قرية الغجر

TT

الغجر قرية يتقاسمها لبنان مع سورية على الحدود مع منطقة الجولان. سكانها من الطائفة العلوية ويقدر عددهم بحوالي 2700 نسمة. مساحتها المسكونة حوالي 500 دونم، والأراضي التابعة لها تزيد على 12000 دونم.

حتى يونيو (حزيران) 1967 كانت القرية تخضع للإدارة السورية، وكان سكانها يحملون الجنسية السورية. ومنذ عام 1982 يحمل معظم سكان القرية الجنسية الإسرائيلية، بعدما اعترفت إسرائيل بالقرية كتجمع سكاني إسرائيلي في محافظة الشمال التابعة لها. في عام 2000 رسم ممثلو الأمم المتحدة «الخط الأزرق» في وسط القرية، ما أدى إلى تقسيمها فعلا بين لبنان وإسرائيل. الوضع السياسي لقرية الغجر وسكانها هو من أكثر المشكلات تعقيدا ضمن حالة التوتر السائدة بين كل من سورية ولبنان وإسرائيل. وحتى حرب الأيام الستة في يونيو (حزيران) 1967، تولت سورية إدارة القرية. ومنحت الجنسية السورية لسكانها. وفي الإحصاء السكاني الذي نشرته سورية عام 1960 يرد اسم القرية بين التجمعات السكانية السورية. ويشار إلى 11 مزرعة من مزارع شبعا (مع بعض المزارع الأخرى) وردت كمزارع تابعة للقرية. وأوردت السلطات السورية في ذلك الإحصاء 620 نسمة في قرية الغجر (ما عدا سكان المزارع).

في حرب 1967 احتلت إسرائيل منطقة الجولان السورية، لكن الجيش الإسرائيلي لم يدخل قرية الغجر لاعتبارها لبنانية بحسب الوثائق التي كانت موجودة لديه. وفي تقرير حول القرية نشر في مجلة الجيش الإسرائيلي في 16 ديسمبر (كانون الأول) 2005 ورد أنه «في حرب الأيام الستة احتل جيش الدفاع الإسرائيلي هضبة الجولان، وتقدم إلى الغجر متجها من كيبوتس دان. وعندما وصل إلى مداخل القرية لم يحتلها في الحال لاعتبارها لبنانية». في عام 1978 اجتاح الجيش الإسرائيلي الحدود اللبنانية. ومنذ ذلك الحين وحتى مايو (أيار) 2000 سيطرت إسرائيل على جانبي الحدود. في أبريل (نيسان) 2000 قررت الحكومة الإسرائيلية سحب قواتها من الجنوب اللبناني بموجب القرار 425 الصادر عن مجلس الأمن. ولهذه الغاية طلبت من الأمم المتحدة رسم الحدود بين أراضيها والأراضي اللبنانية بما في ذلك الحدود بين الجولان ولبنان. فطالبت الأمم المتحدة بسحب القوات الإسرائيلية إلى الحدود اللبنانية الجنوبية، وقسمت الغجر إلى قسمين. بين 2000 و2006 سيطر حزب الله على القسم الشمالي من القرية، بينما سيطرت إسرائيل على القسم الجنوبي منها. وكثيرا ما اشتكى أهلها من توغل عناصر إلى القرية لعدم وجود شرطة فيها واستغلالها كمعبر لتهريب المخدرات.

في حرب تموز (يوليو) 2006 احتل الجيش الإسرائيلي الجزء الشمالي من القرية وهدم مقرا عسكريا لحزب الله فيه. ولا يزال هذا الجيش يسيطر على الجزء الشمالي لقرية الغجر. وكان من المقترح نقل المسؤولية عن مراقبة شمالي القرية إلى قوات اليونيفيل. لكن تطبيق هذا الاقتراح ليس كاملا بعد. وما زالت المفاوضات بين قادة اليونيفيل وكل من إسرائيل ولبنان في هذا الموضوع مستمرة.