اختتام مؤتمر التيار الصدري بأسطنبول.. والصدر لم يقرر بعد تشكيل حزب سياسي

قيادي في التيار: مقتدى ركز على مشاركة الجميع في إحلال الأمن بالعراق

TT

أختتم أمس في مدينة اسطنبول التركية مؤتمر التيار الصدري الذي عقد تحت شعار «التيار الصدري والتحديات المعاصرة والواقع الطموح»، الذي حضره زعيم التيار، مقتدى الصدر، المتواري عن الأنظار منذ نحو عامين. ويوجد في إسطنبول حوالي سبعين قياديا صدريا بعد أن وجهت لهم الدعوة من قبل الصدر القادم من إيران لعقد المؤتمر.

 وقال الدكتور حامد الحدراوي في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» من مقر المؤتمر في تركيا  «إن التيار الصدري عقد مؤتمره الأول برعاية الصدر تحت شعار (التيار الصدري والتحديات المعاصرة والواقع الطموح) من الأول من مايو ولغاية اليوم (أمس)»، وأضاف «أن الهدف من عقد المؤتمر هو النهوض بالواقع السياسي والإعلامي  والثقافي والاجتماعي للتيار الصدري، وقد نوقشت خلال المؤتمر عدة بحوث وأوراق عمل قدمها أساتذة متخصصون من داخل العراق وخارجه».  وقال الحدراوي «إن المؤتمر افتتح بكلمة توجيهية للسيد مقتدى الصدر ركز فيها على مشاركة الجميع في الأمن العراقي، وأن يحملوا شعار الإسلام أولا وأخيرا، وأن تكون هناك سياسة مسيسة ولا يكون هناك إسلام مسيس يخرج من ثوابته». والتقى الصدر في بداية زيارته إلى تركيا وقبل عقد المؤتمر الذي لم يكشف النقاب عن تفاصيله إلا أمس، رئيسي الجمهورية والوزراء التركيين عبد الله غل ورجب طيب أردوغان. وأشارت مصادر من داخل التيار لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «توجيها من قبل السيد مقتدى يقول بأن الانتفاضة مستمرة اقتصاديا وسياسيا وثقافيا ضد قوات الاحتلال مع وضع السلاح جانبا»، وأكدت المصادر «أن الصدر لم يقرر بعد فيما إذا كان سيؤسس حزبا سياسيا أم لا». ويعتبر التيار الصدري نفسه حركة سياسية عسكرية دينية أنشئت في أعقاب الغزو الأميركي للعراق. وكانت تضم ميليشيا جيش المهدي، الجناح العسكري للحركة، قبل قرار تجميده وتحويله إلى حركة اجتماعية وثقافية تحت عنوان ممهدون. من جانبه، كشف مسؤول الهيئة الإعلامية للتيار الصدري «إن لقاء  السيد مقتدى الصدر مع الرئيس التركي عبد الله غل، تركز على المصلحة العامة للعراق فقط، ولم تكن الزيارة مخصصة للتيار الصدري، وتم مناقشة التهديدات الخطيرة من هنا وهناك، إضافة إلى مجموعة من الأمور العامة الأخرى منها دعم المشاريع الخدمية وقضية المياه ومحاولة تدريب الكوادر السياسية التي تستطيع النهوض بالواقع السياسي في البلاد».

ولم يظهر مقتدى الصدر بشكل علني منذ يونيو (حزيران) 2007 غير أن بياناته وتوجيهاته غالبا ما تعلن عبر متحدثين أو ممثلين له في العراق. وكان الصدر انشأ في 2003 ميليشيا «جيش المهدي» التي اعتبرت طويلا أقوى ميليشيات العراق واشتبكت عدة مرات مع القوات الأميركية في معارك دامية، ثم تحول الجيش بأمر من الصدر إلى منظمة اجتماعية وثقافية تدعى (ممهدون ) بعد اشتباكات في كربلاء في أغسطس (آب) 2007. ويقيم الصدر حاليا في مدينة قم الإيرانية لإكمال دراسته في الفقه الشيعي. وكانت مصادر في التيار الصدري كشفت لـ«الشرق الأوسط» أن الصدر سيعود إلى العراق بعد عدة أشهر بعد انتهاء دراسته في حوزة قم حاملا معه درجة آية الله العظمى، وهي أعلى درجة في الفقه الشيعي.