مصادر لـ«الشرق الأوسط»: الصدر أصبح مرجعا والأميركيون لن يستطيعوا اعتقاله

التيار الصدري: مقتدى وجه بمواصلة المقاومة

TT

عاد زعماء وقياديو التيار الصدري إلى بغداد أمس، بعد اختتام مؤتمرهم أول من أمس، الذي عقد في مدينة اسطنبول التركية، حاملين معهم التوصيات، التي توصلوا إليها خلال المؤتمر، الذي عقد تحت شعار(التيار الصدري والتحديات المعاصرة والواقع الطموح). وكشفت مصادر في التيار أن من ابرز التوصيات هي «مقاومة المحتل والمطالبة برحيله».

وقالت مها الدوري القيادية في التيار، وعضو البرلمان العراقي لـ«الشرق الأوسط»، إن «توصيات المؤتمر التي خرج بها قياديو التيار، هي التنسيق والعمل المشترك مع جميع المكونات السياسية العراقية، والانفتاح على تلك المكونات والتنسيق معها، من اجل خدمة جميع العراقيين، وعدم خدمة تيار دون آخر، والاستمرار في مقاومة المحتل والمطالبة برحيله».

وكان زعيم التيار الصدري، رجل الدين الشاب مقتدى الصدر، قد وصل إلى تركيا قادما من مدينة قم الإيرانية، التي استقر بها خلال العامين الماضيين؛ لإكمال دراسته الدينية، وكان متواريا عن الأنظار منذ ذلك الحين. والتقى الصدر بالرئيس التركي عبد الله غل وبرئيس الوزراء رجب طيب أردوغان. وضم المؤتمر الذي عقد باسطنبول 70 شخصية من التيار الصدري قدموا من العراق. وكشفت مصادر في التيار لـ«الشرق الأوسط»، عن أن المؤتمر تناول الأطراف المحسوبة على التيار، والتي تتحدث باسمه لكنها غير ذلك. غير أن مها الدوري قالت انه في المؤتمر «لم يتم فتح مثل هذا الموضوع، لان التيار الصدري معروف بكل هيئاته وتشكيلاته، وان أي اختراق أو ادعاء بات معروفا لكل العراقيين».

وحول الوصايا التي طرحها الصدر، أكدت مها أنها «تلخصت في مواجهة ودراسة التحديات والمشاكل، التي تواجه العراق بشكل عام، والتيار بشكل خاص، والتركيز على عمل الكفاءات الموجودة في التيار وخدمة الإسلام والمسلمين بجميع طوائفهم، وعدم خدمة تيار دون آخر، والاستمرار في مقاومة المحتل والمطالبة برحيله، ورفض كل أنواع التخريب والطائفية في كل نشاطات التيار الثقافية والاجتماعية والسياسية». وأشارت الدوري إلى أن المؤتمرين أكدوا على «ضرورة تطوير نشاط مكاتب الشهيد الصدر، ووضع كل المعالجات للمشاكل التي تواجهها»، مشيرة إلى أن «المؤتمر كان ناجحا جدا وكان فرصة كبيرة، للقاء السيد مقتدى بأتباعه من التيار».

إلى ذلك، كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن الصدر حصل على لقب آية الله العظمى وأصبح مرجعا دينيا قبل أيام من وصوله إلى تركيا، وأن الصدر لدى وصوله إلى تركيا دخل كمرجع ديني وقائد للتيار الصدري من أجل فتح مكاتب في الدول العربية والإسلامية.

وأضافت المصادر أنه يتوقع وصول الصدر إلى العراق في أية لحظة، مؤكدة أن «الجانب الأميركي لن يستطيع المساس بمقتدى الصدر كونه أصبح مرجعا دينيا».

ولم يظهر مقتدى الصدر بشكل علني منذ يونيو (حزيران) 2007، غير أن بياناته وتوجيهاته غالبا ما تعلن عبر متحدثين أو ممثلين له في العراق. وكان الصدر انشأ في 2003 ميليشيا «جيش المهدي»، التي اعتبرت طويلا أقوى ميليشيات العراق، واشتبكت عدة مرات مع القوات الأميركية في معارك دامية، ثم تحول الجيش بأمر من الصدر إلى منظمة اجتماعية وثقافية، تدعى (ممهدون) بعد اشتباكات في كربلاء في أغسطس(آب) 2007 أسفرت عن مقتل نحو 50 شخصا.