مصر: الإفراج عن 4 من الجناح العسكري للجماعة الإسلامية.. بعد أكثر من 15 عاما بالسجن

منظرها تمنى لهم التوفيق «في فتنة السراء كما نجحوا في فتنة الضراء»

TT

قالت الجماعة الإسلامية ومصادر أمنية مصرية أمس، إن السلطات أفرجت عن أربعة من أعضاء الجناح العسكري للجماعة التي أعلنت تخليها عن العنف قبل عشر سنوات، بعد مراجعات فكرية، وتمنى منظر الجماعة الدكتور ناجح إبراهيم التوفيق للمفرج عنهم «في فتنة السراء، كما نجحوا في فتنة الضراء». وقال أحد الأربعة الذين أُخلي سبيلهم بالفعل إنه سيعود للعمل كطبيب، وأنه تعلم في فترة السجن «التريث وعدم الاستعجال في الحكم على الأمور»، وكذلك «معرفة الرجال». وقضى الأربعة أكثر من 15 عاما في السجن نتيجة أحكام عسكرية.

وقالت مصادر أمنية إن السلطات القضائية المصرية وافقت على ضم المدة التي قضاها عدد من المحكوم عليهم بأحكام عسكرية، من أعضاء الجماعة الإسلامية، بالمدد التي قضوها في النيابة، بحيث يطبق عليهم مبدأ الإفراج بعد مضي ثلاثة أرباع مدة السجن المحكوم بها عليهم، وأن قرار الإفراج الذي تم التصديق عليه أخيرا، يعفيهم من البقاء في السجون حتى عام 2012، على الأكثر. والأربعة المفرج عنهم هم: محمد عاطف، وعبد العاطي الشريف (من محافظة سوهاج، جنوب البلاد)، وصابر عبد الهادي عبد الله مسعد ومحمد خليل (من محافظتي القليوبية والدقهلية، شمال). وأدين الأربعة بالسجن 15 عاما في قضية الجناح العسكري التي صدر فيها حكم بالإعدام على أربعة آخرين منهم مسؤول الجناح العسكري ياسر فتحي عام 1997.

وقال رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، ومنظرها، الدكتور ناجح إبراهيم، في تعليق له إن الإفراج عن أعضاء الجماعة الأربعة.. «يعد خطوة جديدة إلي الأمام نحو إغلاق ملف المحكوم عليهم من أبناء الجماعة الإسلامية».

وأضاف أن «النيابة العامة والمدعي العسكري وافقا على قبول حكم محكمة القضاء الإداري القاضي بضم المدة التي قضاها عدد من المحكوم عليهم بأحكام عسكرية تحت ذمة النيابة إلى مدة الحكم»، وذلك بعد أن كان المدعي العسكري قد رفض في السابق قبول ضم المدد تأسيسا على أن حكم المحاكم الإدارية ليس له سلطة على قضاء المحاكم العسكرية.

وقال الدكتور إبراهيم الذي عمل، ومحامون آخرون، طيلة ستة أشهر للإفراج عن الأربعة: «الحمد الله، فقد تكللت هذه الجهود الحثيثة بالنجاح»، وأضاف: «الجماعة الإسلامية قادةً وأفرادا يهنئون هؤلاء الإخوة بالفرج والحرية والخير، ويحمدون الله تعالى على هذه النعمة العظيمة.. ويرجون من الله أن يوفقنا جميعا لشكر هذه النعمة.. ويتمنون لهم التوفيق والسداد والنجاح في فتنة السراء كما نجحوا في فتنة الضراء».

كما وجه الدكتور ناجح إبراهيم الشكر على موقع الجماعة على شبكة الانترنت، لكل من ساهم في هذه «الخطوة المباركة نحو إغلاق ملف المحكوم عليهم إغلاقا نهائيا، وتفعيل الأحكام القضائية بضم المدد وإنفاذ قاعدة الإفراج بعد ثلاثة أرباع المدة أسوة بالمحكوم عليهم بالقضايا الجنائية».

ومن بين المفرج عنهم الأربعة محمد عاطف كامل، وهو من مواليد عام 1972، ويحمل شهادة بكالوريوس طب أسيوط، وليسانس حقوق القاهرة، وهو غير متزوج، وقال عقب الإفراج عنه، في تصريح على موقع الجماعة على الانترنت، إن أهم ما تعلمه خلال فترة سجنه «التريث وعدم الاستعجال في الحكم على الأمور، بجانب حفظ القرآن الكريم، والاطلاع الشرعي، والحصول على ليسانس الحقوق، ومعرفة الرجال».

وقال محمد عاطف كامل عن السنوات الأخيرة من عقد التسعينات، وهي السنوات التي شهدت مبادرة وقف العنف، وما عرف بالمراجعات الفكرية لقادة الجماعة، وكوادرها، إنه كان يظن أن هذه المبادرة «مجرد اتفاقية مع الأمن لخروج المعتقلين، لذلك لم أقف عندها كثيرا.. لكن لما جاء المشايخ وبدأت الندوات شعرت بأن الوضع مختلف، والحقيقة أنني لم أستغرب المبادرة لأسباب كثيرة، ومنها أن الهدف هو خروج المعتقلين، وهو ما قامت من أجله الأحداث، ثانيا كنت متفهما للأدلة الشرعية، وبالذات تحقيق المصالح، ودرء المفاسد».

وقال إنه سيسعى للانتهاء من دراساته إضافة لممارسة مهنته كطبيب.