واشنطن تؤكد دعمها لوحدة اليمن وتدعو إلى حوار.. وانفجار في الضالع

لجنة رئاسية لاحتواء الموقف بالمحافظات الجنوبية.. والقربي للسفراء العرب: الوحدة «خط أحمر»

مظاهرة ضد الحكومة في يافع جنوب محافظة لحج اليمنية أول من أمس حيث قتل فيها 3 متظاهرين في تشابك مع قوات الأمن (رويترز)
TT

لقي مواطن يمني مصرعه وجرح ثلاثة آخرون في انفجار قنبلة يدوية أمس في الشارع العام لمدينة الضالع الجنوبية وذلك في إطار التطورات العسكرية والأمنية التي تشهدها المحافظات الجنوبية اليمنية منذ عدة أيام وأسفرت عن مقتل وجرح عدد من الأشخاص.

وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن مجهولا ألقى قنبلة يدوية على طاقم عسكري في الشارع العام لمدينة الضالع، مركز محافظة الضالع الجنوبية لكن القنبلة أخطأت هدفها وقتلت مواطنا يدعى ناصر علوي البيضاني الذي ينتمي لمحافظة البيضاء اليمنية الشمالية وجرحت ثلاثة من مواطني الضالع، أحدهم في حال خطرة. ووقع حادث الانفجار بعد أقل من نصف ساعة فقط على مسيرة سلمية نظمها المئات من الشبان من أبناء الضالع تضامنا مع أبناء ردفان وتنديدا بالقصف المدفعي على القرى الأهلة بالسكان. غير أن المتظاهرين الغاضبين الذين يعتقدون أن الانتشار الأمني والعسكري في مناطقهم يشكل استفزازا لهم، أقدموا على قطع الطريق العام الذي يربط العاصمة صنعاء بمدينة عدن وأشعلوا إطارات السيارات التي ظلت تحترق لساعات قبل أن تتدخل السلطات وتطفئها وتعيد فتح الطريق الحيوي.

وفي الوقت الذي شهدت مديرية ردفان بمحافظة لحج الجنوبية هدوءا حذرا أمس أكدت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن الرئيس علي عبد الله صالح أوكل إلى الوزير السابق عبد القادر هلال مهمة النزول على رأس لجنة إلى المحافظات الجنوبية ومحاولة تهدئة الأوضاع وبالأخص في ردفان، خاصة أن هلال كان رأس في السابق لجنة حققت في تجاوزات تتعلق بالمحافظات الجنوبية وهو شخصية تلقى احتراما وقبولا لدى مختلف الأطراف.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر خاصة أن الوزير السابق هلال زار أمس مديرية ردفان والتقى مساء بعدد من القيادات المحلية والأعيان وذلك في محاولة للسيطرة على الموقف. وقالت المصادر إن اللجنة الرئاسية تهدف إلى «احتواء الموقف» و«نزع فتيل التوتر» في ظل «نفوس مشحونة ودماء تسفك» وإنهاء «المظاهر المسلحة» في ردفان وبالأخص في مدينة الحبيلين التي يبسط عليها مسلحون السيطرة منذ عدة أيام .

وقد عكست التطورات السياسية والعسكرية في جنوب اليمن نفسها على أكثر من صعيد وتحديدا الدبلوماسي، فقد أصدرت أمس السفارة الأميركية بصنعاء بيانا أوضحت فيه موقف واشنطن من أحداث الجنوب والوحدة اليمنية. وقال البيان الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن «الولايات المتحدة تدعم يمنا مستقرا موحدا وديمقراطيا» وإنها كانت «من أوائل الدول التي رحبت بالوحدة اليمنية عام 1990. وأثناء الحرب الأهلية عام 1994، كانت الولايات المتحدة داعما قويا للوحدة اليمنية ودعت إلى وقف إطلاق النار والمفاوضات بين الأطراف المتحاربة آنذاك».

وأشار البيان إلى أن الولايات المتحدة «تؤمن بأن الوحدة اليمنية تعتمد على قدرتها على ضمان المساواة بين جميع المواطنين وفقا للقانون والحصول على فرص المشاركة المتساوية في الحياة السياسية والاقتصادية». ودعت واشنطن عبر سفارتها بصنعاء الحكومة اليمنية والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني وعموم المواطنين إلى حوار «يحدد ويعالج الشكاوي الشرعية» معتبرة أنه «لا يمكن أن تحل القضايا بالعنف مطلقا» وأن «العنف لا يخدم إلا مصالح أولئك الذين يسعون لتعميق الانقسامات والإضرار باستقرار اليمن».

وعلى ذات الصعيد وعلى ما يبدو أنه تجاوب مع القلق العربي الحاصل منذ أيام إزاء ما يحدث في جنوب اليمن، فقد التقى وزير الخارجية اليمني الدكتور أبو بكر القربي أمس في صنعاء سفراء الدول العربية المعتمدين لدى اليمن. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» أن القربي أطلع «السفراء العرب على حقيقة ما يجرى من أحداث في عدد من مناطق بعض المديريات بالمحافظات الجنوبية والشرقية في ضوء اندساس بعض العناصر الخارجة على القانون والنظام للقيام بأعمال العنف وتحويل المظاهرات السلمية إلى أعمال خارجة عن قيم وأخلاقيات شعبنا اليمني».

وقال القربي للسفراء العرب إن هناك توجيهات رئاسية «للأجهزة الأمنية بأن تتعامل بهدوء وتحرص على الحفاظ على الأرواح والممتلكات وأن تحافظ على الأمن والاستقرار وتضبط أي عناصر خارجة على الدستور والقانون». ونقل أيضا عن وزير الخارجية اليمني قوله إن «أي عمل أو قول يمس بالوحدة اليمنية يعتبر تجاوزا للخطوط الحمراء وإن أي دعوات لإعادة تشطير اليمن لا تهدد أمن واستقرار اليمن فحسب بل والمنطقة برمتها».