مصر: اشتباكات بين الشرطة ومربي الخنازير احتجاجا على سوق الحيوانات للذبح

قوات الأمن تعتقل 14 شخصا.. وتتأكد من منح المعترضين تعويضات

شبان من أصحاب مزارع الخنازير في القاهرة يرمون عناصر الشرطة بالحجارة خلال الاشتباكات أمس (أ.ب)
TT

وقعت مواجهات عنيفة أمس بين مربي الخنازير في القاهرة، وقوات شرطة مكلفة بإعدام الخنازير، تنفيذا لقرار حكومي يرفضه المربون.

وأصيب في المواجهات التي وقعت في حي منشية ناصر (جنوب العاصمة المصرية) ثمانية من ضباط في الشرطة، بسبب إلقاء الحجارة والزجاج عليهم. ورد مئات من رجال الشرطة وقوات مكافحة الشغب بإلقاء القنابل المسيلة للدموع وإطلاق الرصاص المطاطي على المتظاهرين ومعظمهم من الشبان. وألقت قوات الأمن القبض على 14 شخصا من بين الأهالي الغاضبين الذين أتلفوا أيضا العديد من سيارات الشرطة.

وحاولت قوات الأمن السيطرة على الموقف فدفعت بتعزيزات كبيرة شملت 20 سيارة أمن مركزي (ناقلات جنود)، و10 سيارات شرطة والعديد من السيارات المصفحة، ونحو 20 سارة إسعاف ومطافئ، وطوقت المنطقة. لكن مدير أمن القاهرة اللواء إسماعيل الشاعر لم يتمكن من دخول المنطقة إلا في سيارة إسعاف بصحبة الأنبا سمعان من (قيادات كنيسة منشية ناصر)، حتى يتمكن من لقاء تجار الخنازير، ويتفاوض معهم كي يسمحوا لقواته برفقة لجنة من الطب البيطري، بتنفيذ القرار الحكومي بإعدام الخنازير.

وقال الشاعر «إن هناك قلة من أصحاب مزارع الخنازير اعترضوا على عدم إعطائهم مبالغ التعويضات، وقاموا بطلب التعويضات قبل إعدام الخنازير». وأشارت صحيفة «الأهرام» الحكومية إلى خطة لصرف تعويضات من 100 جنيه (14 يورو) عن كل رأس خنزير و250 جنيها (35 يورو) عن أنثى هذا الحيوان. وأضاف الشاعر أنه تم القبض على 14 عاملا من مثيري الشغب، ويجري الآن إقناع أصحاب الأهالي بتسليم الخنازير، والتأكيد على حصولهم على التعويضات اللازمة.

وأصدر عبد العظيم وزير محافظ القاهرة تعليماته بتواجد 15 فرقة نظافة بمنطقه منشية ناصر، تحتوى كل فرقة على 15 عامل نظافة، وذلك من أجل تنظيف جميع الطرق التي نشبت بها المواجهات. وصرح اللواء محمد نبيل نبوي رئيس الهيئة العامة لنظافة القاهرة، أنه سوف يتم رفع جميع المخلفات الناتجة عن تربية الخنازير داخل المنطقة بعد تسلم الخنازير وإعدامها، وسوف يتم تطهير جميع أماكن تواجد الخنازير فور إخلاء الحظائر، حفاظا على صحة المواطنين والتأكد من سلامة المنطقة من مرض إنفلونزا الخنازير.

ويعيش نحو 50 ألف مواطن بحي منشية ناصر، معظمهم من الأقباط، تعمل غالبيتهم العظمى في مجال جمع القمامة وتربية الخنازير. وعلى الرغم من عدم ظهور أي حالة إصابة بإنفلونزا الخنازير في مصر، فقد اتخذت الحكومة المصرية قرارا بإعدام جميع الخنازير في شتى أنحاء البلاد، تحسبا لانتشار فيروس «أن1 اتش1». وأخضعت السلطات الرقابية بمصر منافذ البلاد لإجراءات مشددة على القادمين إليها، خاصة من الدول التي ظهر بها إصابات بمرض إنفلونزا الخنازير.

وقالت الناشطة المصرية لحقوق الحيوانات أمينة أباظة، إن قرار الحكومة القضاء على قطعان الخنازير كلها يبدو وكأنه «يستهدف الأقباط». وأضافت أمينة الممثلة الأولى للجمعية الدولية لحقوق الحيوان في مصر لوكالة الصحافة الفرنسية: «أثيرت كل هذه الضجة فيما لم ترصد حالة واحدة من إنفلونزا الخنازير بعد في مصر». وقالت: «أتساءل إن لم يكن القرار اتخذ لأن الخنازير ملك المسيحيين الأقباط». وأضافت: «فيما برزت حالات كثيرة من إنفلونزا الطيور في مصر، لم يتخذ أي قرار بالقضاء على الطيور كلها، وما زال الناس يعيشون إلى جانب الدواجن».

واعتبرت مؤسسة أول جمعية مصرية لحقوق الحيوانات أن قرار القضاء على كل الخنازير في البلاد «مرتبط بالدين أكثر مما هو بالخوف من المرض». ولم تحتج الكنيسة القبطية على القرار، كما منحه البابا شنودة موافقته، غير أن الجمعيات القبطية في المهجر وصفته بأنه «قرار عنصري».