بيريس لواشنطن: نتنياهو اليوم يختلف عن السابق ويريد أن يدخل التاريخ بأنه صانع السلام

كبير مستشاري أوباما: هذه هي ساعة الحقيقة لإسرائيل وللفلسطينيين

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أثناء حضوره اجتماعا لحزب الليكود في الكنيست أمس (رويترز)
TT

في إطار محاولاته لتسويق رئيس حكومته في البيت الأبيض، ينوي الرئيس الإسرائيلي، شيمعون بيريس، إبلاغ الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيتعاون معه تعاونا كاملا في تحقيق السلام في الشرق الأوسط وأنه، أي نتنياهو، يريد أن يدخل اسمه في التاريخ على أنه صانع السلام مع الفلسطينيين.

وقال بيريس، في أحاديث تمهيدية مع مساعدي الرئيس أوباما، وبينهم رام عمانوئيل، كبير المستشارين ورئيس طاقم العاملين في البيت الأبيض، إن نتنياهو اليوم مختلف عن نتنياهو السابق، الذي هزمه في انتخابات 1996 وتولى رئاسة الحكومة 3 سنوات (حتى 1999). فهو اليوم معني بتسوية الصراع في الشرق الأوسط. وسيكون مساعدا لإجراء تعديلات كثيرة في مواقفه المعلنة، في حالة وجود رغبة مماثلة في الطرف الفلسطيني والعربي. وكان بيريس قد توجه إلى واشنطن للمشاركة في مؤتمر المنظمات اليهودية المساندة لإسرائيل في الولايات المتحدة «إيباك»، وسيلتقي اليوم مع الرئيس أوباما في البيت الأبيض، بغية تلطيف الأجواء بين إسرائيل بحكومتها الجديدة والإدارة الأميركية الجديدة. فقد تلقت إسرائيل رسائل الرئيس أوباما عن إصراره على تحقيق تسوية دائمة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بقلق بالغ، لأنه يتحدث بحزم شديد لا يترك مجالا للمناورة. ويسودها الخوف من صدام بين الطرفين. وينوي بيريس استغلال سمعته الطيبة في الولايات المتحدة لإقناع الرئيس أوباما بأن لا يمارس ضغطا على نتنياهو.

ولفت النظر رئيس طاقم العاملين في البيت الأبيض، رام عمانوئيل، وهو مواطن إسرائيلي سابق خدم في الجيش الإسرائيلي، عندما التقى حوالي 300 شخصية يهودية معروفة بتبرعاتها السخية لتنظيم «إيباك»، فقال لهم ما معناه أن الولايات المتحدة أدرى بمصلحة إسرائيل من حكومتها. فقال: إن مصلحة إسرائيل تقتضي أن يتحقق السلام في الشرق الأوسط. فالجمود القائم اليوم لن يبقى جمودا، بل سيحصل فيه ما حصل في الماضي، عندما اندلعت الانتفاضة الأولى والثانية وعندما وقعت حرب لبنان وحرب غزة، وهذه أحداث ممكن أن تتطور إلى ما هو أقسى، ويمس مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة. ولذلك فإن الرئيس أوباما مصمم على التعاطي مع الموضوع بصرامة وحزم، لتحقيق السلام. وهذا السلام في نظره يقوم على أن تكون إسرائيل دولة آمنة لا يهددها شيء، وأن تكون فلسطين دولة ذات سيادة وقادرة على العيش.

وقال عمانوئيل إن على الإسرائيليين أن لا يخشوا على أمنهم، لأن الولايات المتحدة تقدم لها ضمانا. وأكد أن إدارته ترفض المنطق القائل إن تسوية القضية الإيرانية تسهل التوصل إلى سلام في الشرق الأوسط، وقال إن المنطق السليم يقول العكس، أي إن تسوية القضية الفلسطينية تساعد على تسوية الموضوع الإيراني.

وكانت رئيسة المعارضة الإسرائيلية، تسيبي ليفني، قد خطبت أمس في المؤتمر نفسه. ومع أنها قالت إنه في الموضوع الإيراني لا توجد معارضة، فقد أبرزت خلافها مع نتنياهو بشكل كبير وألمحت إلى أنه يحاول المماطلة في التوجه إلى مفاوضات سلام. وقالت إن «محاولات كسب الوقت (التي يجريها نتنياهو) لا تفيد إسرائيل بشيء بل تعقد مشاكلها أكثر وأنه لا يوجد بديل عن التوجه فورا إلى مفاوضات سلام مع السلطة الفلسطينية على أساس مبدأ «دولتان للشعبين». وقد رد على ليفني، من روما، خلفها وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، الذي يقوم بجولة أوروبية تشمل إيطاليا وفرنسا وتشيكيا وألمانيا. فقال إن «الحكومة السابقة تحدثت عن السلام وزرعت الكثير من الأوهام لدى الجمهور ولكنها في النتيجة أنهت دورتها وفي رصيدها حربان، على لبنان وعلى قطاع غزة، وجندي أسير ما زال يعاني». وقال إن حكومته تنوي التوصل إلى سلام حقيقي وعادل من دون تنازلات تشجع الأعداء ومن دون تصريحات تخدع الأصدقاء.