 25 عاما مصاب بالفيروس. وصدرت أوامر لنحو 200 نزيل و100 عامل بالفندق بالبقاء فيه لمدة سبعة أيام. وتم إعطاء الأشخاص بالداخل علاجا لمدة عشرة أيام بعقار تاميفلو الذي يعتقد أنه فعال ضد هذه السلالة من الإنفلونزا.

وقالت ايسبينوزا: «نشعر بقلق خاص حيال الصين التي عزل فيها مواطنون مكسيكيون لم تظهر عليهم أي دلائل على الإعياء في ظروف غير مقبولة». وتقول المكسيك إن مواطنيها في أجزاء مختلفة من الصين واجهوا تمييزا بعد اشتباهات في حمل إنفلونزا الخنازير. وقالت: «هذه إجراءات تمييزية بدون أساس. توصي وزارة الخارجية بتجنب السفر إلى الصين حتى يجري تصحيح هذه الإجراءات». كما أدانت إضافة إلى الصين، الأرجنتين وبيرو والإكوادور وكوبا لتعليقها رحلات من المكسيك بسبب انتشار الإنفلونزا، علما بأن المكسيك ترتبط تقليديا بعلاقات جيدة مع كل هذه الدول.

وفي بريطانيا، أعلن وزير الصحة البريطاني آلان جونسون، أمس، أنه تم احتواء انتشار إنفلونزا الخنازير في بريطانيا، لكنه أوضح أنه ستكون هناك المزيد من الحالات المؤكدة. وأضاف أنه يتعين على مسؤولي الصحة الاستعداد لمواجهة موجة أكثر خطورة من الفيروس الجديد «إتش1إن1» في وقت لاحق من العام.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن الإنفلونزا لم تنتشر بشكل متواصل خارج أميركا الشمالية، لكنها ما زالت تحذر من أن الفيروس الذي لا يمكن التكهن به سيصبح وباء على الأرجح. وقال جونسون لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية: «الوباء يصور فقط الانتشار الجغرافي ولا يصور الخطورة. ولأننا تمكنا حتى الآن من التأثير على الناس لعزله.. فإنني أعتقد أنه تم احتواؤه». وأضاف: «ستحدث المزيد من الحالات وهناك 15 حالة مؤكدة في الوقت الراهن. هذا العدد سيرتفع، ليس هناك أدنى شك في ذلك ولكن جميع الأدلة تشير في الوقت الراهن إلى أن بوسعنا محاصرته واحتواؤه وعلاجه بفاعلية». وقال مسؤولو الصحة في بريطانيا، في وقت لاحق، إن الفحوص أثبتت إصابة ثلاثة أشخاص آخرين بالإنفلونزا وهم رجل في اسكتلندا وطفلان من منطقة لندن. وقالت وكالة حماية الصحة إن أحد الطفلين عاد أخيرا من زيارة للولايات المتحدة والآخر كان على اختلاط وثيق بشخص زار المكسيك في الآونة الأخيرة. ويجرى حاليا فحص 716 حالة أخرى للاشتباه في إصابتها بالمرض.

وجاء ذلك في وقت أعلنت فيه منظمة الصحة العالمية، أمس، أن معاملها أكدت 787 حالة إصابة بفيروس «إتش1 إن1» في 17 دولة بالعالم، وقالت إن هناك 19 حالة وفاة مؤكدة في المكسيك جراء المرض. وعدد المصابين الذين تعلن عنهم منظمة الصحة العالمية يقل عن العدد الذي يعلن على مستوى الدول ولكن ينظر للنتائج على أنها أكثر مصداقية من الناحية العلمية. إلا أن كولومبيا أعلنت لاحقا أنها الدولة الـ18 التي تكتشف وصول المرض إليها.

وتفيد أحدث أرقام المنظمة أن 506 أشخاص أصيبوا في المكسيك و160 في الولايات المتحدة، وهما الدولتان الأكثر تضررا بالإنفلونزا التي تعرف على نطاق واسع باسم إنفلونزا الخنازير. وشهدت الولايات المتحدة حالة وفاة واحدة ذكرت السلطات أنها لطفل مكسيكي. وأعلنت المنظمة في وقت سابق، أمس، أن هناك 397 حالة إصابة و16 حالة وفاة في المكسيك. وقالت الوكالة التابعة للأمم المتحدة إن أرقامها تعدلت بسبب «الاختبارات المستمرة للعينات التي جمعت في السابق» وليس حالات الإصابة التي أبلغ عنها حديثا.

