الرئيس اليمني: الوضع في المحافظات الجنوبية تحت السيطرة

أشار إلى تشكيل لجان للدفاع عن الوحدة

TT

قلل الرئيس اليمني من الأحداث التي شهدتها بعض المديريات في المحافظات الجنوبية, وقال إن الوضع تحت السيطرة، ليس بقوة الجيش وإنما من خلال المواطنين الوحدويين. وقال إن الأمر لا يدعو إلى القلق وإن الأمور في هذه المديريات تحت السيطرة بتعاون كل الشرفاء من المحافظات الجنوبية. وأضاف أن الإعلام يضخم الأشياء لكن كل الناس مع الوحدة سيدافعون عنها وعندنا أغلبية ساحقة أكثر من حرب صيف 94 وحتى من كانوا في تلك الحرب مع الطرف الآخر بعد أن اطلعوا وراجعوا الأمور اعتبروا أن ما حدث كان أزمة مفتعلة مدفوعة الثمن مقدما.

واتهم قيادة الأزمة والانفصال بأنها أثْرَت على حساب دماء الشهداء وعلى حساب ممتلكات الدولة وأصبحوا مليارديرات في دول الخليج. وأضاف في كلمة افتتح بها الدورة الثالثة للجنة الدائمة للحزب الحاكم «المؤتمر الشعبي العام» أن الأمور تحت السيطرة وبشكل جيد ليس بالجيش والأمن ولكن بالمواطنين من أبناء المحافظات الجنوبية وهم المسؤولون في هذه المحافظات وليس من حق أحد أن يدّعي الوصاية على أي محافظة من المحافظات، إنْ في الجنوب أو في الشمال. وقال إن الدعاية والإعلام يضخم الأمور إن حدث اعتداء على بعض النقاط العسكرية. وقال إن «أحد المواطنين المعتدين على القوات المسلحة أصيب بنوبة قلبية وتوفي وأرادوا أن يسجلوه من ضحايا التداعيات»، مشيرا إلى سقوط قتيل وجريحين من قوات الجيش. وقال إن الادعاءات بدأت تتبخر بتعاون المواطنين من أبناء المحافظات الجنوبية، ولم تكن بالهيمنة العسكرية أو بالمدفع ولا بالدبابة، ونفى تحرك الدبابات، فيما استدرك بأنه قد تتحرك وحدات عسكرية للحفاظ على الأمن، وتعهد الرئيس صالح بعدم السماح بسفك قطرة دم واحدة، وأنه لن يسمح باستخدام القوة على الإطلاق إلا «مكرها أخاك لا بطل، فنحن مضطرون إلى الدفاع عن الوحدة إذا فُرضت علينا، ولكن الصوت الوحدوي اليوم ارتفع وشُكلت لجان في كل المديريات في المحافظات الجنوبية للدفاع عن الوحدة مثلما شكلوا لجانا مماثلة في حرب صيف 94»، وهذه اللجان هي التي تواجه العناصر التي نعتها الرئيس صالح بالعناصر المرتدة المأجورة والمخربة. وأضاف أن العناصر ليست جديدة لكنها من مخلفات تلك الحرب. أما ما يتعلق الوضع في محافظة صعدة فقد قال إنه وقف الحرب بعد 5 حروب حرصا على عدم إراقة الدماء، مؤكدا على أن الوضع مستتب بشكل جيد رغم حدوث اختراقات وعدم التزام من قِبل الحوثيين, وطلب من الحوثيين إخلاء بعض المرتفعات في بعض المديريات وتسليم ما لديهم من معدات يستخدمونها في شق طرق وخنادق لأنفسهم، وقال إنه شكل لجانا من محافظة صعدة للتحاور مع الحوثي وأتباعه، ووجه الحكومة باعتماد مبالغ كبيرة جدا لإعادة ما خلفته الحرب، فالمسؤولية تقع على عواتق أهالي صعدة. وقال إنه لا يريد أن تكون صعدة مرتعا خصبا لدعاة الإمامة لأن المتبنّين للإمامة يعتقدون أنه لا بد أن يجيء إمام من صعدة، وهذا عودة بالتاريخ إلى ما قبل 48 عاما. وقال: «نحن ضد العنصرية والقروية والمناطقية، لكن الحاكم يأتي عبر صناديق الاقتراع إلى السلطة التنفيذية أو التشريعية أو الرئاسية». في نفس الوقت قال نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إن ما يحدث من إشاعة للفوضى والتخريب والتحريض على الكراهية في بعض المحافظات الجنوبية ينفَّذ وفق أجندة خارجية ورغبات مناطقية وانفصالية لا تعبر عن أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية من اليمن»، وقال في كلمته في افتتاح الدورة الثالثة للجنة الدائمة للحزب الحاكم «المؤتمر الشعبي العام» التي هي بمثابة اللجنة المركزية: «إن ما يحدث هو دعوات إلى الوراء والارتداد إلى عهود الانفصال والتشطير والتمزق واستدعاء ما قبل ثورة الـ14 من أكتوبر ومخلفات الماضي البائد». وأشار الفريق منصور هادي، وهو النائب الأول والأمين العام لحزب «المؤتمر الشعبي العام» الذي يرأسه الرئيس علي عبد الله صالح، إلى إن ظهور مثل هذه الأمور تمثل نكوصا عن قيم الثورة والجمهورية والوحدة، وعودة إلى ماضٍ تجاوزته الأحداث وحمته الإرادة الوطنية في الـ22 من مايو (أيار) غداة تحقيق وحدة اليمن أرضا وإنسانا وشعبا وتاريخا. من جانبها اعتبرت أحزاب «اللقاء المشترك» التكتل الرئيسي المعارض في اليمن أن الحراك السلمي في المحافظات الجنوبية هو تعبير عن موضوعي عن حاجة الشعب اليمني إلى هذه الشراكة في الحكم والثروة. وقال بيان صدر عن هذه الأحزاب على هامش المؤتمر الصحافي الذي عقدته قيادة هذا التكتل في مبنى اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني بصنعاء وتمحور حول الأوضاع الراهنة في المحافظات الجنوبية: «إن جوهر القضية الجنوبية كقضية سياسية يكمن في هذه الحاجة التي قدم الشعب في الجنوب من أجلها التضحيات وبرهن أنه على استعداد لتقديم المزيد من التضحيات من أجلها على الرغم من غطرسة القوة وإنتاجها لخيارات التطرف والمغامرة، وهو لا يبحث ولا يناضل إلا من أجل حقه المشروع في الحياة الحرة الكريمة والمواطنة المتساوية والحكم اللا مركزي والنظام السياسي والاجتماعي العادل». وحول بيان السفارة الأميركية وما إذا كان الموقف الأمريكي تدخلا في شؤون اليمن قال سلطان العتواني زعيم الحزب الوحدوي الناصري، وهو رئيس الدورة الحالية في قيادة أحزاب اللقاء المشترك، إن «مسألة التدخل في الشأن الوطني لا تحدث إذا لم تجد أرضا خصبة لها». وقال: «نحن نرفض التدخل في شؤون وطننا، لكن السلطة كانت تسعى لمعرفة الموقف الأميركي وحشد التأييد لممارساتها، وهذا الموقف يؤكد على أن تبنى دولة الوحدة على أسس ديمقراطية وعلى أسس المساواة والعدالة، وهذا هو موقف الأحزاب في (اللقاء المشترك)»، وأكد على أن دولة الوحدة التي تنشدها هذه الأحزاب لا بد أن تبنى على أساس المساواة والديمقراطية وعلى أساس المواطنة المتساوية، داعيا إلى أن تُحَل المشكلات اليمنية داخليا بالحوار «لكي نقطع الطريق على أي تدخل خارجي».

