إنفلونزا الخنازير: المكسيك تتنفس الصعداء.. وعودة النشاط الاقتصادي اعتبارا من الأربعاء

تفاؤل حذر في أميركا.. ومنظمة الصحة قد لا ترفع درجة الإنذار

موظفة في احدى مطارات كوريا الجنوبية تستخدم كاميرا تعمل بالأشعة تحت الحمراء لفحص مسافرين قادمين من لوس أنجليس (أ.ب)
TT

أعلنت المكسيك والولايات المتحدة أمس، أنهما على وشك تجاوز مرحلة الخطر، في ما يتعلق بالفيروس «اتش1ان1»، المعروف باسم إنفلونزا الخنازير، الذي فتك بالعشرات في البلدين، كما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أن منظمة الصحة العالمية، لن ترفع درجة الإنذار إلى الدرجة القصوى إذا بقيت الأحوال كما هي عليه الآن. في وقت صرحت مسؤولة بالمنظمة، أن الانتقال إلى الدرجة 6 وهي القصوى، ستتخذ عند الضرورة لمواجهة خطر الوباء، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن ذلك لا يعني «نهاية العالم».

وأعلنت المكسيك أمس انتهاء الأسوأ، وعودة النشاط الاقتصادي اعتبارا من يوم غد الأربعاء. بل إن خبراءها قالوا: إن فيروس «اتش1ان1» الجديد ربما لا يكون أشد من الإنفلونزا العادية، على الرغم من أنه ما زال يؤثر على الصحة العالمية. وقال الرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون: إن بلده على وشك تجاوز الوباء الذي أودى بحياة 26 شخصا في المكسيك وحدها، وأصاب 701، ملمحا بذلك إلى اقتراب نهاية هذا الكابوس الذي أقلق المكسيكيين. وقال كالديرون، في مقابلة مع الإذاعة والتلفزيون المكسيكيين: «نحن الآن في ظروف تسمح بتجاوز هذا الوضع الطارئ الحساس جدا جدا». وأضاف أن السلطات تمكنت من «احتواء الوباء». وقال الرئيس كالديرون: إن النشاط الاقتصادي قد يستأنف اعتبارا من الأربعاء في المكسيك إذا تأكد «استقرار» وباء إنفلونزا الخنازير.

وأعلنت بلدية مكسيكو أمس، أن مطاعم العاصمة التي أغلقت منذ 28 أبريل (نيسان) بسبب إنفلونزا الخنازير ستعيد فتح أبوابها اعتبارا من غد الأربعاء، بعد أن أكدت السلطات تراجع الوباء. وصرح نائب رئيس بلدية العاصمة المكسيكية خوسيه ابيلا، في مؤتمر صحافي، أن «المطاعم تستطيع استئناف نشاطاتها اعتبارا من 6 مايو (أيار)، لكنها تبقى خاضعة لإجراءات وتوصيات السلطات الصحية».

وأضاف ابيلا، أن المتاحف والمراكز الدينية ستفتح من جديد يوم الخميس. لكن صالات السينما، المسارح، والنوادي الليلية ستبقى مغلقة حتى إشعار آخر. وأعلنت السلطات في أبريل إغلاق حوالي 35 ألف مطعم، إلى جانب المقاهي، والحانات، وصالات السينما، المسارح، والنوادي الليلية في مكسيكو. وأدى هذا الإجراء إلى خسارة مائة مليون دولار في قطاعي الفنادق والمطاعم في مكسيكو، ما يعرض 450 ألف وظيفة للخطر.

وفي الولايات المتحدة حيث لا تزال العدوى واسعة، مع 226 إصابة في 20 ولاية، طمأنت السلطات السكان مع التحذير من تزاوج فيروس «اتش1ان1» مع الإنفلونزا الموسمية في الخريف. وقال ريتشارد بيسير مدير مراكز المراقبة والوقاية من الأمراض الاتحادية: «لقد رصدنا إشارات مشجعة وإننا جميعا سعداء جدا لذلك».

وأشار إلى أن الفيروس «ايه/اتش1ان1» لا يبدو «حتى الآن أشد من نوع من الإنفلونزا الموسمية» التي تسبب سنويا وفاة 36 ألف شخص في الولايات المتحدة. واعتبرت وزيرة الصحة كاتلين سيبيليوس، أن آخر المعلومات تثير «تفاؤلا حذرا» بدون أن يعني ذلك «خفض الجهود» المبذولة في مواجهة الفيروس.

وحذرت الوزيرة من أن «الخطر يكمن في عودة الفيروس في الخريف. ويمكن أن يعود بشكل أشد فتكا».

وكثفت الولايات المتحدة إنتاج اللقاح المضاد للإنفلونزا الموسمية، ويدرس مختصون حاليا الفيروس «اتش1ان1» لتحديد ما إذا كان من الملائم إنتاج لقاح ضد هذا الفيروس الجديد.

من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس، أمام جلسة غير رسمية للجمعية العامة للمنظمة الدولية بشأن تفشي المرض: إن رئيسة منظمة الصحة العالمية مارجريت تشان، أبلغته بأنه «إذا ظل الموقف كما هو عليه حاليا فإن منظمة الصحة لا تعتزم رفع درجة التأهب إلى المستوى السادس في الوقت الحالي». وقال إنه يعتزم أن يعقد اجتماعا للمانحين والقطاع الخاص في جنيف في غضون أسبوعين للمساعدة في ضمان حصول دول العالم على الموارد الكافية لمكافحة الوباء.

وأعلنت تشان، من جانبها، أن احتمال الانتقال إلى درجة الإنذار 6 أي القصوى لمواجهة إنفلونزا الخنازير، «لن تكون نهاية العالم». وقالت في مقابلة مع صحيفة الـ«باييس» الإسبانية أمس: «إن الدرجة 6 لا تعني على الإطلاق أننا نقترب من نهاية العالم. علينا أن نكون واضحين بهذا الخصوص، وإلا فسنثير في حال إعلان درجة الإنذار 6 موجة مفرطة من الذعر». وزادت المنظمة الدولية درجة الإنذار في الأسبوع المنصرم إلى الدرجة 5 على مقياس من 6 درجات، ودعت الدول مساء الأربعاء إلى الاستعداد لوباء «وشيك» لإنفلونزا الخنازير، التي أطلقت عليه اسم إنفلونزا (اتش1أن1). وأوضحت مديرة منظمة الصحة العالمية، أن «مستوى الإنذار 6 لا يعني أن كل الدول ستصاب في آن، ولا أن كل المصابين سيقضون. ولا حتى في الدول التي انتشر فيها الفيروس، سيصاب كل الناس». وأضافت أنه حاليا «ما زلنا في مرحلة مبكرة جدا من المرض الجديد» و«من واجبنا الإبقاء على اليقظة وتركيز الانتباه لئلا يفوتنا أي تفصيل».