مناورات الناتو في جورجيا أول مواجهة مع روسيا منذ تولي أوباما مقاليد القيادة في البيت الأبيض

تتواصل من 6 مايو حتى أول يونيو المقبل

TT

المناورات العسكرية المشتركة التي يبدأ حلف الناتو إجراءها غدا على الأراضي الجورجية تعتبر أول مواجهة عملية بين روسيا والإدارة الأميركية الجديدة. وكانت موسكو أعلنت رفضها لإجراء الناتو لهذه المناورات التي قال الرئيس دميتري ميدفيديف إنها لن تساعد على التقارب بين روسيا والولايات المتحدة وتهدد بوقوع تعقيدات في العلاقات الثنائية. كما اشار سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية إلى أن بلاده تظل عند رفضها لهذه المناورات التي تعتبرها في الفترة الراهنة أمرا ضارا بعد أن أثبت الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي أنه يستغل تشجيع الناتو له. وأكد أن غض الطرف عن تصرفات النظام الجورجي الذي لم يكف بعد عن محاولات حل مشاكله من خلال استخدام القوة، أمر خطير.

وقال: «إنه حينما يجري هذا الحلف العسكري أو ذاك مناورات على خطوط شهدت مؤخرا درجة كبيرة من التوتر ولا يزال الوضع هناك بعيدا عن الهدوء، فإن هذا الأمر ينذر بعواقب وخيمة». وأعرب عن خيبة أمل موسكو في هذه الخطوة من جانب الناتو، مشيرا إلى أنها لا تساعد على استعادة العلاقات الكاملة بين روسيا والناتو، فيما حذر من أن روسيا ستتابع باهتمام بالغ ما يجري في جورجيا وستتخذ القرارات اللازمة إذا ما اقتضى الأمر ذلك. وفي الوقت الذي تتواصل فيه مظاهرات المعارضة الجورجية احتجاجا على سياسات نظام ساكاشفيلي الذي يطالبون باستقالته، بدأت موسكو في حشد قواتها على خطوط الحدود المشتركة بين كل من جمهوريتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية مع جورجيا بموجب اتفاقين وقعهما الرئيس ميدفيديف مع رئيسي أبخازيا سيرغي باغابش وأوسيتيا الجنوبية إدوارد كوكويتي في 30 أبريل (نيسان) الماضي. ونقلت وكالة أنباء «ريا نوفوستي» عن مصادر جورجية قولها إن الهدف من الدفع بقوات حرس الحدود الروسية إلى أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية يتلخص في ضرورة إفهام الغرب أن روسيا سترد بالضرورة على أي نشاط للناتو في القوقاز. ونقلت الوكالة ما ذكره نائب رئيس الحكومة الجورجية غيورغي باراميدزه حول أن هذه الخطوة من جانب روسيا تثير قلق القيادة الجورجية وقلق المجتمع الدولي بأسره. ومن المقرر أن تتواصل هذه المناورات من السادس من مايو (أيار) الجاري حتى أول يونيو (حزيران) المقبل، في الوقت الذي أعلنت فيه موسكو عن استئناف تقليد استعراض آلياتها العسكرية، بما في ذلك أحدث المنظومات الصاروخية العابرة للقارات مثل «توبول» إلى جانب أحدث المقاتلات في الميدان الأحمر بقلب العاصمة الروسية بمناسبة عيد النصر على الفاشية في التاسع من مايو (أيار) الجاري. وكانت موسكو قد عادت إلى هذا التقليد في العام الماضي بعد توقف طال لما يزيد عن 15 عاما تأكيدا لاستعادة الهيبة والمكانة واستجابة لرغبات الملايين من أبناء الدولة الروسية.