وفي ما يخص القضية الجنوبية قال الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني الدكتور ياسين سعيد نعمان إن هذا التكتل «تعامل مع القضية الجنوبية بمسؤولية كاملة ومنذ اليوم الأول لهذا الأمر وبسياقات مختلفة من العمل السياسي وبرؤى تؤكد دائما على أن هذه القضية التي تحركت في جزء من الوطن إنما هي تعبير عن حالة التدهور الذي أصاب اليمني بشكل عام بسبب عدم قدرة هذه النظام على إنتاج الأدوات الحياتية في الحفاظ على الوحدة، وفي نفس الوقت الخروج من الأزمة»، وقال إن «اللقاء المشترك» أشار في أكثر من مناسبة إلى أن «الأزمة التي أنتجت هذه القضية الجنوبية، هي أزمة نظام سياسي غير قادر على إنتاج أدوات سياسية جديدة لموجهات هذه الأزمات التي أنشأتها في الأساس سياسة هذا النظام، وبالتالي بين اللقاء المشترك. إن القضية الجنوبية هي البوابة الرئيسة للوصول إلى الحل الوطني الشامل لقضايا اليمن وأكد على أن «الحوار الوطني الشامل هو الطريق في التعامل مع الوضع في الجنوب، ليس التصرف عسكريا هو الحل، وإنما يأتي الحل عبر الحوار إلى مشروع سياسي وطني لكل القضايا الراهنة».