وأعلنت الحكومة المكسيكية، أول من أمس (السبت)، أن من بين أكثر من مائة حالة وفاة يشتبه أنها نتيجة الإصابة بالفيروس تأكدت 19 حالة. وكانت التقديرات السابقة لعدد الوفيات المشتبه في أنها ناجمة عن الفيروس 176 حالة. وأعلنت المنظمة عدد حالات الإصابة المؤكدة على النحو التالي ودون وفيات: النمسا 1، كندا 70، هونغ كونغ 1، كوستاريكا 1، الدنمرك 1، فرنسا 2، ألمانيا 6، أيرلندا 1، إسرائيل 3، هولندا 1، نيوزيلندا 4، كوريا الجنوبية 1، إسبانيا 13، سويسرا 1، وبريطانيا 15.

وأعلنت وزارة الصحة الإسبانية أن عدد الإصابات المؤكدة بإنفلونزا الخنازير في البلاد ارتفع الأحد إلى أربعين حالة بعدما بلغت حصيلة سابقة عشرين إصابة، لافتة إلى نقل ست حالات فقط إلى المستشفيات.

وفي كولومبيا، أعلن وزير الرعاية الاجتماعية في كولومبيا دييغو بالاثيو، أمس، رصد أول إصابة بإنفلونزا الخنازير في بلاده لدى كولومبي يقيم قرب العاصمة بوغوتا. وقال بالاثيو في مؤتمر صحافي في بوغوتا «تلقت الحكومة الكولومبية أمس إخطارا من مركز المراقبة والوقاية من الأمراض في الولايات المتحدة بأن إحدى العينات الـ18 التي أرسلت إليه ثبت أنها تحمل الفيروس» المسبب لإنفلونزا الخنازير. وأوضح الوزير أن المريض سافر أخيرا إلى المكسيك وتوجه إلى أحد المستشفيات حيث جرت متابعته، مشيرا إلى أن الرجل عاد إلى منزله في مقاطعة غوندينامركا القريبة من بوغوتا و«يتلقى كل العلاج الذي تستدعيه حالته».

وأكد الوزير أن 108 مرضى يخضعون حاليا لمراقبة خاصة في كولومبيا خشية إصابتهم بالفيروس، في حصيلة أكثر ارتفاعا بكثير من حصيلة أمس الأول التي تحدثت عن 29 حالة مشتبها بها. وقال الوزير أيضا «نحن الدولة الـ18»، في إشارة إلى قائمة الدول الـ17 التي رصدت فيها إصابات وفقا للتقرير الأخير الصادر (الأحد) عن منظمة الصحة العالمية.

وفي دمشق، أعلن مسؤول في وزارة الزراعة السورية، أمس، أن الوزارة طلبت من المزارعين وقف تربية الخنازير، في تصريح نقلته وكالة الأنباء السورية (سانا). ونقلت الوكالة عن زياد نمور مدير الصحة الحيوانية في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي، أن الوزارة لم تصدق على قرار بذبح الخنازير، وإنما «اتفقنا مع المربين على إنهاء الحيازات الصغيرة وعدم الاستمرار بالتربية لكونها حيازات قليلة ومحدودة وليست ضمن مزارع مرخصة أصولا».

من جهة أخرى، أعلن مسؤولو الصحة الكنديون أنهم عثروا على فيروس «إتش1إن1» في قطيع خنازير في إقليم ألبرتا، إلا أن الغريب في الأمر أن الخنازير التقطت العدوى من رجل. وقالت الوكالة الكندية للتفتيش على الأغذية إن القطيع أصيب على ما يبدو بالفيروس من شخص سافر في الآونة الأخيرة إلى المكسيك. وفيروسات الإنفلونزا لا تؤثر على سلامة لحوم الخنازير، وذلك حسب ما ذكرت منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) التي حذرت من فرض قيود تجارية على الخنازير أو منتجات لحوم الخنازير، إلا أن هناك 15 دولة اتخذت إجراءات لمنع استيراد لحوم الخنازير الآتية من الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، كإجراء وقائي. وقد دفع ذلك بأربع منظمات دولية إلى انتقاد البلدان التي حظرت استيراد لحوم الخنازير. وأكدت المنظمة العالمية للصحة، ومنظمة الأمم المتحدة للتغذية والزراعة، والمنظمة العالمية للتجارة، والمنظمة العالمية للصحة الحيوانية، أن لحم الخنزير «ليس مصدر عدوى» طالما أنه يجرى إعداده طبقا للقواعد الصحية الأساسية. وأضافت هذه المنظمات في البيان «لذلك ليس ثمة أي مبرر لفرض تدابير تجارية على استيراد الخنازير ومشتقاتها». وذكرت أنه «لا يتوافر حتى اليوم أي دليل على أن الفيروس (إنفلونزا الخنازير) ينقل عبر المواد الغذائية».