وزير فلسطيني: إسقاط حكم حماس واجب وطني وديني.. والحركة ترد: هذه محاولة لإفساد الحوار

السلطة تستمر في مشاورات تشكيل حكومة موسعة.. والهباش مرشح قوي إذا رفض فياض

فتى فلسطيني ينظر من نافذة منزله في شرق جباليا شمال القطاع أمس، والذي دمر جزء منه خلال حرب غزة. (إ.ب.أ)
TT

أثارت تصريحات منسوبة إلى وزير الزراعة والشؤون الاجتماعية في السلطة الفلسطينية الدكتور محمود الهباش، قال فيها إن «إنهاء حكم حماس في غزة يعتبر واجبا وطنيا وأخلاقيا ودينيا يجب القيام به بأسرع وقت»، جدلا كبيرا على الساحة الفلسطينية، بعد شهور من خفض حدة التصريحات النارية، وفي وقت تستعد فيه حركتا فتح وحماس لجولة أخرى من الحوار منتصف هذا الشهر.

ودعا الهباش أمس في حديث مع الإذاعة العبرية، أهالي غزة إلى أن «يتحركوا ضد حكم حماس»، لكن الهباش المعروف كشخصية إسلامية لم يدعُ إلى استخدام القوة لإسقاط حكم حماس وإنما «بالطرق السلمية»، متهما حماس بأنها «لا ترحم أحدا في قطاع غزة وتقمع الجميع وتمنع حرية الرأي أو العمل السياسي».

ويعتبر الهباش مقربا جدا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأحد المرشحين بقوة لمنصب رئيس الوزراء في الحكومة الموسعة التي يعتزم عباس تشكيلها قريبا، إذا ما رفض رئيس الوزراء الحالي سلام فياض تشكيل هذه الحكومة لأي سبب.

وتستمر في رام الله مشاورات تشكيل حكومة موسعة يرأسها فياض على الأغلب وبمشاركة فصائل من منظمة التحرير على اعتبار أنه لا يمكن انتظار الاتفاق مع حماس إلى الأبد، وبينما هناك حكومة مستقيلة لا يمكنها العمل لوقت أطول.

ويبحث عباس إرجاء الإعلان عن هذه الحكومة إلى حين الانتهاء من جولة الحوار المقبل، إذ ترجح فتح فشلها على أي حال، ويدفع آخرون باتجاه إعلان الحكومة قبل بدء جولات الحوار، على اعتبار أنها لن تكون عقبة في وجه الاتفاق، وأنها ستستقيل إذا ما تم الاتفاق على حكومة وحدة. وقالت مصادر في مكتب الرئيس الفلسطيني، إن الهباش يُعتبر شخصية إسلامية معروفة، بخلاف آخرين، وبتعيينه رئيسا للوزراء فإنه سيستطيع مواجهة «رفع حماس لشعار الإسلام».

واعتبرت حركة حماس دعوة الهباش إلى إنهاء حكمها في غزة، محاولة لإفساد الحوار الوطني. وقالت الحركة في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة عنه، إن تصريحات الهباش تدل على «التخبط والخوف»، جراء «ثبات وصمود حماس في وجه كل التحديات». واعتبرت الحركة أن هذا الخوف نابع من أي متغيرات مستقبلية في الواقع الفلسطيني، سواء في الضفة أو في الضفة وغزة على حد سواء». وقالت حماس إن الهباش «يدعو دائما إلى تدمير المقاومة والتخلص من حماس والقضاء عليها في دعوة تؤكد على مستوى الانحدار الأخلاقي والوطني الذي وصل إليه الهباش وأمثاله من أجل أن يبقى على كرسيه الموجود على رمال متحركة، وبهذا فهو يهدف إلى استمرار الحرب على الشعب الفلسطيني واستمرار الانقسام وتسميم الأجواء خدمة لمصلحته الشخصية على حساب مصلحة الشعب الفلسطيني المبنية على وحدة الصف وثبات المقاومة».

واستغربت حركة «الجهاد الإسلامي» تصريحات الهباش، «في الوقت الذي يسعى فيه شعبنا إلى الوحدة والتماسك».

وقال نافذ عزام القيادي في الجهاد: «نشعر باستغراب من هذه التصريحات في هذا الوقت بالذات الذي ننتظر فيه الجولة القادمة من الحوار الوطني، وهو توقيت غريب نتصور أنه لا يمكن أن يخدم صاحبها».

وراحت مواقع حماس تهاجم الهباش وتصفه بشتى الأوصاف، وقلل صلاح البردويل (أحد قياديي حماس) من أهمية تصريحات الهباش، وقال: «هذه تصريحات لا قيمة لها، لأنها تأتي من رجل يريد إثبات ولائه لحركة فتح حتى يتم تعيينه في منصب وزاري مرة أخرى، وهو نموذج لشريحة من شرائح حركة فتح التي تعتبر إسقاط حماس أولوية لها على إسقاط إسرائيل، ولا ترى أي سبيل للتعايش معها، لأن مصالحها وامتيازاتها تتناقض مع وجود حماس».