عسكريون أميركيون يتحولون لتدريب الشرطة الأفغانية

كابل: غيتس يستبعد زيادة عدد القوات الأميركية بشكل إضافي

طفلة باكستانية تجلس في قناة لصرف المياه بالقرب من مخيم للاجئين في بيشاور. ويقيم مئات الباكستانيين من المنطقة الشمالية الغربية المضطربة في مخيمات للاجئين هربا من القتال بين الجيش الباكستاني وعناصر طالبان (أ.ب)
TT

اعتبر وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أول من أمس أنه سيكون من الصعب سياسيا بالنسبة للولايات المتحدة أن تعزز بشكل إضافي وجودها العسكري في أفغانستان. وقال غيتس لشبكة «سي إن إن» الأميركية «سيكون أمرا صعبا من دون أي شك». وتضم القوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن في أفغانستان (ايساف) التابعة لحلف شمال الأطلسي حوالي 58 ألف رجل من حوالي 40 دولة غالبيتهم من الأميركيين.

ومن المرتقب أن ينتشر حوالي ثمانية آلاف عسكري أميركي إضافي قريبا في إطار تعزيز القوات الأميركية الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي باراك أوباما بحوالي 21 ألف عنصر. وأضاف غيتس «أعتقد أنه سيكون لدينا بين الالتزام الأميركي وشركائنا في التحالف حوالي مائة ألف جندي في أفغانستان». ونقلت وكالة الأسوشييتد برس مقتطفات من هذا الحديث قال فيها المسؤول الأميركي إن انتشار المسلحين في المناطق الشمالية الغربية لباكستان «تهديد وجودي للحكومة الديمقراطية في باكستان». وأبدى غيتس استعدادا لبذل تدريب عسكري وعتاد وآليات لباكستان لمساعدتها على إبعاد هذا «الخطر المتعاظم». وقال الوزير الأميركي موضحا: «كانت ثمة ممانعة من قبلهم. إنهم لا يحبذون فكرة وجود أميركي بيِّن وواضح داخل باكستان. أنا أتفهم ذلك لكننا راغبون في عمل كل ما في وسعنا لمساعدة الباكستانيين في هذه الظروف». وقد بذلت الولايات المتحدة للحكومة والجيش الباكستانيين مليارات الدولارات منذ أن توقفت إسلام آباد عن دعم نظام طالبان في أفغانستان على أثر هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول). ويقول الجيش الباكستاني إنه تمكن من تفكيك دويلات أقامتها حركات مسلحة في مناطق قبلية في مهمند وباجور شمال غربي باكستان، حيث كانت القوات الأميركية في أفغانستان تتعرض للهجوم. لكن هذه الحركات المسلحة لا تزال مسيطرة على المناطق الحدودية التي يعتقد الأميركيون أن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن متحصن بها. وفي مدينة فراه (أفغانستان) كان اللفتنانت كولونيل خليل نعمة الله القائد بالجيش الأفغاني يجلس في مكتب محاط بأشجار الرمان في كامل أزهارها في إقليم فراه الصحراوي وتنهد عندما سمع الأنباء.. فقد هاجم مسلحون نقطة تفتيش للشرطة الليلة الماضية وقتلوا شرطيا بالرصاص في شجار واسروا أربعة آخرين وأخذوهم بعيدا وأعدموهم. وتساءل الكابتن كريستوفر جارفين المدرب الأميركي لنعمة الله ما إذا كانت الشرطة قد غلبها النوم خلال حراستها مرة أخرى. لكن نعمة الله قال إنها ربما بيعت لطالبان عن طريق ضابط غاب بشكل غامض عن موقعه. وبالرغم من حدوث الواقعة فإنها مألوفة للغاية. وبعد سنوات من تركيز جهودهم التدريبية على الجيش الأفغاني بدأ صانعو السياسة الأميركيون يدركون أنهم أهملوا الشرطة تاركين قواتها فقيرة التدريب هدفا سهلا على خط المواجهة مع مسلحي طالبان. وقال البريجادير جنرال في قوة الشرطة علي شاه احمدزاي وهو نائب سابق لقائد شرطة كابل لا ينبغي ان يكون الشرطي هناك من اجل الحرب. هو هناك من اجل إرساء القانون. وتابع كل يوم يلقى خمسة أو ستة من رجال الشرطة حتفهم في قتال. وفي بعض المناطق لا توجد سوى الشرطة إذ لا يوجد جيش. وبدأ الجيش الأميركي منذ العام الماضي تحويل مدربيه العسكريين للعمل إلى جانب الشرطة وهي عملية ستكتسب قوة عندما يبدأ أربعة آلاف مدرب جديد أرسلهم الرئيس الأميركي باراك أوباما في الوصول خلال الأسابيع المقبلة. ويقدر بشاري أن الشرطة تتخلف عن الجيش بأربع سنوات فيما يتعلق بالتدريب. ويقول مدربون أميركيون إن حصول الشرطة على تدريب مناسب سيستغرق سنوات. وقوة الشرطة الوطنية الأفغانية قوامها نحو 80 ألفا فيما يماثل تقريبا عدد قوات الجيش.